رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بـ 30 صورة لقمر رمضان.. معايدة «ساندي» لأصدقائها المسلمين(صور)

ساندي طرابلسي
ساندي طرابلسي

أعتاد المصريون بجميع طوائفهم مشاركة بعضهم البعض التهاني والمعايدات في الأعياد الدينية، حيث يهنئ الأصدقاء المسلمون يعيّدون على أصدقائهم المسيحيين في 7 يناير بمناسبة عيد الميلاد المجيد، أو نرى الأصدقاء المسيحيون يهنئون أصدقائهم المسلمين في عيد الفطر وعيد الأضحى، ولكن ما فعلته تلك الفتاة هو مختلف للغاية، فقد خططت "ساندي" لإعداد مفاجأة لأصدقائها المسلمين لتهنئتهم بحلول شهر رمضان الكريم، وبمناسبة عيد الفطر المبارك من قبلهما بفترة طويلة. قامت بالإعداد الجيد، ونفذت فكرتها بصبر دام ثلاثين ليلة حتى أنها خاطرت بحياتها لاكتمال الفكرة وخروجها، على شكل صورة فنية مميزة تجمع لقطات للقمر طوال ليالي رمضان مجمعة على شكل دائرة.

تواصلت "الدستور" مع الفتاة وأجرت معها حوارًا لكشف تفاصيل هذا العمل المبتكر.. وإلي نص الحوار:

- في البداية، حدثينا عن نفسك؟

اسمي ساندي إيهاب يونس صبحي طرابلسي، من مواليد 14 أغسطس عام 2000 وأسكن في مركز طلخا بالدقهلية، منذ الصغر وأنا مولعة بحب الفلك وكل ما يدور في السماء، وكانت أمنيتي الأولى أن أصير رائدة للفضاء في يومٍ ما، وحينما كبرت وجاء اليوم لاختيار الكلية التي سأدرس بها قررت أن ألتحق بكلية الأداب برنامج المساحة والخرائط ونظم المعلومات الجغرافية.

- ما الذي الذي جعلك تهتمين بتصوير السماء وظواهرها الفلكية؟

كنت أحلم منذ الطفولة أن أقوم بتصوير النجوم والقمر في السماء، ولأن هاتفي المحمول الذي أمتلكه بأمكانيات متوسطة، كان المهتمون بهذا المجال ينصحوني بألا أحاول في هذا الأمر لأن الإمكانيات المتاحة لن تساعدني على إنتاج صور ذات قيمة، وبالرغم من هذا لم أيأس،وبحثت كثيرًا حتى وجدت برنامجا يساعدني على التحكم في كاميرا هاتفي المحمول وأنا استخدمه في التصوير اليدوي، وأول ما قمت بتصويره هو "خسوف القمر" في 16 سبتمبر 2019.

وبالبحث المتواصل علمت أنه يمكنني رفع جودة الصور، باستخدام خاصية التعديل، واستخدام برنامج "فوتوشوب"، وصرت أُعلِّم نفسي بنفسي كيفية استخدام تلك التقنيات لإنتاج صور قيّمة، وذلك عن طريق متابعة فيديوهات متخصصة على "يوتيوب".

- كيف جاءت لكِ فكرة تصوير القمر طوال ليالي رمضان؟

قبل حلول شهر رمضان الكريم، بفترة طويلة، كنت أفكر في عمل شئ غير تقليدي أقدمه لأصدقائي المسلمين كمفاجأة أُعيِّد بها عليهم، حيث كنت في كل عام أحرص على مهاتفة أصدقائي وإرسال المعايدات لهم، ولكن قررت هذا العام بأن تكون المعايدة مختلفة ومميزة ومبتكرة، ومن هنا جاءت الفكرة بأن استثمر كل ما تعلمته في مجال تصوير القمر والنجوم، وقررت أن أقوم بتصوير القمر طوال ليالي رمضان من أول ظهور الهلال، لاكتمال البدر في منتصف الشهر، وحتى اختفاء القمر في نهاية الشهر، وبعد تصوير القمر الثلاثين ليلة، أقوم بتجميعهم جميعًا في صورة فنية واحدة.

