رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دون دروس خصوصية.. كيف ارتفعت نسب نجاح الطلاب عن العام السابق؟

نجاح الطلاب
نجاح الطلاب

حاولت الحكومات المتعاقبة على مر السنين القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية وسن قوانين كثيرة تجرم القائمين عليها دون فائدة، حتى أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة أى أسرة مصرية، تنفق عليها آلاف الجنيهات شهريًا، إلا أن الوضع هذا العام اختلف فأغلقت جميع مراكز الدروس الخصوصية أبوابها مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا في مارس الماضي.

ودخل جميع الطلاب امتحانات هذا العام دون الاعتماد على الدروس الخصوصية، وحققوا نسب نجاح تخطت العام السابق، حسب البيانات الرسمية، وهو ما دعا ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى التأكيد أن أزمة كورونا جعلت أولياء الأمور يستغنون عن الدروس الخصوصية، واعتماد الطالب على نفسه ومساعدة الأسرة أيضًا.

وتواصلت "الدستور" مع بعض أولياء الأمور والقائمين على العملية التعليمية، وبحثت عن الإجابة على كيف يستطيع الطلاب الاستغناء عن الدروس الخصوصية؟.

أولياء الأمور: نأمل أن تستمر الامتحانات بالأبحاث العلمية

سهر يوسف، ولي أمر لطفلين في المرحلة الابتدائية والإعدادية، قالت إن مرور العام الدراسي الماضي دون أزمة، بل نجاح الأطفال وحصولهم على درجات عالية تناقض مع كل المعتقدات بأن الدروس الخصوصية هى السبيل الوحيد للنجاح أمام الطلاب، مضيفة: "الدروس الخصوصية كانت بالنسبة لي أهم من المدرسة، لأنني اعتقدت أن الأطفال في حاجة دائمة إلى من يراجع معهم، ويظل بجانبهم ليحثهم على المذاكرة ولم أثق أنهم يستطيعون فعل ذلك بنفسهم، إلا أنهم فعلوها".

وعن استغنائها عن الدروس الخصوصية لأطفالها في العام الدراسي المقبل، قالت: "يتوقف ذلك على طبيعة الامتحانات"، مشيرة إلى أنه إذا تم إجراء الامتحان بنظام الأبحاث العلمية، كما حدث هذا العام، أو بنظام "الأوبن بوك" كما يحدث في امتحانات المرحلة الثانوية، فلن تكون هناك حاجة إلى دروس خصوصية، أما إذا عادت كما كانت طوال السنوات الماضية ستحتاج إلى الدروس الخصوصية، لأن مدرسي المدرسة يقومون فقط بشرح المنهج ولا يقومون بمتابعة الطلاب وقت المذاكرة، وبذلك لا يستطيعون الحصول على درجات عالية.

مي إبراهيم، ولي أمر لثلاثة أطفال، في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، قالت إنها بالفعل حجزت لاثنين من أولادها لدى مدرسين خصوصيين، مشيرة إلى أن القرية التي تسكن بها تبدأ الدروس الخصوصية قبل الدراسة بشهر تقريبًا، وبدأ المدرسون في جمع أسماء الطلاب الذين سيدرسون لديهم في منتصف يوليو الماضي على أن تبدأ الدروس خلال أيام.

وتابعت أن الابتعاد عن الدروس الخصوصية تمامًا يحتاج سنوات، لأن هذه الظاهرة متوغلة في المجتمع المصري منذ عشرات السنوات، موضحة أن مدرس المدرسة وحده لا يستطيع تلبية احتياجات الطلاب التعليمية، لذا نلجأ للدروس مهما كانت تكلفتها لكن أتمنى أن يستطيع الطلاب في مرحلة ما الاكتفاء بالمدرسة فقط.

معلم: القضاء على الظاهرة يحتاج لسنوات طويلة
محمد إبراهيم معلم لغة عربية، رأى أن تغيير ثقافة الدروس الخصوصية يحتاج سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن أساس عملية تغيير الثقافة هي تغيير عملية تقييم الامتحانات، وهو الحل الوحيد للقضاء على تلك الظاهرة.

وأوضح أن تقييم الطلاب بارتفاع درجاتهم وتحديد المدارس والجامعات التي يدخلونها بناءً على الدرجات، دفع أولياء الأمور إلى إجبار أولادهم على صم المنهج والاعتماد على الدروس الخصوصية، وبعضهم يذهب إلى أكثر من مدرس في المادة الواحدة، مشيرًا إلى أن هذا العام ونتيجة لإلغاء أغلب الامتحانات واستبدالها بالأبحاث العلمية، لم يكن الطلاب في حاجه إلى مدرسين.

ورغم توقف جميع مراكز الدروس الخصوصية عن العمل، منذ مارس الماضي بعد مرور أسابيع قليلة على بدء الفصل الدراسي الثاني بالمدارس والجامعات، بالتزامن مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا وتعليق الدراسة بهما، إلا أن الطلاب استطاعوا بدون الدروس الخصوصية تحقيق نسب نجاح عالية، فارتفعت نسب نجاح طلاب الثانوية العامة في العام الدراسي الحالي عن العام الماضي، فبلغت 81.5%، فيما بلغت في العام الدراسي الماضي78.6%.

وارتفعت نتيجة الشهادة الإعدادية في أغلب المحافظات في العام الحالي مقارنة بالعام السابق، فبلغت نسبة نجاح الطلاب في الشهادة الإعدادية في محافظة الجيزة 99.71 %، مقارنة ب بنسبة 81.2 % في العام الماضي، أما في محافظة القاهرة فتجاوزت هذا العام 98% فيما بلغت في العام الماضي 82%.

وأوضحت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن وزارة التربية والتعليم وفرت منصات إلكترونية ساعدت الطلاب في المذاكرة وأداء البحث الذي تم تكليفهم به خلال العام الدراسي الحالي، مشيرة إلى أن توفير بنك المعرفة والقنوات التعليمية والمنصة الإلكترونية ساعد على اعتماد الطالب على نفسه.

وأوضحت في تصريحات إعلامية أن من ميزات كورونا هي أننا استغنينا عن الدروس الخصوصية واعتماد الطالب على نفسه بدرجة معينة ومساعدة الأسرة أيضًا، والطالب أصبحت عنده نسبة ثقة بأنه يستطيع النجاح بتفوق دون دروس خصوصية.