رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إجراءات احترازية مشددة.. كيف استعدت كنائس المهجر لفتح أبوابها؟

جريدة الدستور

أغلقت الكنائس على مستوى العالم أبوابها، بسبب أزمة وباء كورونا المستجد "كوفيد 19"، منذ أكثر من شهرين، وبات قرار عودة فتح الكنائس مرهونًا بالإلتزام الصارم للقواعد الاحترازية والوقائية التي تضعها الحكومات لحماية مواطنيها ومنع تفشي الوباء.

في هذا التقرير ترصد "الدستور" أبرز النماذج لتلك القواعد في كنائس المهجر بأوربا والولايات المتحدة الأمريكية.

- الولايات المتحدة الأمريكية: اختلاف الإجراءات من ولاية إلى أخرى وخطة العودة على ثلاث مراحل.

وقال القمص ميخائيل إدوارد راعي كنيسة القديس مارمرقس في كليفلاد، بولاية أوهايو، إن الأمور في الولايات المتحدة، تختلف من ولاية لأخري حسب نسبة الاصابات والتعافي والوفيات.

وأشار في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن بصفه عامة ستكون العودة للكنائس عليىثلاث مراحل، عودة بأعداد قليلة، ثم متوسطة، ثم أكثر، مع الاحتراز الكامل، مثل الحفاظ على مسافة مترين، ارتداء الكمامات، تطهير الكنائس عقب كل قداس، والتأكد من عدم وجود ارتفاع في درجات الحرارة، أو أي أعراض مرضية، لافتًا أن كل هذا فقط بالنسب للقداسات.

وأضاف، أما باقي الخدمات فسوف تستمر فيها الكنائس "أونلاين" حتى الوصول إلى المصل الواقي من كورونا، مشيرًا إلى أن موعد عودة فتح الكنائس في كليفلاند فسيكون في 30 مايو.

وقال القمص مكاريوس ساويرس، راعي كنيسة القديس مارجرجس بجيرسي سيتي، إن حاكم كل ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، قد وضع خطة للتعايش مع وباء كورونا المستجد، بما فيها ضوابط عودة فتح الكنائس.

ولفت "ساوير" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك ولايات على سبيل المثال، حددت العدد الأقصى للمتواجدين في الكنيسة أثناء القداسات ب10 أفراد فقط لا غير، بما فيهم كاهن الكنيسة والشماس، وهناك ولايات أخرى، سمحت بتواجد مصلين حتى 50 شخص، موضحًا أنه في كافة الولايات سيكون هناك ضوابط صارمة لإتباع الإجراءات الإحترازية.


- اليونان: عودة فتح الكنيسة بمثابة عيد قيامة جديد

قال القس يوحنا وفقي، كاهن بأسقفية الشباب، وأحد رعاة كنيسة القديسة العذراء مريم ومارمرقس الرسول، أثينا باليونان، إنه بعد إغلاق دام لأكثر من 6 أسابيع بدأت الكنيسة القبطية الأورثوذكسية الأحد 18 مايو 2020 في فتح أبوابها أمام الأقباط، مع اتباع قواعد السلامة الصحية التي أقرتها وزارة الصحة مع وزارة الأديان والتعليم باليونان.

وأضاف "وفقي" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، فكانت الإجراءات المفروضة هي ترك مسافة خالية قدرها متران على الأقل بين كل فرد وفرد أخر في الكنيسة على ألا يتعدى عدد الأقباط المجتمعين في القداس الواحد50 فردًا مع التشديد على ارتداء الجميع الكمامات الواقية طوال فترة تواجدهم بالكنيسة مع ضرورة توافر مقياس حراري إليكتروني في مدخل الكنيسة فقد تم التنبيه علي إمتناع أي فرد من الحضور في حالة ارتفاع درجة حرارته حفاظا علي سلامة الحاضرين للقداسات الإلهية.

وأضاف: "قبل القداسات يتم تعقيم الكنيسة ويتم تكرار التعقيم مرة أخرى بعد مغادرة المصلين، ولأن الكنيسة القبطية ليس لها إلا كنيسة واحدة في اليونان فقد كان الحل الأنسب هو صلاة ثلاث قداسات يوم الأحد في مواعيد متباينة، ليتم استيعاب عدد أكبر من الأقباط على أن ينصرف الأفراد الحاضرون للقداس فورًا عقب انتهاء القداس، وذلك قبل السماح بدخول 50 فرد أخريين إلى الكنيسة".

واستطرد القس يوحنا، أنه جاءته تعليقات بعض الأقباط باليونان، بقولهم أن يوم فتح الكنيسة كان بمثابة عيد قيامة جديد لهم بعد أن قضوا فترة أسبوع البصخة وعيد القيامة متابعين الصلوات خلف الشاشات.

