رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"انفجار نتانز": أهم عملية إسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني .. ماذا حدث؟

منشأة نتانز النووية
منشأة نتانز النووية

هزّ انفجار غامض يوم الخميس الماضي، منشأة تخصيب اليورانيوم نتانز في إيران، وأظهرت صور لموقع الانفجار ضرراً بالغاً لحِق بمختبر تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية، وبحسب التقارير فإن هذا الضرر يعتبر الأكبر الذي الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني منذ تسريب فيروس ستاكسنت إلى أجهزة الطرد المركزية في نتانز.

حدث الانفجار في مبنى مؤلف من طابقين تقوم فيه إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متطورة لتخصيب اليورانيوم. وتُظهر الصور التي نُشرت أنه تم تدمير السقف والأبواب، وأن أضراراً كبيرة لحقت بالأجهزة التي تعمل داخله.

منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أقرت بأن حادثاً وقع ووصفته بأنه أدى إلى تضرر مستودع في قيد الإنشاء. كما ذهب رئيس البرنامج النووي الإيراني إلى زيارة الموقع وقام بتقدير الأضرار، وصرح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، بأنه “لم تكن هناك مواد نووية في المخزن المتضرر، ولا توجد احتمالات للتلوث".

لم تتهم إيران بعد الهجوم إسرائيل بالمسؤولية عن الحادث، لكن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" نشرت بعد ساعات تعليقاً قالت فيه إنه إذا كان هناك إشارات إلى قيام دول معادية، وخصوصاً إسرائيل والولايات المتحدة، بتجاوز خطوط إيران الحمراء بأي شكل من الأشكال، فيجب إعادة النظر في استراتيجيا إيران لمواجهة الوضع الجديد، وقال مصدر شرق أوسطي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن الانفجار نجم عن قنبلة زُرعت في المفاعل النووي.

من ناحية أخرى، أفادت تقارير أن إسرائيل تستعد لرد إيراني محتمل بعد أن أشار مسؤولون في طهران إلى أن الحريق والانفجار الغامضين اللذين وقعا في منشأة نووية سرية للغاية قد يكون سببهما هجوم إلكتروني إسرائيلي، وردا على سؤال حول التقارير بشأن الحادث في مؤتمر صحفي مساء الخميس، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السؤال: "أنا لا أتطرق إلى هذه القضايا".

وقال فابيان هينز، الباحث في مركز "جيمس مارتن" لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية في مونتيري، كاليفورنيا، إن موقع الحريق يتوافق مع منشأة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي التي تم افتتاحها حديثا، وقال إنه اعتمد على صور الأقمار الأصطناعية لتحديد موقع المبنى الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية لنتانز.

من المعروف أن إسرائيل تتابع عن كثب قيام إيران بتطوير أجهزة طرد مركزية متقدمة يمكن أن تنتج بواسطتها مواد انشطارية أسرع من المواد التي تم إنتاجها حتى الآن. وخلال العام الماضي، تراجعت إيران عن التزاماتها في الاتفاق النووي، وبدأت بتخصيب يورانيوم بنسبة أعلى تصل إلى 4.5%، وبتخزين آلاف الكيلوجرامات من المادة المخصبة، خلافاً لما يسمح به الاتفاق المُبرم معها.

حيث يسعى الإيرانيون لاستعمال أجهزة الطرد المركزية المتطورة في الفترة القريبة وتسريع وتيرة التزود باليورانيوم المخصب أكثر فأكثر. ويدور الحديث حول أجهزة طرد مركزية أسرع بعشرة أضعاف من التي تعمل الآن، الأمر الذي يتيح لإيران إمكان إنتاج كميات أكبر من المواد الإنشطارية، وبحسب التقارير فإن هذه العملية قد تعطل النشاط الإيراني لمدة شهرين على الأقل.

ليس واضحاً بعد كيف سترد إيران على العملية ولكن من التاريخ الطويل بين إسرائيل وإيران، فإنه من المتوقع أن يتولى حزب الله عملية الرد على إسرائيل من خلال بعض المناوشات في الجبهة الشمالية، ويذكر أن الجيش الإسرائيلي قد أنهى دورة تدريبية مكثفة لمحاكاة حرب واسعة على الجبهة الشمالية، وتم إنتهاء التدريب تقريباً نفس يوم العملية على المنشأة الإيرانية.