رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة البيه البواب.. سر لجوء أحمد زكي لـ«كاتب كبير» لتوجيهه بعد وفاة صلاح جاهين

 أحمد زكى
أحمد زكى

ظهرت أعراض الغناء على أحمد زكى.أوشك أن يحترف الطَرَب بسبب رباعيات جاهين «التى حفظناها عن ظهر قلب، وكنا نردِّدها ونحن نمشى بعد منتصف الليل ندبّ بأحذيتنا على الطرقات والشوارع الفارغة من الزحمة والبشر ونشعر بأن المستقبل سيكون لنا دون أن يكون لدينا دليل واحد على ذلك»، طبقًا لعادل حمودة.
ولم يكن جاهين - بالنسبة له- «مجرد صديق يلعب دور الشقيق، وظلت بينهما علاقة روحية مذهلة، استمرت بعد رحيل جاهين، وبقى على اتصال به من العالم الآخر، يزوره فى المنام وقت الأزمات المرضية الحادة التى تعرض لها.. زاره وهو فى لندن يجرى عملية المرارة، وزاره فى القاهرة وهو يعالج من كسور مضاعفة بسبب حادث سيارة.. لكنه.. لم يزره فى مرضه الأخير، فقلق أحمد زكى، وظلّ ينتظره كل ليلة لأكثر من سنة.. لعله يطمئنه.. أو يشجعه.. أو يفتح له بابًا من أبواب الأمل.. لكن انتظاره طال».
ما الذى جرى لأحمد زكى؟
شعر بالخيانة، هَجره صلاح جاهين دون استئذان فى الانصراف، وعاد إلى الإحساس باليُتْم، فبدأ رحلة البحث عن «أب جديد». علاقته بعلى سالم قديمة، تمتدّ من الأيام الأولى لـ«مدرسة المشاغبين»، حين حلَّ زكى فى دور «الولد المضطهد»، وبدا أنه مضطهد فى حياته ويشعر بقسوة القاهرة وأهلها، فتلمَّس سالم خيوطه كى يصطاده ويتبنَّاه، لكن علاقته بصلاح جاهين منعت استمرار العلاقة. مدَّ أسلاكًا تحت الأرض مع «ربيب تل أبيب» قبل أن يعلنه أبًا روحيًا. بطبيعة شخصيته، يبدو سالم رجل علاقات عامة، ساحرًا، يقول كلامًا مؤثرًا، ويحاول أن يقنع الناس بما يريده كى يسيطر عليهم، ولأن زكى شاب بسيط، كان يعتبر ما يسمعه من على سالم «تعليمات صارمة لا بد أن ينفذها».
منتصر (2) «غلطة»
رسم رأى سالم موقف أحمد زكى تجاه الورق، الذى يعرض عليه. كان يمرِّر كل سيناريو إلى الأب الروحى الجديد حتى بدَت الموافقة مرهونة بإشارة من يد على سالم.
يقول مصطفى محرم إن «الموافقة كانت تتم كثيرًا بشروط.. ملاحظات ووجهة نظر فنية، فإذا وافق عليها المخرج والمنتج، يقوم على سالم بتنفيذها، ويعدّل على ورق الكاتب الأصلى، ثم يبدأ زكى العمل».
وفى حالة رفض المنتج أو المخرج «يرفض أحمد زكى العمل وحدث ذلك فى فيلم (البيه البواب)».
بدا أن على سالم يقول ملاحظات كى يتدخّل فى الأعمال السينمائية، التى فشل فى اختراقها ككاتب؛ قدَّم عدة أعمال، وفشلت. ويلمّح محرم إلى أنه واحد ممَّن خدعوا أحمد زكى وضلّلوه كى يحقق «مكاسب فنية» بطريقة «مسمار جحا».