- ألمانيا: وضع علامات على مقاعد الكنيسة لضمان التباعد الاجتماعي والتناول من وراء حاجز زجاجي

قال مصدر كنسي بألمانيا، إن هناك ضوابط احترازية يتم اتباعها بكافة الكنائس في ألمانيا، أبرزها، وضع علامات على مقاعد الكنيسة لوقوف كل شخص، بمسافة متر ونصف بعيد عن الآخر، وعلى الجميع ارتداء الكمامات، والتناول من سر الإفخارستيا من وراء حاجز بلاستيكي أو زجاجي، ووضع أدوات التعقيم علي باب الكنيسة.


- النمسا: 10 متر مربع لكل مصلٍ ومنع الدخول بدون كمامة

قال القمص إبراهيم حنا، راعي كنيسة القديس مارمرقس بالنمسا، أن عودة فتح الكنائس في النمسا تم رسميًا منذ يوم الجمعة 15 مايو الماضي، ولكن بضوابط شديدة للغاية.

وأوضح القمص إبراهيم في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تحديد عدد تواجد الأشخاص داخل الكنيسة يكون وفقًا للمساحة، فيكون لكل فرد مساحة خاصة بيه، دون تداخل مع الأخرين، أى بينه وبين المحيطين به من كل جانب 2.5 متر، ومنع أى شخص دخول الكنيسة بدون القناع الواقى وقفاز اليدان، واستمرار ارتدائهم طوال فترة التواجد فى الكنيسة، وضرورة اصطحاب الأقباط أدوات التعقيم الخاصة بهم، داخل الكنيسة.

وأضاف، وضمن الإجراءات الاحترازية أيضًا قياس درجة حرارة الشخص قبل دخوله الكنيسة، ومنع أي شخص درجة حرارته تعدت 37 مئوية، وأي شخص تبدو عليه مظاهر دور البرد من رشح وسعال.

وأشار إلى ضرورة إلا تتعدى خدمة القداس أو الاجتماعات عن 60 دقيقة من أول دخول المصلين إلى نهاية الخدمة، بالإضافة إلى التشديد على عدم لمس أي شيء داخل الكنيسة، والحفظ على المسافة بين الشخص والأخر في صف المتناولين مترين بين الشخص والأخر والتناول يكون في الصف واحد ولا عودة أي بمعنى تناول الجسد والدم في مرة واحدة ولا عودة للصف مرة أخرى.

وأكد القمص إبراهيم، أنه عقب انتهاء القداس أو الخدمة ينصرف الشعب فورًا وتعقم الكنيسة بعد مغادرة الشعب ولا ينتظر أحد في فناء الكنيسة بل فورًا يتوجهوا إلى منازلهم.


- أيطاليا: منع التجمعات خارج الكنيسة واصطحاب الأغراض الشخصية

وكان قد أعلن الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما وضواحيها بإيطاليا، عودة الكنائس لفتح أبوابها، ابتداءً من الاثنين المقبل 18 مايو الماضي، بمقتضى اتفاق بين الكنيسة الكاثوليكية والحكومة الإيطالية، على أن يتم التشديد على الالتزام بمجموعة اشتراطات صارمة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأضاف الأنبا برنابا في كلمته التي تم إذاعتها بالبث المباشر، أن الاشتراطات تتضمن عدم السماح للمصلين بدخول الكنيسة إلا بارتداء الكمامة والقفازات، وضرورة أن يحتفظ كل فرد من الشعب القبطي داخل الكنيسة بمسافة متر بينه وبين أقرب فرد إليه، أن كان في صحن الكنيسة وقت الصلاة أو في طابور المتقدمين للتناول من سر الإفخارستيا.

وتابع، أن أفراد الشمامسة والمنظمين سيكونون مسئولين عن تنفيذ تلك الاشتراطات تنفيذًا صارمًا، لافتًا إلى أن التجاوز عن المخطئ يمكنه أن يتسبب في غلق الكنيسة بالكامل.

واستطرد الأنبا برنابا، أن كل من سيحضر للكنيسة عليه استحضار جميع أغراضه الشخصية معه، مثل اللفافة وزجاجة الماء وغطاء الرأس للسيدات وأنه لن يكون هناك سلامات بين الشعب بعضهم البعض، وحتى مع الآباء الكهنة والأساقفة أن كان داخل الكنيسة أو خارجها.

واختتم أسقف روما كلمته، أن عودة فتح الكنائس ستبدأ بشكل تجريبي والجميع عليه مسئولية ضخمة في اتباع الاشتراطات والقيود المفروضة حتى تنجح التجربة، ولا يتم التراجع عن هذه الخطوة التي انتظرها الشعب القبطي لأكثر من شهرين.