رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العدالة لأمينة وسارة».. 12 عاما من بحث أمريكا عن «مصري خطير»

امينة وسارة
امينة وسارة


بعد مرور 12 عامًا على الجريمة، تصدر هاشتاج «العدالة لأمينة وسارة» موقع «تويتر» وذلك لأن الجاني لم يعاقب حتى اليوم، وهو الذي تمَّ تصنيفه عام 2014 ضمن «أخطر المطلوبين الفارين من العدالة» ورصد مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد على اعتقال «ياسر سعيد» وهو والد الفتاتين.

تعود القصة إلى عام 2008 عندما استيقظ المجتمع الأمريكي بعد احتفالات رأس السنة على جريمة هي الأبشع على الإطلاق والمتمثلة في قتل فتاتين وهما «أمينة» و«سارة» لم يتجاوز عمرهما الـ18 عامًا بـ11 طلقة على يد والدهما.

الأب هاجر في أوائل الثمانينات من محافظة سيناء في مصر إلى الولايات المتحدة وتزوج من أمريكية لم يتجاوز عمرها 15 عامًا وكان هو في الثلاثين من عمره وقتها بهدف الحصول على الجنسية الأمريكية
عودة إلى 2008، ما الذي جرى؟

نشرت الناشطة النسوية والمحامية المصرية- الأمريكية ميريهان كلير فيديو عبر حسابها على موقع «إنستجرام» عن مقتل الفتاتين، وقالت في تسجيل صوتي إنَّ «سعيد» ارتكب جريمته وهرب إلى مصر، حيث يعيش في إحدى المدن بالصعيد.

وأضافت: «معظمكم عارف إنّي بشتغل مع هيئات هنا في قضايا معينة، جاتلهم قضية بقالها سنين، جريمة بشعة حصلت في أمريكا، كانت ضحيتها بنتين مصريين، عشان كده زملائي عرضوها عليّا، القضية دي أنا أجّلتها عشان في مصر كل يوم بيحصل حاجة، وأقول بلاش أشتت الناس خليّنا متحدين في القضية الحالية الأول».

وتابعت: «آخر مكالمة أجرتها الضحية (سارة) في تاكسي كانت تستقله مع شقيقتها قبل أن يطلق عليهما والدهما الرصاص.. وقال الشرطي إنَّها أبلغته أنّها ستموت، ولفظت أنفاسها الأخيرة».

وأرفقت «كلير» فيديو للضحية «سارة» أثناء عملها بينما يراقبها والدها ويصوِّرها، إذ دار حديث بينه وبين والدتها الأمريكية:
الأب: لقد ابتسمت لهذا الزبون.
الأم: هذا جزء من عملها يجب أن تبتسم للزبائن.
الأب: إنها في ورطة الآن.
ونشرت الناشطة النسوية فيديو آخر تظهر فيه زوجة المتهم وتقول: «لقد كان زوج جيّد في البداية، يعاملني معاملة جيّدة جدًا لكن بعد 6 أشهر تحطَّم كل شيء، وكان في البداية يعمل سائق تاكسي ثم ترك العمل، وكنت أنا أعمل طوال الوقت وهو يرفض العمل مرة أخرى، ثم بعد ذلك أصبح يتصرَّف كطاغية في المنزل، وعزلني عن عائلتي وكان يقول إنَّهم في أمريكا لذلك فهم سيئون».

وتضيف الأم: «كان يقول إننا كالقمامة لأننا من أمريكا، وفي النهاية كان يكره كل شيء له علاقة بأمريكا حتى أنا زوجته، ثم تحوَّل إلى العنف الجسدي. كان يأتي من الخارج ويركلني بقدمه حتى أستيقظ، أو يقوم بضربي حتى أفيق من النوم، ثم يقوم بفتح الأدراج ويخرج الملابس على الأرض ويطلب مني إعادة ترتيبها».

وتتابع: «في إحدى المرات قطع فخذي بالسكين لأنني رفضت ممارسة الجنس معه، ناهيك عن علاقاته الجنسية مع 6 نساء أخريات، وكان يجبرني تحت تهديد السلاح على ارتداء ملابس تشبه ملابس الإرهابيين ويصوّرني وأنا أحمل سلاحًا أو سكينًا، وكان يصوِّر البنات أثناء نومهم بشكل غير لائق ويقول لهم (منظر جميل)»، ونشرت «ميريهان» تلك المقاطع المصوَّرة.
ويقول المحامي المختص بالقضية داخل مصر، محمد هارون: «سعيد والد أمينة وسارة كان يكره أن تتحدث ابنتاه مع أي شاب حتى زملاء المدرسة والعمل. كان يراقبهما طوال الوقت. وخدع زوجته بزعم امتلاكه أراضٍ في مصر وأنَّه من عائلة معروفة في الصعيد».

«الضحيتان اعترفتا إلى جدتهما (والدة الأم) بأن الجاني يعتدي عليهما جنسيًا ويتحرَّش بهما جسديًا ولفظيًا، وكان دائمًا يقول لأمينة (عيناك جميلتان) وهي ترد بأن هذا يشعرها بالغثيان». يقول «هارون».

ووفق المحامي المصري كان «سعيد» يمتلك مسدسًا يستخدمه في تهديد زوجته وابنتيه عند غضبه لأي سبب وكان يوقظ الضحيتان ويهددهما ويقول إنّه سيقتلهما إذا لم يفعلن كل ما يطلبه منهما.
ويشير إلى أنَّ «أمينة أرسلت العديد من الرسائل الإلكترونية إلى أصدقائها تتضمن وصفًا تفصيليًا للعنف الذي تتعرَّض له وأنَّه دائمًا يوقظها من النوم ويقول لها (استيقظي يا عاهرة)».

ويسرد أنَّ «أفظع ما قاله الضحيتان أنَّه كان يعتدي عليهما جنسيًا منذ أن كان عمرهما وأخذتهما والدتهما وهربت بهما قبل أن تبلغ الشرطة الأمريكية بهذه الوقائع. وفي تقرير الشرطة اتهمت الضحيتان وأمهما ياسر سعيد بالاعتداء الجنسي على ابنتيه وتعريض حياة الثلاثة للخطر، ونحن في انتظار إلقاء القبض على (ياسر) هنا في مصر لأنه يظهر متخفيًا في كل الأماكن التي يذهب إليها، فضلًا عن أن أهله لا يعرفون عنه أي شيء منذ التسعينيات».