رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد «الاختيار».. هل تؤثر دراما رمضان 2021 في المجتمع؟

درامات
درامات

كشف الدكتور "محمد الصاوي" الاستشاري النفسي والعلاقات الأسرية - في تصريحات للدستور - عن تأثير الدراما المصرية وخاصة التي تعرض بطولات وتضحيات بعض الأشخاص في المجتمع، والتي أعلن عن عرضها خلال موسم رمضان 2021.

وكانت شبكة قنوات "أون" أعلنت عن خطوة جديدة بشأن موسم رمضان 2021 وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "الاختيار" في رمضان وتصدره نسب المشاهدة، حيث أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، حيث أعلن "تامر مرسي" رئيس مجلس إدارة شركة المتحدة للخدمات الإعلامية وصاحب شركة سينرجي في بوست له على الحساب الرسمي بـ"فيس بوك" عن عرض الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار"، الذي جسد الجزء الأول منه قصة حياة الشهيد أحمد منسي وملحمة كمين البرث، في السباق الرمضاني المقبل لعام 2021، وعن مسلسل "هجمة مرتدة" من ملفات المخابرات المصرية بطولة الفنان أحمد عز والفنانة هند صبري ومسلسل "القاهرة كابول" أيضا من ملفات المخابرات المصرية بطولة الفنان خالد الصاوي والفنان طارق لطفي والفنانة حنان مطاوع.

وكان مسلسل الاختيار تصدر نسب المشاهدة طيلة شهر رمضان، في حين كانت النهاية مختلفة ومميزة، وأشاد بها المتابعين، كما تصدر تتر نهاية المسلسل "سلام سلام" بصوت النجمة أصالة، مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال إن الدراما تؤثر في القيم والأذواق فكثير من أعمالها تتحول إلى أحاديث بين الناس، وأفكار تتحرك في المجتمع يتداولها أشخاص كثيرين، فمثلا بعد عرض مسلسل الاختيار وجدنا أن هناك اطفالا كثيرين يسمون أنفسهم بأسماء أبطال المسلسل، وأصبح الناس يرددون حكايات بطولات أبطال القوات المسلحة.

وأضاف أن الدراما تواجه خلال تقديمها لرسالة معينة للثلاث عقبات من حيث قدرتها التأثيرية في الجماهير، تتمثل في عدم التعرض لها، والتعاطي القيمي مع ما تطرحه، ومخالفة ميول المشاهد لمحتواها، غير أنه تم التحايل على هذه العقبات، في ظل تعرض أغلب الأشخاص للدراما، وتنوع القنوات التي تعرضها، ومخاطبتها للميول المختلفة، إلا أن مسألة التعاطي القيمي مع رسالة الدراما من أكثر العقبات التي يصعب اختراقها، خاصة تلك الأعمال التي لها رؤية تغييرية وتتحدث عن بطولات خالدة.

وأشار إلى أن المؤسسات الإعلامية التي تستهدف التغيير الثقافي المجتمعي تعتمد على منهج يقوم على أربعة أركان:
ــ جذب الجمهور المستهدف من خلال الحرص على عدم تناول موضوعات لا تدخل في نطاق خبراتهم المباشرة.
ــ التركيز على التناقضات الاجتماعية التي يعيشها الجمهور المستهدف لإقناعهم بوجود خلل في منظومة القيم.
ــ عرض نماذج بشرية مثالية ومؤثرة تؤثر في الجمهور المستهدف مثل الفرق بين الشهيد أحمد المنسي" والإرهابي "هشام عشماوي".
ــ اتباع أسلوب التكرار والكثافة في العرض من خلال عرض مسلسلات تتحدث عن البطولات وتنمي حب الوطن لدى المشاهدين.

وتابع: لاحظنا في مسلسل الاختيار أنه ركز على التناقضات الاجتماعية، وفي مقدمتها وجود بعض الانحرافات داخل بعض المتدينين أمثال هشام عشماوي وعماد عبد الحميد وعمر عبد الرحمن، وركزت الكاميرا على تفاصيلهم وسلبياتهم مثل عدم الاتساق معرفي، أو عدم القدرة على التفاعل مع الحياة بإيجابية.
وعن الأفضلية في الدراما؟ التي تعتمد على قصص حقيقية أم التي تعتمد على خيال المؤلف؟، قال إن فى الغالب تأخذ الأعمال الفنية من الواقع فالدراما دراما المجتمع من حكايات وأحلام وطموحات وأحداث، ولابد أن نتناولها أو نبدأ منها أى عمل حتى تمس المشاهدين وتجذبهم لأنها تحكى واقعهم، لكن الأمر يختلف في كيفية رؤية هذا الواقع، فقد يكون حدث واحد لكن كل مؤلف ومخرج يتناوله وجهة نظر معينة ورؤية خاصة به ومن زاوية مختلفة، فنحن لا نشاهد الواقع بقدر ما نشاهد رؤية لهذا الواقع بعين المؤلف والمخرج، لذلك تختلف من شخص لأخر وأيضًا يختلف مدى النجاح من عمل لآخر.



وأضاف أن الواقع هو مصدر الخيال فإن لم يكن هناك حدث يجذب الاهتمام ويثير الجدل مثل موقعة كمين البرث أو حادث الواحات فلن يكون هناك خيال، وكل الأعمال الدرامية مأخوذة من مشكلات الواقع والمجتمع، مثل تناول مشكلة الإرهاب والجماعات الجهادية التي انتشرت في مصر في فترة ما، وكيفية مواجهة مصر لقضايا الإرهاب والحوادث الإرهابية التي تحدث من وقت لآخر، فأى كاتب مهتم بمجتمعه يرفض أن تبتعد الدراما عن واقعه، لكن المشكلة تكون فى كيفية تناولها بشكل جيد ومقنع وتقديمها للمشاهدين، فالناس تعيش فى هذا الواقع ومشكلاته وتتعرض لها وتشاهدها يوميًا، لذلك لابد من تناولها بطريقة مختلفة تجعل الناس تلتف حول بلدها ومجتمعه.