رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصير جثث قتلى داعش بعد عمليات تصفيتهم

داعش
داعش

خلال موقعة "البرث"، التي رصدها مسلسل "الاختيار"، والتي استشهد فيها البطل أحمد المنسي، هجم مجموعة من المسلحين على الحواجز والتحصينات المحيطة بالتمركزات المستهدفة بمنطقة "البرث" شمال سيناء، ورد الجيش على هذا الهجوم بقصف قتل خلاله مجموعة كبيرة من الدواعش.

بعد كل عملية ينفذها أبطال القوات المسلحة ضد الإرهابيين تترك الواقعة مجموعة من الجثث، بعضها يتحول إلى أشلاء والبعض الآخر يكون على حاله إلا من إصابات، ولكن أين تذهب جثث الدواعش بعد ذلك، هذا السؤال ما تحاول "الدستور" الإجابة عنه خلال هذا التقرير.

وأثارت مشاهد الحلقة 28 من مسلسل "الاختيار" حماس المشاهدين، وأشعلت في نفوسهم روح الثأر من هؤلاء التكفيريين الذين خطفوا أبناءنا بالسلاح، فانهالت الدموع على وجوه المشاهدين، وأعادت على أهالي الشهداء ذكريات فقدانهم أبناءهم وأزواجهم وآباءهم فكأنما تتكرر عليهم تلك اللحظات العصيبة مرة أخرى.

انطلقت عبر السوشيال ميديا بعد انتهاء الحلقة كتابات تصف تلك الملحمة الدرامية بالمؤثرة التي جعلت المشاهدين يعيشون لحظات التوتر والمواجهة مع الأعداء الذين يبطنون الشر لمصر، ويكون ضحية هذا الشر أبطالنا من القوات المسلحة من الجنود والضباط.

دعونا نعود إلى الوراء، تحديدًا إلى يوم تلك الملحمة الدموية في كمين "البرث" عام 2017، "البرث" هي قرية تابعة لمركز رفح، ضمن نطاق المنطقة "ج" باتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وتعد "البرث" من النقاط التى تربط بين وسط سيناء من جهة ورفح والشيخ زويد من جهة أخرى، وتبعد عنه أقرب نقطة إمداد أمني بحوالي من 15 إلى 20 كم.

استيقظت مصر يوم 7 يوليو على حادث دموي في سيناء راح ضحيته ما يزيد على 26 فردا أمنيا، إلى جانب مقتل ما يقرب من 40 تكفيريا بعد رد القوات الجوية على منفذي هذا الحادث الأليم، الذي تم تنفيذه على الكتيبة 103، واستغل التكفيريون فترة الفجر ووضعوا سيارة مفخخة لتشتيت قوات الأمن، وتمكنت العناصر الإرهابية من الهجوم على قوات كمين "البرث".

بعد انتهاء عمليات رد الثأر مع الدواعش الإرهابيين، تحولت الجثث إلى أشلاء، وفقًا لشهادات أهالي سيناء، فعندما بايع أنصار بيت المقدس تنظيم "داعش" قاموا بتكليف خلية خاصة في العمل الميداني خلال تنفيذ عملياتهم الإرهابية ضد الجيش والشرطة لمواراة القتلى، دون ترك الفرصة لتصوير الجثث عن طريق ﺩﻓﻨﻬﺎ.

وقال مجموعة من أهالي سيناء- رفضوا ذكر أسمائهم- إن العناصر الإرهابية تقوم بسحب جثث القتلى وتحملها بسرية تامة وتختفي فجأة عن أعين المارة، فتحفر لهم حفرة رملية كبيرة على هيئة مقبرة، يدفن خلالها القتلى بكامل ملابسهم وبعض عتادهم لأنهم يعتبرون قتلاهم شهداء وسيدخلون الجنة بلا حساب.

وأوضح أحد الأهالي أن البعض يعرف أماكن دفن جثث قتلى داعش ولكنهم لا يخبرون القوات الأمنية بذلك خوفًا على أرواحهم، فهم يقتلون كل من يتعامل مع قوات الجيش المصري.

وفي أغسطس من العام 2016، أعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم القوات المسلحة عبر "فيسبوك"، توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل "بيت المقدس" في العريش، بالتعاون مع القوات الجوية، قُتل خلالها زعيم التنظيم ومساعداه.

أعقب ذلك بأسابيع تم اكتشاف الأهالي مقبرة كبيرة بالقرب من ﻗﺮﻳﺔ "ﺑﻠﻌﺔ" ﻏﺮﺏ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﻓﺢ عن طريق انتشار الرائحة، وهم قتلى العملية الجوية، وبلغ عددهم أكثر من 300 قتيل وفقا لشهادة الأهالي، وتم اكتشاف على إثرها مقبرة جماعية أخرى على أطراف قرية "البرث".