رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفض الزواج منها فأشعلت النار في بيته.. أعجوبة أنقذت رشدى أباظة من الحرق

رشدى أباظة
رشدى أباظة

مواقف كثيرة مرت على الفنان رشدي أباظة، وربما كان أكثرها خطرًا ما تعرض له على يد شقيقة فنانة شهيرة.

يقول رشدي أباظة: "في تعاملي مع النساء التقيت بكل الأنواع، وأذكر أنه كانت لي علاقة مع شقيقة فنانة شهيرة، وقد أحبتني حبًا جارفًا، وهي التي فاتحتني في أمر الزواج قائلة:" لم يبق إلا على ما نفعل إلا أن نعطيه اسمًا"، فقلت ماذا تعنين؟"، فقالت:" نتزوج"، فقلت:" أمامي طريق طويل، فأنا على أول درجات السينما، وأمي تلح في أن تجد لي مستقبلًا آخر فكيف تتزوجين من رجل لا يعرف إلى أين سيمضي؟"، فقالت بلهجة فيها تصميم:" أتزوجك ونطرق أبواب المستقبل معًا"، وكانت بدورها تقتحم ميدان الفن وإن لم تكن مؤهلة له إلا بجمالها الصارخ، وقرابتها للفنانة الكبيرة، وكانت تفتقر تمامًا للموهبة التي أعترف أن السينما منذ ربع قرن كانت تبحث عنها أكثر مما تبحث عنها الآن، فقلت لها:" ليس الزواج في خطتي الآن".

وأضاف رشدي أباظة في حواره لمجلة الشبكة:" سكتت على مضض، كنا نلتقي في بيت جدي القريب من ميدان الأوبرا، لأنني كنت في ذلك الحين على خلاف مع أمي، وكان خالي يذهب كل مساء لأصحابه فيقضي معهم الساعات إلى ما بعد منتصف الليل، فيخلو البيت لي أفعل ما أشاء، وعلى يد هذه الفاتنة انتقلت من عهد "البيرة" إلى عهد "الكونياك" منذ ميلادها، فأثارت في التحدي، ونزلت لأشتري زجاجة أخرى وأنا أتطوح، وشربنا حتى نمت وأنا في شبه غيبوبة".

وواصل:" وصحوت على جسدي يرتطم بالأرض، وفتحت عيني فوجدت خالي والنار عالقة بسترته، لقد رماني إلى الأرض واندفع إلى غرفة النوم التي حملني بعيدًا عنها، ورأيت النار تندلع في الغرفة، رأيتها من الباب المفتوح، فأردت القيام ولكن خارت قواي، وحركت رقبتي يمينًا ويسارًا، وتبعت خالي إلى الغرفة فإذا به يطفئ النيران بطريقته، يخمدها بالبطاطين، وبمهارة ينتقل وراء النار من موقع إلى موقع، وكأن يدًا طائشة نشرتها في كل مكان، ووقفت مذهولًا وهو يقول:" كنت ستموت محروقًا".

واستطرد رشدي أباظة:" وتذكرت بسرعة من كانت معي، هل يعقل أن تكون هي، ثم نحيت أفكاري جانبًا، ودبت في قوة فعاونت خالي على إطفاء النار حتي أتينا عليها، وجلس يجفف عرقه ويضمد جراحه ثم قال:" كانت النار تحاصرك من كل جانب وقد بدأت تلتهم الحشية فكيف لم تحس؟"، فقلت:" سكرت فنمت بعمق"، قال وكأنه شرلوك هولمز:" المسألة أكبر من هذا، السكر وحده لا يفقدك الوعي لهذه الدرجة، لابد أن الفتاة التي كانت معك وضعت لك مخدرًا في الخمر"، فصحت مستنكرًا:" لماذا.. وهي التي طلبت مني أن أتزوجها؟"، فسألني وكأنه يزدري استنكاري:" هل طلبت منك أن تتزوجها؟"، وقبل أن أجيب تابع:" وأنت رفضت طبعًا، أنت صغير يا رشدي ولا تعرف المرأة، المرأة إذا أحبت لا تعرف حدًا تقف عنده حين تريد أن تنتقم ممن تحب"، فقت له:" وما الذي يدعوها للانتقام ممن تحب؟"، فقال:" إحساسها بأنها ستفقده، هي طلبت منك الزواج وأنت رفضت، ردك جرح كبرياؤها، لا تهن عطاء المراة يا رشدي لأنك بهذا تدفعها للانتقام من كل لحظة سعادة منحتها لك، وانا استنتجت أنها أرادت قتلك لانها أغلقت الباب من الخارج ولولا بحثى عن كتاب لما وجدت ما وجدت من النار".

واستكمل رشدي أباظة:" كان خالي يفكر وهو يقول لي:" لا تأمن للمرأة يا رشدي،"، على أن خالي لم يتركها، قال لي أنها ستقبل في الصباح وبسرعة جدًا لتحوم حول مسرح جريمتها، وصدق حدسه فقد أقبلت قبل أن ننتهي من طعام الإفطار، وارتسمت على ملامحها الدهشة وهي تراني، وغمز لي خالي بعينه لأترك الغرفة فاستأذنتها قائلًا:" سأرتدي ثيابي لنخرج سويًا".

وتابع أباظة:" وانشغلت بحلاقة ذقني وأنا أحاول سماع ما يدور بينها وبين خالي، ولكن صوته لم يكن يصل لأنه كان يستدرجها، ومررت أمامها ورأيتها من فتحة الباب وهي تتكور حول نفسها في مقعدها، وخالي يحاصرها بعينيه وأسئلته، ودخلت الحمام وبدأت أتلقى رذاذ الماء المنهمر من الدش حين سمعت صراخها، فقد انهال عليها ضربًا، فارتديت ثيابي على عجل، وخرجت لأجده يضربها بوحشية ويصيح بها:" يا فاجرة.. يا قاتلة".

يواصل رشدي:" وحاولت أن أحول بينها وبينه فدفعني قائلًا:" ابتعد يا ساذج، تدافع عنها وهي التي اعترفت بانها أرادت قتلك"، وتحملت الفتاة الضرب وكانت تتوسل إليه قائلة:" إضربني كما تشاء، ولكن لا تبلغ البوليس"، وبجهود استطعت أن أبعد خالي عنها، أما هي فقد تكورت في ركن الغرفة وقد تهدل شعرها وتمزق ثوبها وسالت دموعها، وراحت تنظر إلي بتوسل دون أن تقول كلمة، ثم أخفت رأسها بين يديها وخالي يرتدي ثيابه وهو يقول:" السجن لهذه المجرمة"، فرفعت إلي عينيها والدموع تنهمر على وجهها، لم تقل كلمة ولكني قرأت توسلاتها، فقلت لخالي بحزم:" يا خالي إنتهى الأمر عند هذا الحد، أنا لم أمت وهي أخذت عقابها، فصاح في صارخًا:" تقسم أنك لن تراها بعد اليوم؟"، فبدا أنه سيعتقها إن أقسمت فأقسمت فركلها بحذائه وقال لها:" أخرجي من هنا فورًا".