رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فولتير».. ذكرى رحيل صوت الثقافة الفرنسية الأوروبية

فولتير
فولتير

تحل اليوم السبت، ذكرى رحيل الكاتب والفليسوف الفرنسي فرانسوا مارى أرويه، الشهير بفولتير، والذي عُرف بكتابته الفلسفية وبنقده الساخر ودفاعه عن الحريات.

وولد صوت الثقافة الفرنسية والأوروبية الباهر، والذي سلط قلمه للسخرية من كل شيء، في الواحد والعشرين من نوفمبر للعام 1694، ورحل عن عالمنا في الثلاثين من مايو لعام 1778.

كان فولتير كاتبًا غزير الإنتاج قام بكتابة الأشكال الأدبية كافة تقريبًا، يعمل نحو 18 ساعة يوميًا، فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من 20 ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات.

ومن أشهر آثاره: "رسائل فلسفية" (1734)، و"زاديغ" أو "صادق" (1747) وقد نقلها إلى العربية طه حسين، تحت اسم "القَدَر"، و"كانديد" (أو الساذج) (1759)، و"المعجم الفلسفي" (1764).

وكان مدافعًا صريحًا عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من وجود قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين.

وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية، فقد كان دائمًا ما يحسن استغلال أعماله لانتقاد دوجمائيات الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره.

كما كان فولتير واحدًا من العديد من الشخصيات البارزة في عصر التنوير إلى جانب كل من مونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو، حيث تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الأمريكية والثورة الفرنسية.

وفي عام 1751 نشر فولتير كتابا بعنوان "أخلاق الأمم وروحها" دافع فيه عن نبي الإسلام محمد- صلى الله عليه وسلم- وألف فولتير كتابه "بحث فى العادات" عام 1765 ومدح فيه الإسلام وأشاد بالنبي محمد والقرآن الكريم.

وقامت فرنسا بتخليد ذكرى فولتير وتكريمه كواحد من الرواد الشجعان لفن الجدل والمناظرة، حيث قام بالدفاع المستمر عن الحقوق المدنية – والحق في الحصول على محاكمة عادلة وحرية العقيدة كذلك، – استنكر فولتير بشدة النفاق والظلم الذين كان يتصف بهما الحكم الأرستقراطي.

وكان الحكم الأرستقراطي يفرض ميزانًا غير عادل فيما يتعلق بالقوى وبالضرائب بين السلطة (الطبقة الاجتماعية) الأولى المتمثلة في رجال الدين، والسلطة الثانية المتمثلة في طبقة النبلاء، والسلطة الثالثة المتمثلة في العامة وأفراد الطبقة الوسطى؛ والذين كانوا يرزحون تحت وطأة الضرائب.

وقد تم إطلاق اسم فيورني-فولتير على بلدة فيورني التي قضى فيها فولتير العشرين عامًا الأخيرة من حياته تخليدًا لذكراه، أما قصره الريفي فقد تحول إلى متحف.