رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تلجراف» تكشف حملات التضليل الإلكتروني قبل وأثناء خطاب «نصرالله»

حسن نصر الله
حسن نصر الله

أثار خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله موجة من الاستياء والغضب في الأوساط اللبنانية ظهر جليا في ردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، وخاصة عقب أن أطلق أنصار نصرالله الرصاص احتفالا بظهوره.

وقال بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى، "العاصمة مكلومة ثكلى لا تقوى على رصاصات الفرح والتهليل".

كما لفت آخرون إلى أن حزب الله قد أدار حملة على تويتر لدعم كلمة زعيمه خلال خطابه أمس الجمعة، وفقا لما نقلته العربية نت.

وأوضح الكاتب الصحفى أحمد الشيخ، الباحث المختص بالإعلام الرقمي وخبير عن مكافحة حملات التضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مقال له نشرته صحيفة الديلي تلجراف البريطانية، أن نصرالله عندما كان يستعد لإلقاء كلمته مساء الجمعة عن انفجار مرفأ بيروت، كان الجيش الإلكتروني للحزب ينفذ عملية استطلاع على تويتر تمهد للكلمة وتختبر رد الفعل.

وأوضح الشيخ أنه وبينما كان نصر الله ظاهرًا على شاشات القنوات الإخبارية كان الجيش الإلكتروني يشن عمليته الأساسية، حيث أمطر تويتر بوابل مكثف من التغريدات تدعم نصرالله وكلمته، أما فور انتهاء الخطاب فلم ينسحب الجيش الإلكتروني تكتيكيا وإنما استمر في الاشتباك.

وفى السياق، كشفت المعلومات أن أنصار حزب الله بدأوا منذ الخميس بالترويج للخطاب عن طريق حملة إلكترونية، استخدمت الحملة هاشتاج على تويتر "من الضاحية هنا بيروت"، وقبل 19 ساعة من موعد كلمة نصرالله احتل الهاشتاج المركز الثالث في قائمة التريند عند تويتر في لبنان.

وكان الهدف من الهاشتاج هو التمهيد واستطلاع رد الفعل، وعندما لم تجد الحملة معارضة تذكر أو هاشتاج آخر ينتقد حزب الله أو زعيمه، وجد الجيش الإلكتروني أنه لا طائل من الاستثمار فيه خصوصًا مع حلول مساء الخميس، فتراجع خلال ساعتين إلى المركز الخامس، وقبل 14 ساعة من الكلمة تلاشى الهاشتاج من القائمة.

وأكد الشيخ أن أداء الحملة كان ضعيفًا، فحتى مساء الجمعة قبيل إذاعة خطاب نصر الله لم يكن هناك حساب موثق واحد شارك في نشر الهاشتاج، وأظهر البحث الفارق بين الحسابات الموثقة التي كان وجودها صفرًا، أما الحسابات العادية فلها كثير من التغريدات.

يذكر أن غياب الحسابات الموثقة عن التغريد يضفي شكوكًا حول مصداقية تلك الحملة، ويتطلب مزيدًا من البحث حول تاريخ الحسابات المشاركة، وتابع الشيخ "لاحظت أن كثيرا من تلك الحسابات تشترك في بعض الممارسات، فهي لا تنشر صور مستخدميها، وتتابع عددًا كبيرًا من الحسابات يتجاوز بكثير عدد جمهورها، وهذا التصرف دائما يلجأ إليه الحساب الذي يهدف إلى الاستفادة من رد المتابعة فيزداد عدد متابعيه وترتفع مصداقيته بصرف النظر عن نشاط الحساب أو قيمة تغريداته، كما أن كثيرا من الحسابات المشاركة في الحملة تستخدم أسماء طويلة تخلط بين الأرقام والحروف ولا تقدم أسماء حقيقية، وهو أسلوب الحسابات الوهمية".

ولفت الشيخ إلى أن تلك الحملة استخدمت اثنين من الأساليب المعروفة لعمليات البروباجندا، الأول هو التركيز على جزء من الصورة، فهي تقدم حزب الله بصفته مقدما لعمليات إغاثة وبالطبع لا تأتي الحملة على ذكر الانتقادات الموجهة لحزب الله في أزمات لبنان المتلاحقة، والأسلوب الثاني هو تقديم مؤيدي حزب الله كمتضررين من الانفجار مثلهم كمثل كل اللبنانيين، وحاولت الحملة أن تنفي عن حزب الله الاتهام الذي يواجهه دائما بأنه دولة داخل الدولة اللبنانية.

