«إلى بيروت».. «هند» صاحبة الـ9 أعوام تتبرع بـ«تحويشة العمر» للبنان

وقع انفجار هز جميع الأرجاء في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء الماضي وأثار الرعب في قلوب الصغير قبل الكبير نتيجة الاهتزاز الأرضي العنيف الذي حدث، وتتطاير الزجاج هنا وهناك، وشهدت السماء غمامة الانفجار، فاتشح العالم بالسواد حزنًا على بيروت، مع تقديم العديد من المساعدات.

كبار الدول العربية والأوروبية قدموا المساعدات لبيروت، إلا أن الأمر الغريب الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" هو رسالة فتاة مصرية تدعى "هند" لم يتعد عمرها الـ9 سنوات والتي قررت التبرع بكل ما تملك "تحويشة العمر" من أجل إحياء لبنان مرة أخرى.

"من هند إلى بيروت كنت عايزة اشتري حاجات كتير بس أنتم أهم".. تلك الجملة التي حملت الكثير من المعاني الإنسانية أوضحت مدى تربع بيروت في قلوب المصريين الصغير قبل الكبير وهذا ما أكدته الفتاة الصغيرة هند النجار.

قررت هند التبرع بـ 100 جنيه من مصروفها لمساعدة ضحايا التفجيرات التي شهدتها العاصمة اللبنانية "بيروت" وراح ضحيتها 156 شهيدا على الأقل، وإصابة نحو 6 آلاف شخص.

وكتبت شيماء النجار شقيقة هند عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك": "كنت بجمع من البيت تبرعات لبيروت، فهند أختي (9 سنين) قالتلي هدفعلك 5 ج، وبعدين بالمحايلة وصلناهم لـ20 وبعدين النهاردة عشان عارفة إني هروح بكرة ادفعهم وأنا رايحة الامتحان، لقيتها داخلة عليا وأنا بذاكر وبتمدلي 100 جنيه وبتقولي بأسف - مش عارفة أدفع إلا 100 جنيه - كان نفسي أشتري مقوي أظافر، بس الناس والأطفال اللي في بيروت أولى".

وأضافت: "صممت تكتب لهم "من هند إلى بيروت، كنت عايزة اشترى حجات كتير، بس أنتم أهم"، وحطتلهم إيموشنات وكانت عايزة تلون وكده وتاخد فرصتها على الـ100 جنيه بس المساحة مكفتش".

واستكملت: "بحضنها بعد ما كتبت وبقولها أنا فرحانة إن دي أول مشاركة، فأصدرت جعورة خرمت طبلة وداني: ليه، هو في مشاركات تانية؟ هدعيلهم ميموتوش تاني عشان الفلوس اللي معايا يدوب تكفي الشيبسي والشيكولاته...هند طلعت إنسانة.. وحقيقي مبسوطة بيها ونفسي لما تكبر تفتكر الذكرى الطيبة دي".

وضرب انفجار ضخم، مساء الثلاثاء الماضي، مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى، إلى جانب أضرار مادية جسيمة، في منشآت عامة وخاصة بينها مقار دبلوماسية.