رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تمردت شويكار على الأنثي المدللة؟

شويكار
شويكار

"إنت بتقول عز يبقي إنت اللي قتلت بابايا آه يا بابايا٬ شيء لا يصدكه عكل٬ الراجل ده هايجنني٬ أنا واحدة ست..أنا عندي برد"، أشهر الجمل المسرحية والسينمائية التي اقترنت باسم الفنانة الكبيرة شويكار٬ والتي رحلت عن عالمنا منذ قليل عن عمر ناهز 85 عاما.

شويكار خام الأنوثة والدلال٬ التي كونت مع فؤاد المهندس ثنائيا فنيا على خشبة المسرح٬ تزوجها، وقصة حبهما ترجمت على الشاشة من خلال عدة أفلام ومسرحيات حققت نجاحًا ساحقًا.

تمردت شويكار صاحبة الوجه الأنثوي الجميل والدلال المفرط على القالب الواحد الذي أصر المخرجون والمنتجون على حصرها داخله٬ فقدمت أعمالا تبين الوجه الآخر لها، من بينها دورها في فيلم "حبي الوحيد" من إنتاج عام 1960 إخراج كمال الشيخ٬ وفيه قدمت دور "عايدة" الفتاة الجادة التي تعمل مضيفة طيران٬ وتحب زميلها في العمل كابتن عادل (عمر الشريف).

كانت عايدة تهيم عشقا بعادل لكنها تتألم في صمت فهي تعلم تماما أنه حب من طرف واحد٬ وأن عادل لا يشعر بها وهو غارق في غرام منى (نادية لطفي) وحتى عندما تشك منى في وجود علاقة بين عايدة وعادل تتدخل عايدة لتكشف لها سوء الفهم الحاصل لديها بل وتسعى جاهدة لأن تجمع شمل الحبيبين رغم ألمها.

دور آخر تقدمه شويكار في فيلم "كشف المستور" عام 1994 وإخراج عاطف الطيب٬ من خلال شخصية نجوى، السيدة القوية التي لم تنهزم أمام نظرات المجتمع لها بأنها سيدة سيئة استخدمها جهاز المخابرات في أعمال قذرة، وهي كانت تظن أنها تخدم الوطن.

وفي أقوى مشاهد الفيلم ذاك الذي تقدمه شويكار في لقائها مع سلوى شاهين "نبيلة عبيد" والحوار الذي يدور بينهما عن عملهما السابق وكيف استغلتا أسوأ استغلال٬ وعندما يتحلق أعضاء النادي عليهما تصرخ فيهم: "جرى إيه يا رمم ما تحترموا خصوصيات الناس".

نجوى سيدة قوية صريحة واضحة٬ لا تخشي نظرات الآخرين أو رأيهم فيها٬ تعلنها بوضوح أن مسلكها في فترة ما كان سيئا لكنها تراجعت٬ أما من يرجموها ويجلدوها بنظراتهم٬ فهم أقذر منها بمراحل لا لشىء سوى أنهم يتسربلون في مسوح الملائكة بينما هم شياطين.

وفي الحوار بينها وبين سلوى شاهين عن نجوم المجتمع، ومن بينهم السياسيون السابقون، تقول نجوى: هايروحوا فين اللي بقى مستورد واللي بقى عنده شركة، الفلوس على قلبهم زي أكياس الرمل.. وسرعان ما يتحرش بها أحد هؤلاء وتسأله: تاخدني في قايمتك الانتخابية يا باشا؟ فيجيبها بأن قائمته قد اكتملت٬ فترد بدورها: مصدقاك أصل الحرامية أسرع ناس يتلموا حوالين بعض.. يستفز الباشا فيردها لها: على أي حال يا نجوى هانم الحرامية أفضل شوية من بنات الليل.. لا تخجل نجوى أو تخاف من الابتزاز والسب العلني٬ فترد عليه بقوة وبأعلى صوت: لكن توبنا يا خويا الدور والباقي عليكم إنتوا لو ماسرقتوش تموتوا.