رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطيب بالأوقاف: باب الذكر والتقرب إلى الله لم ينته برمضان

الشيخ عبد المنعم
الشيخ عبد المنعم دويدار

أكد الشيخ عبدالمنعم دويدار إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن باب الذكر والتقرب إلى الله لم ينته عند شهر رمضان، داعيا المسلمين إلى مواصلة الذكر والطاعة حتى ينالوا رضوان الرحمن.

وقال «دويدار» خلال كلمته في الحلقة الأخيرة من حلقات برنامج «حديث السحور»، إن القرآن الكريم أفضل أنواع الذكر بين يدي الله تبارك وتعالى، وتساءل لماذا الذكر؟ مجيبا: لأن هذا الباب هو باب القرب من الله عز وجل، وهذه العبادة «الذكر " هي العبادة التي لا يعذر إنسان في تركها، فإن كان الإنسان مريضا ولا يستطيع أن يصلي قائمًا قلت له صلي قاعدًا، وإلا على جنب وإلا حسب ما يسر الله لك، لكن الإنسان لا يعذر في الذكر أبدًا، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم "فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ"(آية 103 من سورة النساء).. مضيفا أن ذكر الله واجب في السفر والحظر وفي الصحة والمرض.

وأوضح دويدار، أن عبادة الذكر ليس حد نقف عنده، بل إن الله عز وجل لما رغب العباد فيه قال تعالى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (آية (35) من سورة الأحزاب).

وأضاف دويدار قائلا: يقول الإمام الحافظ أبوالفداء ابن كثير -رحمه الله- في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا [سورة الأحزاب:41-44]، يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بكثرة ذكرهم لربهم -تبارك وتعالى- المنعم عليهم بأنواع النعم وصنوف المنن، لما لهم في ذلك من جزيل الثواب، وجميل المآب، وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن بُسْر رضي الله عنه قال: جاء أعرابيان إلى رسول الله ثلى الله عليه وسلم، فقال أحدهما: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ طال عمره وحسن عمله ).

وتابع دويدار قائلا: ومع تلك الدعوة الكريمة وهذا الفضل العظيم لم بأمرنا ربنا أن نذكره مليون مرة مثلًا،إنما جعل الباب ميدانًا للتنافس "وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"، أيسر عبادة على الإنسان في أن يذكر الله فقد يكون في سيارته أو يكون يتطرق في طرقات يسعى فيها لقضاء حوائجه ومع ذلك لا يجعل لسانه جامدًا إنما يجعله رطبا بذكر الله، فإن هذا الباب "الذكر" باب عظيم.. فالتسبيحة أو التحميدة أو التكبيرة أو التهليلة أو الصلاة الواحدة على سيدنا رسول الله قد يتغير بها حال الإنسان سواء بأخذ الحسنات أو بمحو السئات، ومن ثم يجب لا نترك هذا الباب أبدًا ولنقبل على ذكر الله تبارك وتعالى متنافسين مسبحين حامدين مهللين مكبرين مصلين على سيدنا رسول الله، داعيا.. ونسأل الله القبول للجميع.وكل عام وأنتم بخير.