رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بتمويل قطري.. أجندة إعلامية تركية لتوسيع نفوذها في المنطقة

أردوغان
أردوغان

سلّطت صحيفة «آراب ويكلي» البريطانية، الضوء على الاستراتيجية التي تسلكها تركيا وإيران بمزامنة دعايتهما الأجنبية وجهودهما الإعلامية، والتي يعتبرونها أداة مهمة للتأثير على الرأي الدولي.

وذكرت الصحيفة أن الخبراء أوضحوا إن طهران وأنقرة تستغلان نقاط ضعف استراتيجيات الاتصالات الخارجية، في العالم العربي بسبب الصراعات بين أجندات الدول الفردية.

وعقدت وزارتا الخارجية التركية والإيرانية أول اجتماع تشاوري رسمي مخصص للتواصل الإعلامي يوم الأربعاء الماضي، ونقلت وكالة أنباء الأناضول نقلا عن مصادر دبلوماسية تركية أن الاجتماع جرى عبر مؤتمر بالفيديو بين المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، ونظيره الإيراني عباس موسوي.

فيما أشارت المصادر إلى أن أقصوي وموسوي شددا على ضرورة نقل التعاون الممتاز بين البلدين إلى مجال الإعلام، مضيفة أن الجانبين اتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية في هذا المجال وإنشاء آليات لهذا الغرض.

وفي السياق نفسه، قال المراقبون إن الاجتماع كان بسبب الاهتمام المتبادل بين إيران وتركيا في العديد من القضايا الإقليمية، مثل الصراع في اليمن حيث نجحوا في جمع الفصائل القريبة منهم، بما في ذلك حزب الإصلاح الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون المرتبط بأنقرة وإيران ويدعم الحوثيين.

كما أشار المراقبون إلى أن تركيا وإيران نجحتا من خلال وسائل الإعلام الإقليمية المختلفة في إرباك الرأي العام المحلي والدولي بخصوص اليمن، لقد وصفوا الأزمة خارج سياقها السياسي والعسكري بأنها معركة لاستعادة السلطة للمؤسسات اليمنية الشرعية على أساس التفاهمات اليمنية والخليجية والدولية.

ونوهت «آراب ويكلي» إلى أن تركيا وإيران، تقومان بتدوير القضية لاتهام التحالف العربي بالتدخل وفرض هيمنته على اليمن من أجل إخضاع البلاد والسيطرة على موانئها ومواقعها الاستراتيجية، و
يسمح هذا المنظور لطهران وأنقرة بإخفاء أجندتي تركيا وإيران الحقيقيتين، اللتين تتكونان من ظروف مستدامة للأزمات والفوضى تمكنهما من أخذ موطئ قدم على البحر الأحمر.

وأوضحت أنه لطالما استخدمت تركيا وإيران وسائل الإعلام القطرية لتركيز الاهتمام على تقدم الأجندات المعادية للسعودية في اليمن وأماكن أخرى، ولكن الآن انتقلت الدولتان إلى إنشاء قنوات فضائية متصلة بهما مباشرة أو تحت سيطرة أحد وكلائهما، مثل قناة الميادين اللبنانية المملوكة لحزب الله، والتي تروج للتوسع الإيراني في المنطقة وتتغاضى عن الدور من وكلائها.

ويعد الضيوف المميزين لهذه القنوات شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين في دول عربية مختلفة، وقد استخدمت تركيا كراهيتها للأنظمة الحاكمة في بلدانها لتعزيز تدخلها في سوريا وليبيا وتونس والصومال واليمن، وتسعى إلى التصنيع قاعدة شرعية شعبية لها بالتغذى على الحنين إلى الماضي من عصر الدولة العثمانية.

علاوة على ذلك، استفادت تركيا من التمويل القطري السخي للاستثمار في توسيع العديد من القنوات الفضائية العربية التي تبث من تركيا والعمل على تحقيق أهداف أجندة أنقرة، كما لو كانت قنوات تركية.