رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سبع عربات مسافرة».. مجموعة قصصية تمزج بين الواقع والخيال

سبع عربات مسافرة
سبع عربات مسافرة

تتنوع عوالم قصص مجموعة "سبع عربات مسافرة" فلكل قصة فضائها الخاص ولغتها التي تلائم حدثها بالذات، حتى ليبدو أن لكل قصة لغة تخصها، ففي أولى قصص المجموعة تتحول العسلية إلى معنى مرادف للبهجة، الروح الصافية للبهجة وعبر ضمير المخاطب يتوجه بائع العسلية بحديثه إلى والد فتاة تدعى " ياسمين" المغرمة بالعسلية، لتتحول حلوى العسلية في موقف إنساني لافت إلى علاج روحي يؤدي إلى شفاء ياسمين.

وفي قصة "الحياة ليست آلة" تنقلب اللغة رأسًا على عقب لترصد يومًا غريبًا في حياة شخص، ترصده بكل هلاوسه وتقلباته، فيبدو كل شيء غير محدد وخاضعًا لكل الاحتمالات.

وتأتي قصة "سبع عربات مسافرة" للكاتب محمد عبد المنعم زهران، الفائز بالجائزة الثانية، في مسابقة " يوسف إدريس للقصة القصيرة" للعام 2019 -2020، والتي تحمل المجموعة اسمها لنصطدم بحالة أخرى غريبة من السرد في منطقة تلامس الواقعي والمتخيل، لتبدو في النهاية العربات السبع التي احترقت في الحادثة الشهيرة في سفر متواصل لا ينتهي بركابها ورئيس قطارها وبائعيها المتجولين

وتعود اللغة إلى وضعية مغايرة تمامًا في قصة "مطر خفيف" التي ترصد جريمة قتل غريبة بأحد الشوارع، في أجواء غامضة، ليظهر لنا في النهاية أن الأمر كان فخًا منصوبًا للقتل، وفي قصة" أصابعي منك في أطرافها قبل" تتحول اللغة والسرد والفضاء والزمن لنسج قصة حب لامرأة وحيدة، تجلس على الدوام في مطعم تنتظر حبيبها، حتى أصبحت من معالم المطعم البارزة، ولتصبح حكايتها هي الحكاية الخالدة التي يحب أن يرويها صاحب المطعم.


وفي قصة " ولد طيب بجواري" تشيد حكاية من أكثر حكايات المجموعة إنسانية وتاثيرًا، وتتنوع عوالم قصص المجموعة بين عازف عجوز كان يعزف لأم كلثوم ويغلبه الحنين، فيتذكر فجأة موعد حفلة للست فيتوجه للحفلة بعد وفاة أم كلثوم سنوات طويلة، واحتفال بسيط بعيد ميلاد يتحول فجأة إلى حفلة بكاء كما في قصة" احتفال بسيط"

ومن قصة "إجراءات عادية" الغريبة بفانتازيتها الدالة، إلى غرابة سرد يتولاه رضيع في قصة "ماما الكبيرة"، وفي قصة بين سحابة وأخرى، التي ترصد أطفالا يلعبون مجموعة من الألعاب المعروفة، كلعبة الاختباء، تحوي القصة لعبة متخيلة أخرى وجديدة، وهي لعبة تربط الأطفال بالسماء وحركة الشمس والسحاب.

لتنتهي المجموعة بقصتين تمثل إحداهما حياة أم تمضي بمفردها في أجازة لتكسر إيقاع حياتها الرتيب، والقصة "سبعة ايام هادئة" بكاملها يتم سردها عبر مكالمة هاتفية من الأم لأبنائها وزوجها. إلى القصة الأخيرة بالمجموعة "المعنى العميق لطعم القهوة" والتي تحمل معنى مختلفًا وجديدًا للقهوة وعلاقاتها بالناس وتوازناتهم النفسية في حكاية دالة وجميلة.