التقاط أقرب صورة للشمس على بعد 47 مليون ميل

تمكنت وكالة الفضاء الأوروبية المدارية البريطانية من التقاط أقرب صورة للشمس على الإطلاق، حيث التقطت المركبة الفضائية الصورة أثناء التحليق بين مداري فينوس وميركوري.

وتتضمن الصور المذهلة، التي التقطتها «Solar Orbiter» على بعد 47 مليون ميل، إشارات عن توهجات شمسية صغيرة، وهي اندفاعات قصيرة من الإشعاع عالي الطاقة من سطح الشمس.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن الصور تم التقاطها في منتصف يونيو الماضي بينما كان المسبار لا يزال في مرحلة الاختبار، لذلك يقول الفريق إن الصور ستصبح أعلى دقة مع اقتراب المسبار من الشمس.

وتهدف الوكالة المدارية البريطانية إلى الاقتراب من الشمس على بعد 26 مليون ميل من سطح الشمس، ومن المقرر أن يصل المسبار إلى هناك في نهاية العام المقبل.

من جانبهم، أوضح الفلكيون أن أكثر الاكتشافات أهمية هو وجود «حرائق المخيم» والمعروفة أيضًا باسم "مشاعل النانو" التي شوهدت على سطح الشمس.

ولفتت الصحيفة إلى أن الصور التي تم التقاطها تعتبر صورا أولية حيث تم التقاطها من ضعف المسافة المثلى التي من المتوقع أن تعمل بها المركبة الفضائية خلال «مرحلة العلوم الرئيسية»، ومن المتوقع أن تتحسن الصور بمرور الوقت مع اقتراب المركبة الفضائية من الشمس.

من جانبه، قال دانييل مولر عالم مشروع «Solar Orbiter» في وكالة الفضاء الأوروبية «ESA»: "الصور الأولى تتجاوز توقعاتنا، كما أنها تقدم تفاصيل أكثر مما لوحظ من قبل"، مضيفا: "إن الأدوات الموجودة في المركبة الفضائية تعمل بشكل جيد، وتوفر رؤية شاملة للشمس والرياح الشمسية بطريقة لم يسبق لها مثيل"، معربا عن ثقته في أن الصور التي سيتم التقاطها ستساعد العالم في الإجابة عن الأسئلة الغامضة حول الشمس.

وستقوم المركبة الفضائية بالاقتراب من الشمس كل 5 أشهر، وفي أقرب مكان لها ستكون على بعد 26 مليون ميل فقط، أقرب من كوكب عطارد، وستستخدم قوة الجاذبية للزهرة والأرض لتعديل مسارها، قبل الدخول إلى مدار العمليات في نوفمبر 2021، وعند هذه النقطة، ستعيد المركبة إرسال المزيد من البيانات حول سطح الشمس التي يمكن أن تعطي معلومات أكثر وضوحًا عن تأثير التوهجات الصغيرة المكتشفة خلال هذه المرحلة من المهمة.

و بمرور الوقت، سيغير المسبار ميله تدريجيًا ليضع نفسه بطريقة تمكنه من التقاط صور لأقطاب الشمس، وهو شيء لم يسبق له مثيل من الأرض.