رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين الحاجة وأساس العقيدة.. «التناول» يعاود إثارة الجدل

التناول بالمستير
التناول بالمستير


عادت قضية التناول بـ"الماستير" والمطالبة بتغييرها عند فتح الكنائس أبوابها مرة أخرى للجدل أمام الأوساط القبطية، إذ آثارت تصريحات صحفية للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ بشأن رأيه بالمطالبة بإلغاء "الماستير" عند التناول؛ مؤكدا أنه أمر وارد ونحن في الظروف المرضية، على أن يزاول الكاهن المريض دون استخدامه؛ ويمكن أن يطرح ذاك للمناقشة، فالمسيحية ليست جامدة وطقوسنا لا تستمد من أفكار بل مما تسلمناه من الآباء وليس هناك ما يمنع من استخدام العقل والتطور دون المساس بعقائدنا وإيماننا السليم.



- المجمع المقدس هو المختص بتغيير طريقة التناول

وقال الأنبا انجيلوس، الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية، عن إمكانية تغيير طريقة التناول بالمستير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد؛ إن أي أمر يتعلق بتعديلات طقسية حتى ولو استثنائية يختص بها المجمع المقدس وحده وهو المنوط به باتخاذ القرارات الفيصل في هذه الأمور.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "عند اتخاذ المجمع المقدس قرارًا عندئذ على الجميع الخضوع للقرار وإلى الآن لم يتم مناقشة هذا الأمر".
- "الكاثوليكية": سنناقش الموضوع

أما الكنيسة الكاثوليكية في مصر، فقد أكد الأنبا باخوم، المتحدث الإعلامي باسمها؛ والنائب البطريركي لشؤون البطريركية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"؛ أن الكنيسة ستدرس ذلك الموضوع.

نثق في البابا تواضروس والمجمع المقدس

ومن جهته، قال الكاتب والباحث كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "نحن نثق في قداسه البابا تواضروس الثاني والأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس للكنيسه القبطية الأرثوذكسية في اتخاذ أي قرار".

- عقد اجتماع طارئ عبر "الفيديوكونفرانس"

وأضاف كمال: "بخصوص موضوع الماستير الذي تحدث فيه قداسة البابا، أتمنى دراسة الأمر جيدا من خلال الدعوة إلى عقد جلسة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى ولو من خلال الفيديو كونفرانس، لأنه موضوع حساس بالنسبة لقطاع كبير من الشعب القبطي وخصوصا بعد رفص بطريركيات الروم الأرثوذكس في كل أنحاء العالم التخلي عن التناول بالماستير".

متابعا: "في عقيدتنا التناول من الأسرار المقدسة ويشفي من الأمراض ولا ينقلها، وهي نقطة مهمة، لأنه إذا كانت عقيدتنا كذلك فكيف نشك أنه ينقل الأمراض، لذلك يجب دراسة هذا القرار جيدا حتى لا نشكك الشعب في عقيدته في سر من أهم أسرار الكنيسة"، مختتما: "أثق أن أي قرار سيتخذ بعد دراسة عميقة من المجمع المقدس لأنه موضوع حساس للغاية".

باحث لاهوتي: العديد يربط الطقس بالعقيدة

أمجد بشارة، الباحث في علوم اللاهوت الكنسي؛ قال: "العديد من الأشخاص يربطون الطقس بالعقيدة، والطقس فعلًا يعبر عن العقيدة، لكن مش هو نفسه العقيدة، فالعقيدة مبتتغيرش لكن الطقس بيتغير مع الزمن، العقيدة مبتطورش لكن الطقس بيتطور مع الزمن بالحذف والإضافة"، مضيفا: "ذلك لا يتعارض أبدًا مع إن الطقس في مجمله وتفاصيله بيعبر عن العقيدة، ولا يمكن تغييره بشكل يؤثر على أساس العقيدة.

- أبرز التطورات التي طرأت على الطقس

وكشف بشارة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعض ملامح التطورات الطقسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، موضحا أن كشف رأس الكاهن أثناء خدمة القداس استمر للقرن الـ11، حتى أن قوانين "أبي صلح يونس بحترم تغطية الكاهن اللي يغطي راسه في خدمة القداس"؛ مضيفا، أنه في عهد البابا خريستوذولوس انتهت عادة القربان السابق تقديسه، وهي عادة متبعة في غالبية الكنائس الشرقية القديمة.

وتابع، أنه حتى القرن الحادي عشر لم يكن قد دخل أسبوع الاستعداد على الصوم الأربعيني المقدس؛ مشيرا إلى أن البابا خريستوذولوس في منتصف القرن الـ11 هو من أدخل صوم الرسل لكنيستنا القبطية، متابعا، أن البطريرك ميخائيل السرياني في كتابه الطقوس الكهنوتية، لغى خدمة الشماسات في طقس المعمودية؛ كما أنه في القرن الـ14 ظهر حامل الأيقونات الذي يحجب الهيكل عن الشعب، والذي كان قديما مجرد خشب منقوش ومفرغ بحيث لا يحجب رؤية الهيكل كما في كل الكنائس القديمة.

واستطرد، أنه في القرن الـ12 حرم الأنبا ميخائيل مطران دمياط الاعتراف على الكاهن، وأصبح الاعتراف على الشوريا؛ واستمر الأمر على مدار ثلاث بطاركة، البابا ميخائيل الخامس، ويؤانس الخامس، ومرقس الثالث بن زرعة، مستكملا، أن سر الزيجة قبل القرن الـ14 بلا أرباع ناقوس ولا أجيوس ولا أوشية الإنجيل، وأن الأعياد في الكنيسة كان عددها مختلفا بين ثلاثة من أهم المراجع الطقسية القديمة، البابا كيرلس بن لقلق في قوانينه ذكر 12 عيدا، ابن سباع في "الجوهرة النفيسة" 10 أعياد فقط، عند الصفي بن العسال في مجموعة الصفوة، ذكر 8 أعياد فقط.

وتابع: "أقدم مخطوطات الأجبية عندنا والسابقة للقرن الـ14، وفي صلاة نصف الليل لا وجود للمقدمة ولا للمزامير الـ8 التي تسبق المزمور الكبير ولا فصول الإنجيل، وكل ذلك أدخل وتطور مع الوقت"، مضيفا، أن عيد "عرس قانا الجليل" لم يكن معروفًا قبل القرن الـ14 في الكنيسة؛ حتى خرج يومي الجمعة العظيمة وعيد الصليب من الأعياد السيدية.

وتابع، أن كل هذه مجرد أمثلة فقط لا حصر لبعض التطورات الطقسية داخل الكنيسة القبطية فقط؛ ولم نسمعن طوال تاريخ التطورات الطقسية أن أي أحد عيّن نفسه وصيا على الكنيسة ومجمعها المقدس.