رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة 27 من رواية «الصديق أبوبكر بعد الخلافة»

الصديق أبو بكر
الصديق أبو بكر

ما زال الأب وإسلام ومحمد ويارا ونور وزياد وجنة فى المركب فى نهر النيل بقريتهم فى صعيد مصر..
نور: من كلامك عن حروب الردة يبدو أن سيدنا أبوبكر قد تغير وأصبح شديدا فهل كان لذلك أثر على من حوله؟
يارا: بمعنى آخر هل السلطة غيرت الصديق؟
الأب:
السلطة لا تغير الأطهار، لقد كان الصديق شديدا على المرتدين وعلى المعادين للإسلام فقط ولم يغيره المنصب أبدا.
يارا: اشرح لنا كيف كان يتعامل الصديق مع الناس بعد أن أصبح الخليفة؟
الأب: كما كان يتعامل قبل الخلافة بنفس السماحة والرقة وبنفس الخشوع والبكاء فى الصلاة.
إسلام: كان أبوبكر يحلب أغناما لبعض جيرانه بمنطقة تسمى السنح..وهى المنطقة التى كان بها بيته.. الذى تزوج فيه حبيبة بنت خارجة.. فلما ولى أبوبكر الخلافة قالوا: أصبح أبوبكر الخليفة.. فلن يحلب لنا مرة أخرى.. فلما علم الصديق قال لهم: بل أحلب لكم.. وأرجو من الله ألا يغيرنى ما دخلت فيه_ أى بتولى الحكم_ عن خُلق كنت عليه.
زياد: رضى الله عن الصديق يحلب الغنم لجيرانه.. وهو خليفة رسول الله
يارا: ولما لا ورسول الله حلب شاة أم معبد..وسقى أبا بكر وابن أريقط وعامر بن فهيرة وأم معبد، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم.
نور: إنها أخلاق النبى التى زرعها فى أصحابه.
الأب: بارك الله فيكم
محمد: أقص عليكم قصة ستعجبكم
زياد ونور وزياد: تفضل ياعم
محمد: تخيلوا معى المشهد أبوبكر الصديق يمشى فى أحد الشوارع يحمل أثوابا على كتفه النحيل. من بعد يظهر عمر بن الخطاب وأبوعبيدة بن الجراح.. يتقدمان نحوه فيسأله عمر: إلى أين ياخليفة رسول الله؟ فيقول أبوبكر: إلى السوق؟ فيقول أبوعبيدة: وماذا تريد من السوق وقد وليت أمر المسلمين؟ فيقول أبوبكر: ومن أين أطعم عيالى؟ فيقول عمر: انطلق معنا نفرض لك راتبا.. وجعلوا له مائتى وخمسين دينار ونصف شاة.
نور: راتب شهرى
الأب: بل سنوى
محمد: وبعد فترة جاء نسوة يسألون عن الخليفة أبى بكر.. فلم يجدوه فبحث عنه عمر.. فوجده فى السوق فقال له: ما الذى جاء بك إلى السوق ياخليفة رسول الله ألم نجعل لك راتبا ؟ فقال أبوبكر: رزقتمونى مالا يكفى عيالى.. فقال عمر: نزيدك.. فقال أبوبكر: ثلاثمائة دينار والشاة كلها. فقال عمر: لا.. فمر عليهم على بن أبى طالب، كرم الله وجهه، فقال: بل يأخذها ياعمر.. واستشار أبوبكر المسلمين فى المسجد فوافقوا.
يارا وزياد ونور: سبحان الله والحمد لله على نعمة الإسلام
الأب: حدث أمر جلل فى بداية تولى أبوبكر الخلافه ولم أخبركم به.
نور: ماهو؟
الأب: بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم.. وتولى أبوبكر الخلافة بأربعين يوما.. توفى عبدالله بن أبى بكر رضى الله عنه متأثرا بجرح من سهم أصابه يوم الطائف.. فاحتسبه أبوه شهيدا عند الله سبحانه وتعالى.
إسلام: رحم الله أبا بكر وآله الطيبين.
الأب: والآن ننزل من المركب ونتوجه إلى البيت لنستعد للسفر.
زياد: ابقوا معنا ياعم
الأب: قضينا معكم أسبوعا كاملا.. فلننطلق الآن إلى البيت ونشكر عمكم جابر المراكبى.
ونكمل غدا بإذن الله