رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مع تصاعد قيمته».. مبادرة «زينة وخزينة» لتجميع «المستثمرات في الذهب»

 الذهب
الذهب

«الدهب زينة وخزينة» هو اسم لمجموعة خاصة أطلقتها نهى علي صاحبة الخمس واربعين عام على تطبيق التواصل " واتس اب" وجمعت عليه مجموعة كبيرة من السيدات والأقارب لإقناعهن بالاستثمار في شراء الذهب وتحويل كافة مدخراتهن لمصوغات ذهبية أو عملات من المعدن النفيس.

تذكر "نهى" أنها تنبهت لتصاعد قيمته في بداية أبريل الماضي، مع ترددها على الصاغة لشراء شبكة أخيها الأصغر، فكان له سعر مختلف كل يوم ناحية الزيادة، وبدأ الامر بـ 680 لذهب من عيار 21 والجنيه الذهب بلغ في ذلك الحين 5900 جنيه تقريبًا، حاولت استغلال الحالة لشراء أكبر قدر منه كوسيلة للادخار تفوق فائدة البنك والشهادات الاستثمارية.

على الفور قامت بإقناع زوجها بما نوّت، بعد نحو أسبوعين صعدت قيمته بأكثر من ١٠٠ جنيه لنفس العيار، ومن هُنَا جاءت فكرة تدشين المجموعة ليبلغ عدد أعضائها حتى الآن ١٥٠٠ سيدة، وبالتدريج سطعت الفكرة وشرعنَّ في نهج نفس الطريقة حتى منهن من اختارت اقتراض بعض الأموال من ذويها أو فك ودائع.

رصدت "الدستور" حركة صعود قيمة الذهب في الأشهر الأربعة الماضية فوجدت أن زيادته وصلت لنحو ٣٥٪؜، وكان ذلك بالتزامن مع الركود الاقتصادي الذي عانت منه دول العالم مع أزمة وباء كورونا المستجد كوفيد 19، وهو ما اتفق على حدوثه إيهاب واصف، نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية والمتحدث الإعلامي باسم الشعبة العامة للذهب، حيث ذكر أن تنامي سعر أوقية المعدن النفيس مع بداية إجراءات الدول للحجز وحظر التنقل زاد الفرص للمستثمرين في الذهب، خاصة أصحاب الاستثمار طويل الأجل.

وهو بمتابعته لحركة السوق العالمي وجد أن تجاوز سعر السبيكة لحاجز الـ ١٠٠٠ وهو أعظم فرصة لتشجيع أصحاب الفائض النقدي للاستثمار طويل المدى بحيث يضع أمواله في الذهب متمثلًا في السبائك، أما عن العامة وأصحاب رؤوس الأموال والمدخرات الصغيرة فنصحهم بشراء المشغولات الأقل مصنعية كالجنيهات الذهب والذعب العيار ١٨ لاستغلاله كزينة وفي ذات الوقت قيمته تقارب الجنيه في مصنعيته.

صعود أسهم الذهب لم يكن مبشرًا لكافة القطاعات، فرغم ارتفاع أسعار المشغولات الذهبية بالسوق المصري، وتخطيه حاجز الـ1000 جنيه، فإن الارتفاع تسبب في دخول السوق المحلي في حالة ركود بعد تراجع المبيعات بنسبة تعدت الـ80%، بحسب ما ذكره الحاج راضي صاحب محل الوعد للذهب والمجوهرات: "هناك إقبال بعض الشيء على شراء الذهب الخام والسبائك في ظل استمرار توقعات بمزيد من الارتفاع في سوق المشغولات الذهبية خلال الفترة الراهنة، وعلى عكس المتوقع أن يبادر المواطنين بشراء المصوغات فانهم يفكرون في اكتناز الأموال منتظرين زيادة في سعره أكثر.

في الوقت ذاته، تمثل المشغولات الذهبية المستعملة المكسب الحقيقي للصاغة حيث يشترونها بقيمة أقل ثم تُباع بقيمة أعلى بعد ما يجرى عليها من تصليح وتلميع، ومع ارتفاع مؤشره ليزيد قيمة الجرام الصافي عن الألف جنيه عزف مالكو المستعمل عن بيعه حتى أن الأمر توقف تمامًا وهو ما مثل خسائر فادحة للتجار، فيذكر راضي أنه بات مضطرًا لشراء جديد وهو ما يقلل ربحه لأكثر من ٤٠٪؜.

مع جميع التشجيعات والدعوات على الاستثمار في المعدن الأصفر، إلا أن الإقبال على شراء الذهب تراجع بشكل كبير خلال الفترة الحالية بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضى، نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها الأسعار في السوق المحلية متأثرة بالارتفاعات الكبيرة في الأسواق العالمية، نتيجة توجه الدول والبنوك العالمية لشراء الذهب كملاذ آمن حسب ما يرى بشري إبراهيم، عضو شعبة المشغولات الذهبية في غرفة القاهرة التجارية.

وأضاف أن شراء الذهب اقتصر في الفترة الراهنة على الحالات الضرورية فقط مثل الشبكة والأفراح، التي تكون غالبًا بعدد جرامات قليلة جدا نتيجة لارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن فترات الأعياد تكون بمثابة موسم البيع لتجار الذهب، حيث كانت المبيعات تتضاعف في شهرى يوليو وأغسطس من كل عام، لكن جاءت حصيلة المشتريات مخيبة للآمال في الأضحى الذي يعد موسمًا في كل عام ولا يعتقد بشري أن الأسعار ستستقر ناحية الهبوط إلا بعد انحصار الوباء وتقليل تبعاته الاقتصادية لذا هو يرشح الذهب كـ "حصالة " ادخار.