رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مصمم تحف التراث العربي».. سيد: الإبداع لا يتقيد بالدراسة

مصمم تحف التراث العربي
مصمم تحف التراث العربي


"الأزهر، وقصر البارون، والمسجد النبوي، والكعبة"، جميعها أماكن صنعت لنفسها مكانتها الخاصة في نفوس المصريين بشكل خاص، والعالم الإسلامي بشكل عام، وهو الأمر الذي حاول سيد إبراهيم، أحد أبناء محافظة دمياط، والبالغ من العمر 44 عامًا، مواكبته من خلال تصاميم تجذب النظر إليها، صنعت بإتقان بالغ وتحف خشبية فريدة.

لم أحصل على الشهادة الابتدائية"، كلمات بدأ بها "سيد" حديثه لـ "الدستور"، موضحًا أنه كان الابن الأكبر لوالده الذي أرغم على مساعدته في العمل بصناعة الموبيليا والنجارة؛ لكبر سنه لكن يده جابت به فن "الأركيت"، مؤكدا أن الإبداع لا يتقيد بالدراسة.

"صديقي".. هكذا وصف فنان التحف العربية حبه لخشب "الأبلكاش" بأنه صديقه، واحترف صناعة التحف عندما كان في سن السابعة عشر، وكان له منشاره الخاص الذي يخرج به لعمله المنفصل عن عمل والده، وبعد التحاقه بالجيش في بداية العشرينات أخبر الضباط هناك بعمله وموهبته، فسمحوا بدخول المنشار إليه وأسندوا له مهام تناسب هذا العمل، وصقل مهارته أكثر خلال هذه الفترة حيث تمكن أثناء التجنيد من صنع صناديق من الخشب، وصنع مكاتب لجميع الوحدات بتصميم فريد وأصبح هو المختص بالموضوع، ليستأنف بعد هذه الفترة مشروعه الخاص بعد انتهاء فترة الجيش.

وأوضح " سيد" أنه لا يحب تقليد التصميمات المتواجدة علي الانترنت، ويفخر بأنه يبتدع تصميمات خاصة لتحف فنية ولا يحب تقليد التصميمات المتواجدة علي الإنترنت، وعلى العكس فإن هناك كثير خاصة خارج دمياط من أبناء هذه المهنة يحاولون تقليد تصميماته، مضيفًا أن الأمر أسهل الآن لأنه هذا النوع من الأخشاب متوفر بعدة ألوان؛ إلا أنه في الماضي كان مختلفا عن هيئته الحالية، فكان الوضع أكثر إرهاقُا.
وبين أنه يميل لتصميمات القصور والأشياء ذات الطراز العربي، لأن هذه التصميمات مركبة ومعقدة ولا يجيدها أي شخص علي الرغم من أنه صمم بعض التصميمات الفرعونية أيضا، مثل الأهرامات والمسلة ولكنه يرى أنه يسهل تصميم مثلثات وجعلها أهرامات، وسبق وصمم برج العرب الخاص بدبي، ويستغرق كل تصميم وقت مختلف طبقا لنوع التصميم فهناك تصميمات ينهيها في يومين وأخرى تستغرق ثلاثة شهور منها ويتمهل أثناءها منعا لأي خطأ أثناء إنجاز العمل.

وأشار " سيد " إلى أن بعض التصميمات تستلزم أن يكون المرء خريج هندسة، لكنه بموهبته الفطرية تحدى نفسه، وتحدى الأشخاص وأثبتت قدرته، وقد ساعد طلبة كلية هندسة في تصميم مشروعهم الخاص في إحدى السنوات، ولم يتوقع بتاتا من يقيم الموضوع بأن المصمم غير أكاديمي.

وفي الختام شعر بالأسف أن مجاله يصعب الحصول فيه على مساعدين مهرة يقوموا بمساعدته، وعن كون موهبة صناعة التحف نادرة في المجتمع، مشيرا إلى أن هناك طلبة كثيرون عندهم الموهبة لكنهم يعجزون عن إيجاد مكان مناسب للتعلم، مختتما بأن أفضل تصميم محبب له أنجزه هو تصميم قلعة محمد علي.