رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فستان أبيض وبدلة سوداء والكمامة.. قصص الزواج في زمن كورونا

 الزواج في زمن كورونا
الزواج في زمن كورونا

في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) كانت الساحة مجالًا واسعًا؛ لانتشار العديد من الشائعات والتي كان أبرزها أن الحكومة ستسحب دفاتر العقود من المأذونين وإيقاف عقود الزواج لمدة عام بداية من يوليو القادم، وذلك حتى تنتهي أزمة الفيروس.

ومع توقف العمل بالنوادي، والمراكز، وقاعات الأفراح وأي مكان يسمح بوجود تجمعات من شأنها أن تزيد من عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، كجزء الاجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها الدولة، تأجلت العديد من حفلات الزفاف وعقود الزواج في الشهور الأولى من الحظر الجزئي الذي فرضته الدولة.

إلا أنه مع انتشار هذه الشائعة رغم نفي الحكومة لها، فهناك الكثيرين فضلوا أن يتم الزواج من خلال عقد القران فقط دون الحاجة إلى إقامة حفلات الزفاف المعتادة، بارتداء فستان الزفاف للعروس والبدلة السوداء للعريس، زاد عليهم ارتداء الكمامة إجبارًا لبداية حياة سعيدة جديدة في عش الزوجية.

- مأذون طنطا: عقود الزواج زادت بسبب الإجازة

قال طارق عمارة، مأذون شرعي بمدينة طنطا، إن عدد عقود الزواج زادت زيادة طفيفة خلال الشهور الماضية في مدينته؛ وذلك بسبب الاجازة التي تم فرضها منذ مارس الماضي، وكذلك الأفراح المعتادة في عيد الفطر المبارك، مؤكدًا أن إشاعة وقف عقود الزواج لمدة عام جعلت الكثيرين يسارعون في عقد قرانهم.

بعد أن كان كتب الكتاب له عادته أن قاعات الأفراح ليلًا وسط حضور المئات من أهل العروس والعريس، تغير الوضع قال "عمارة": "أصبح عقد القران في المكتب بحضور عدد قليل من أهل العروسين، وقليلًا ما يكون في بيت العروس".

و أضاف "عمارة" أنه أثناء عقده الزواج لأحد العروسين أمام منزل العروسة وبحضور عدد ليس بالكثير، قام أحد المعازيم بتوزيع الكمامات على الحاضرين جميعًا، والحرص على وقوفهم في أماكن متباعدة.


- مأذون المرج: الحظر ساهم في تيسير الزواج وإلغاء الحفلات

كان الموعد الرسمي للشيخ "محمد عبدالعزيز"، المأذون الرسمي بمنطقة المرج، لفتح مكتبه من الثانية ظهرًا وحتى العاشرة مساءً، ففي فترة الظهيرة يجلس بمكتبه في انتظار من يأتي للحصول على قسيمة زواجه، أما الآن فمكتبه يفُتح في توقيته الصباحي المعتاد ولكن يكون موعد غلقه قبل موعد الحظر بساعة، أي في السابعة مساء.

و أكد "عبدالعزيز" أن معدل عقود الزواج التي عقدها خلال الفترة الماضية في معدلها الطبيعي ولكن الاختلاف في الإجراءات، حيث أصبح كتب الكتاب في النهار وليس ليلًا كالمعتاد، بجانب إلزامه للعروسين بالحضور بالاضافة للوكيل والشهود فقط لمنع التزاحم.

وأضاف إن الكثيرين استغل فترة الحظر ومنع اقامة الافراح للتيسير على العريس في عدم إقامة الأفراح ذات التكلفة الباهظة، فكانت فرصة جيدة للكثيرين للتوفير، مؤكدًا أن الناس لديهم نسبة كبيرة من الوعي فيلتزمون بالقدوم إلى مكتبه مرتدين الكمامة والكحل للتعقيم.

- مأذون فيصل: العقود كانت بنسبة 30% في الشهور الاخيرة

بعد أن عقد الشيخ "محمد الفقي"، المأذون الشرعي بمنطقة فيصل، أحد عقود الزواج أمام منزل العروس وكان هناك الكثير من الحضور،و هو ما منعته الحكومة ضمن الاجراءات الاحترازية الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، "لكن تجاهلهم لهذه الإجراءات تسبب مداهمة الشرطة لهم وعمل محضر بالتجمع".

وأوضح "الفقي" إنه عقب هذا الحدث أصبح الكثيرين يأتون إلى المكتب لعقد قرانهم، ملتزمين بارتداء الكمامة الطبية، حتى وإن ارتدت العروس فستان زفافها ومعها الكمامة وكذلك العريس.

وأشار إلى أن عقود الزواج في الفترة الماضية كانت بنسبة 30% من معدلها الطبيعي، أما النسبة الأكبر قررت الانتظار لعودة إقامة حفلات الزفاف من جديد، مضيفا أنه منذ انتشار فيروس كورونا المستجد " كوفيد-19" عقد ما يقرب من 5 عقود زواج فقط في الشهر، وكان المعدل الطبيعي ثلاث أضعاف هذا الرقم قبل هذا الحظر وهذه الأزمة.

و أكد "الفقي" أنه يُلزم العروسين المقرر عقد قرانهم بالحضور ومعهم أربع أفراد فقط، بحيث يكونوا 6 أشخاص في مكتبه، بجانب التزامهم بارتداء الكمامات الطبية، واستعمال الكحول عند دخولهم وخروجهم من مكتبه.

-مأذون الإسماعيلية: ألزم العروسين بعدد محدد من الحضور وارتداء الكمامات

قالت نشوى جاد، مأذون شرعي لمنطقة منشية الشهداء بمحافظة الإسماعيلية، إنه في بداية انتشار أزمة فيروس كورونا المستجد أجل الكثيرين حفلات زفافهم لأنهم توقعوا أن تنتهي هذه الأزمة سريعًا، ولكن مع زيادة مدة الحظر وعدم ظهور أي مؤشرات لانتهائها قريبًا، قرر الكثيرين أن يعقدوا قرانهم دون إقامة حفل زفاف ضخم كالمعتاد، مؤكدة أنها تفرض حضور عدد محدد فقط أثناء عقد قران العروسين سواء داخل المكتب أو خارجه، وكذلك إلزامهم بارتداء الكمامات التي توزعها على الحضور عند دخولهم.

وأوضحت أن اعتماد العروسين في الوقت الحالي على التصوير فقط ثم عقد القران والزفة بالسيارات، وهناك البعض يستبدل إقامة الأفراح بذبح أضحية وتوزيعها على المحتاجين والأقارب، "شايفة أن دي من مميزات فيروس كورونا المستجد توفير فلوس الزفاف وذبح اضحية بدلًا منها".