رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار الحج في البحر الأحمر.. مصريون يقفون أعلى جبل حميثرة في يوم عرفة

جبل حميثرة
جبل حميثرة

فى مطلع شهر ذي الحجة في كل عام، تتجه أنظار أبناء ومريدي الطرق الصوفية بمصر، وآلاف من المصريين نحو وادى وجبل حميثرة، فهناك يقع ضريح ومسجد الشيخ أبى الحسن الشاذلى، ويتوافد الزوار خاصة من مدن وقرى الصعيد في مواكب سالكة الطرق المؤدية إلى جنوب البحر الأحمر عبر الأقصر وأسوان للاحتفال بمولد "أبوالحسن الشاذلي" في يوم عرفات كل عام، هناك حيث مقام السيد "أبوالحسن الشاذلي" ترى من فوق الجبال أنوار بلاد الحجاز خلال أداء مناسك الحج ويوم عرفة.

ويقول الصوفية عن حميثرة: "في حميثرة سوف ترى"، والمقصود رؤية أنوار أرض الحجاز خلال موسم الحج ويدعون من خلال جبالها بأداء مناسك الحج في العام التالي.

والسيد "أبوالحسن الشاذلى" هو أحد أقطاب التصوف فى مصر والمغرب العربى، وينتهى نسبة إلى الحسن بن على بن أبى طالب، وابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولد بقرية غمارة قرب سبتة ببلاد بالمملكة المغربية في عام 571 هجرية، حيث تلقى علومه الدينية الأولى، وانتقل بعلومه إلى كل من تونس ومصر، وقد اعتاد الشيخ أبوالحسن الشاذلى القيام برحلة الحج فى كل عام، وكان فى كل سنة يجعل طريقه إلى بلاد الحجاز عبر مصر، وكان هناك طريق يسلكه حجاج بلاد المغرب ومصر، يبدأ من مدينة قوص فى صعيد مصر، التى كانت مكانًا لتجمع الحجيج، ثم يسلكون الطريق إلى ميناء عيذاب، ويمرون بوادى حميثرة الذى توفي به ودفن الشيخ أبوالحسن الشاذلى، وصار ضريحه ومسجده مزارًا معروفًا للمتصوفين فى مصر والعالم العربى.

وتوفي أبوالحسن الشاذلي في عام 656 هجرية، ومع مرور السنوات، صارت المنطقة قبلة للمريدين من الصوفية فى مصر والعالم، ونشأت إلى جوار المقام والمسجد، قرية باتت مأهولة بأبناء العبابدة، جاءوا للتبرك بالإقامة فيها.