وأوضح الشيخ فى تقرير التليجراف، أنه قبل 3 ساعات من إذاعة كلمة نصر الله فظهر هاشتاج "الأمين ع الوطن"، واحتل المرتبة الأولى بدون مقدمات، حيث بلغت عدد التغريدات التي استخدمت ذلك الهاشتاج 10 آلاف خلال ساعتين تقريبا، إلا أن تحليل عينة من الحسابات التي نشرت الهاشتاج يظهر أنها تمارس نفس تصرفات حسابات الحملة الأولى، فهناك حسابات وهمية وأخرى تفتقد المصداقية وتجمع متابعيها فقط عن طريق رد المتابعة.

وأضاف الشيخ أن التغريدات لم تشمل معلومات أو أخبار، واختارت الحملة من أساليب البروبجندا استخدام العبارات الرنانة وأفرطت في كيل المديح لنصر الله، وقالت إن خطاب نصر الله سينشر الطمأنينة، واشتركت حسابات كثيرة في نشر نفس المواد، خصوصا التصميمات الدعائية التي تحمل صورة نصر الله بالإضافة إلى الهاشتاج أو عبارات رنانة أخرى.

وتابع الشيخ، قبل دقائق من بدء الكلمة أظهر البحث أن حسابين موثقين استخدمًا الهاشتاج مرة واحدة لكل منهما، ولكن أيا منهما لم يؤيد الحملة، فإحدى التغريدتين كانت بهدف دعم الرئيس ميشال عون، والأخرى قالت إن حملتي دعم نصرالله وميشال عون تقومان على تغريدات تلقائية باستخدام وسائل تكنولوجية وليس تغريدات مستخدمين حقيقيين.

وجاءت كلمة نصرالله نفسها متكاملة مع الحملتين، وهو ما يؤكد التنسيق بين معدي الكلمة ومديري الحملتين.وفقا للعربية نت.

كما أن كلمة نصر الله بدت متكاملة مع الحملتين، فهو أيضا ركز على اعتبار حزب الله جزءا من الدولة اللبنانية، وأن مؤيديه متضررون أيضا من الانفجار مثل كل اللبنانيين، نافيا أن تكون الشحنة المتفجرة مملوكة للحزب، محاولا طمأنة أنصاره بأن الأزمة لن تؤثر عليهم.

وخلال إذاعة الكلمة كثفت الحملة النشر مستخدمة الهاشتاج نفسه الأمين ع وطن، الأمر الذي رفع عدد التغريدات التي تشمله من 15 ألفا إلى 35 ألفا خلال ساعة واحدة تخللتها الكلمة.

وبعد انتهاء الخطاب استمر أنصار نصر الله في التدوين مستخدمين الهاشتاج نفسه، ولكن أسلوب النشر بعد الخطاب ارتكز على تكرار عبارة ذكرها نصرالله تهدف إلى القول إن حزب الله لن يتأثر وإن أعداءه لن ينجحوا في استخدام الأزمة الحالية لإدانته، بالإضافة إلى التصدي لمعارضي حزب الله على تويتر.

وبعد ساعة من انتهاء الخطاب شارك حسابان موثقان فقط في دعم الحملة باستخدام الهاشتاج وهما يعودان إلى إعلاميين اثنين مؤيدين لحزب الله.

يذكر أن إدارة حملة الكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي أمر ليس مستغربا على حزب الله، فهو لا يكتفي بإدارة الحملات وإنما يصدرها أيضا إلى حلفائه، فقد كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية قبل أيام أن حزب الله يدير مركزا لإعداد الجيوش الإلكترونية لحلفاء إيران في الشرق الأوسط.

وأوضحت الصحيفة أن حزب الله يدير ذلك المركز منذ عام 2012 على أقل تقدير، وأن آلاف المتدربين حضروا تلك الدورات قادمين من دول كثيرة، وأن الدورة تستغرق 10 أيام، ويخضع المتدرب خلالها لعدة إجراءات لضمان السرية، منها أنه يتخلى عن اسمه الحقيقي خلال فترة الدورة ويستخدم اسما مستعارا وتراقبه كاميرات.

إلى ذلك يعمل خريجو هذه الدورات في خلايا إدارة حسابات إلكترونية مسؤولة عن نشر أخبار مزيفة وإدارة حملات تشويه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد يصل دورها إلى إشعال العنف أو التحريض على القتل