رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كذاب آشر.. كيف وظف أردوغان الدين في «آيا صوفيا»

أردوغان
أردوغان

في خطوة سياسية لإعادة تلميع صورته، حوّل لرئيس التركي رجب أردوغان متحف آيا صوفيا إلى مسجد بعد أن كان كنيسة، مثيرا مشاعر الملايين حول العالم، وليخالف نفسه حيث سبق وأن رفض تحويله معتبرا أن هذا الأمر «فخ سياسي» يريد أعداؤه دفعه إليه لتنفيذه.

أردوغان يعترف بتضرر المسلمين من القرار:

أنشئت «آيا صوفيا» في القرن السادس الميلادي خلال فترة الدولة البيزنطية، وكانت كاتدرائية مسيحية وحولها محمد الفاتح في 1453م حينما دخل إسطنبول لاحقا إلى مسجد، وفي عام 1935 تم تحويله إلى متحف.

ومع انكشاف سياسات أردوغان وحزبه العدالة والتنمية لجأ لتوظيف ورقة الدين، من أجل الحفاظ على الحكم حتى وإن لم يتضرر الأتراك وحدهم بل العالم أجمع خاصة المسلمين حول العالم.

وخلال ترشحه لانتخابات الرئاسة منذ عامين، دغدغ أردوغان مشاعر المواطنين بوعدهم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وعقب فوزه رفض تنفيذ الأمر، مؤكدا أنه لو قام بهذا الأمر فإن عشرات المسجد في أوروبا وغيرها ستضرر من هذا القرار.

وخلال حوار له في شهر مارس 2019 في مقابلة مع القناة السابعة التركية، أعرب أردوغان عن رفضه لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، محذرا من تداعيات خطيرة لمثل هذه الخطوة.

وأضاف: «تقام الصلاة الآن في ساحة خاصة تابعة لآيا صوفيا، ويمكن توسيعها، هذا ليس مشكلة، لكن ماذا سيعطي ذلك، هناك تداعيات قد تنجم عن تحويل أيا صوفيا إلى مسجد، قد تكون خطيرة.. دعونا لا ننسى أن هناك الآلاف من مساجدنا في بلدان مختلفة، وهل يفكر هؤلاء الذين يطالبون بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد في ما يمكن أن يحدث لتلك المساجد»؟

الدين ورقة أدروغان لإنقاذه من الغرق
يلجأ أردوغان دوما إلى ورقة الدين سواء في عدوانه على الدول الأخرى خاصة الإسلامة والعربية، مروجا لخطاب ديني كاذب لتبرير أفعاله، كما حدث في سوريا والعراق والآن في ليبيا، واصفا جيشه المعتدي على ليبيا بـ«المحمدي» وأنهم يدافعون عن إخوتهم المسلمين، لكنه يريد ليبيا وثرواتها.

كذلك يعاني أردوغان من انهيار اقتصادي تسبب فيه تدخله في دول الجوار ودعمه للجماعات المسلحة والإرهابية ما أدى لقطع معظم دول المنطقة علاقتهم مع تركيا أو الحد منها بسبب سلوكيات أردوغان بخلاف تدهور علاقاته مع الاتحاد الأوروبي لاعتداءاته المتكررة على قبرص واليونان والسعي للسيطرة على ثرواتهم النفطية في مياه البحر المتوسط.

وإلى جانب ذلك كشفت أزمة فيروس كورونا ضعف حكومة أردوغان، حيث سجلت تركيا أكثر من 210 ألف إصابة، بسبب تكتم الحكومة على وجود الوباء ما ساعد في تفشيه والاضرار بالاقتصاد المنهار بالأساس، كل ذلك وعوامل أخرى ساهمت في انكشاف أردوغان ليعود مجددا إلى ورقة الدين.

رفاق أردوغان ينقلبون عليه ويكشفون كذبه
سبق وأن انتقد رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب المستقبل المعارض، أحمد داود أوغلو، سياسات أردوغان الداخلية والخارجية، رغم أنه كان ذراعه اليمنى لسنوات ومرشحا لخلافته.

وأكد أغلو أن أردوغان يلجأ إلى ورقة آيا صوفيا دائما كلما ضاقت به الظروف، وخاطب أردوغان للتوقف عن مثل هذه ألاعيب، قائلا «توقف عن التعامل مع رموزنا المقدسة كبطاقة للخروج من السجن كلما واجهتك مشكلة، آيا صوفيا ليست أداة بين يديك ولا ورقة مساومة».

وأكد رئيس الوزراء التركي السابق أنّ كل حكومة حاولت على مدى عقود استغلال مساحة مقدسة أو قيمة مشتركة عندما فقدت اتصالها مع الناس.

كما أكد وزير الاقتصاد السابق علي باباجان، وأحد أبرز من دعموا أدروغان، أن أردوغان يستخدم المقدسات الدينية لأغراض سياسية وانتخابية.