- هل تدربت على تنفيذ الفكرة قبل حلول شهر رمضان؟

قبل أن أشرع في تنفيذ الفكرة، قمت بالبحث عما إذا كان أحدٌ قد سبقني في إنتاج مثل هذا العمل، ولم أجد من نفذ فكرتي من قبل، وقررت أن أتدرب على هذا الأمر بتصوير القمر وتجربة دمج مجموعة من الصور في صورة واحدة ليكونوا دائرة، وما استطعت عمله قبل حلول شهر رمضان هو تجميع عشر صور بهذه الطريقة، مما جعلني أتخوف بعض الشئ مما إذا كنت سأستطيع تجميع ثلاثين صورة مرة واحدة دون فرصة للخطأ.

- ما هو التحدي الأكبر الذي واجهك في تنفيذ فكرتك؟

كان التحدي الأكبر أمامي هو انني كي أتمكن من تصوير القمر طوال ليالي الشهر، لابد أن أصعد إلى سطح العمارة التي أقطن بها، في حين أن الدور الأخير بالعمارة لا يتصل بسلم كامل للسطح، ولتصميمي أن أقوم بتصميم الفكرة بالرغم من أيّة معوقات قررت أن أصعد لنهاية السلم، ثم اتسلق المسافة التي تبقت للوصول لأعلى السطح.

- كيف قمت بتجميع ثلاثين صورة في صورة واحدة؟

حين انتهيت من تصوير القمر في جميع ليالي رمضان جاءت خطوة تجميع كافة الصور في صورة واحدة على هيئة دائرة، وكان هذا من خلال برنامج "الفوتوشوب"، وقررت أنني لن أقوم بتحسين جودة الصور أو استخدام خاصية التعديل عليها، بل أتركها طبيعية للغاية كما هي، وكانت النتيجة هذه الصورة التي قمت بنشرها.

- كيف استقبل أصدقائك تلك المعايدة الخاصة؟

قوبلت الفكرة بحفاوة كبيرة من أصدقائي المسلمين، وخاصةً أنها قد نشرت في عيد الفطر، وقد عكست تعليقاتهم إعجابهم الشديد بالصورة والطريقة الفريدة من نوعها في التهنئة بالعيد، وكأنها هدية قد أرسلتها لكل واحد منهم وهذا شجعني أن أشارك الصورة في جروبات المهتمين بالفلك على "فيسبوك".


- ما أكثر ردود الأفعال التي أسعدتك؟

قمت بإرسال الصورة على "جروب فونوجرافي" الذي يشارك من خلاله الكثيرون الصور التي يلتقطونها بهواتفهم المحمولة، وكنت قد طالما أرسلت عليه صور من قبل ولم يتم نشرها لاتباعهم قواعد محددة في نشر أي صورة، وقد فوجئت بردود الأفعال من المتابعين على هذا الجروب، خاصةً أن كل صورة يتم نشرها يُكتب بجوارها نوع الكاميرا التي تم تصوير الصورة بها، وقد عبر الكثيرون عن دهشتهم لكيفية انتاج مثل هذا العمل بإمكانيات بسيطة نوعيًا، حتى أنه قال أحدهم: "بأقل الإمكانيات عملتِ عظمة"، ولم تكتفِ التعليقات بالإشادة بالعمل، بل أيضًا قدم لي البعض نصائح لتطوير أسلوب إخراج الصورة، وأنا حاليًا أقوم باتباع تلك النصائح.

- هل ساعدك أحد في تنفيذ فكرتك؟

بالطبع لا بد أن أشكر مهندس كيرلس نعيم، وهو يجيد استخدام برنامج الفوتشوب، وقد أرهقته بأسئلتي الكثيرة وإلحاحي المتواصل لكي أضمن إنتاج شيئا مميّز، وأيضًا لا أنسى دور زميلي عبد الرحمن سمير، وهو قائد مجموعة العملي التي أعمل ضمنها في الكلية، وهو أول من شاركته الفكرة وهي ما زالت في طوّر البحث والتطوير، وقد شجعني كثيرًا حتى اكتمال العمل.