كيف استغل ترامب والرؤساء الجمهوريون الدين؟

اعتمد الحزب الجمهوري في أمريكا على اللعب على المشاعر الدينية، وظهر ذلك كثيرًا في تصريحات الرؤساء الجمهوريين وربما كانت تصريحاتهم التي تعزف على هذا الوتر سبب في وصولهم إلى البيت الأبيض، فنجد تصريحات رؤساء أمريكا الجمهوريين دائمًا ما تكون مصحوبة برسالة دينية لكسب تعاطف المزيد من المواطنين، وهو الأمر الذي كان وراء انتخاب جيمي كارتر عام 1976 وجورج بوش الابن سنة 2000.

وكان أحدثها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الجمعة، حين دعا لفتح دور العبادة رغم كورونا، وعلى الفور قامت مظاهرات داعمة لموقفه في الولايات المتحدة، ويرصد الدستور في هذا التقرير أبرز مواقف رؤساء أمريكا الجمهوريين الدينية:-

- دوايت ايزنهاور

حين فاز أيزنهاور بمقعد الرئاسة في عام 1953 وصار بطلًا يدافع عن المثل الدينية المحافظة، في خطابه الافتتاحي لاستلام منصب الرئاسة استهل قوله " هل تسمحون لي أن أتشرف بتلاوة صلاة شخصية قصيرة"، ثم استمر لأكثر من دقيقة يتوسل إلى الله طالبًا منه نشر التعاون والتفاهم بين الناس، مهما اختلفت مصادر إيمانهم السياسي.

- جورج بوش الأب

كان حال جورج بوش الأب كغيره من رؤساء أمريكا الجمهوريين السابقين الذين يلقون خطاباتهم تحت مصطلحات دينية هدفها البحث عن الدعاية والتأييد، ويكفي خدماته العسكرية لصالح اليهود في بلاد المسلمين.

- بوش الإبن

حين فكر بوش الإبن بشن حرب على الإرهاب مشيرًا إلى العراق والعالم الإسلامي، قال ما هذا إلا تكليف الهي، فدائمًا ما كان يضع العواطف الدينية أمامه لكي يكسب إرضاء مزيد من المؤيدين، وهكذا تحولت واشنطن حينها إلى مدينة إيمان وتقوى.

- رونالد ريجان

كان رونالد ريجان مثالا دامغا على هذا التأثير العميق للدين على سياسة أمريكا وساساتها، فقد أعلن بوضوح في سنة 1980م بعد مؤتمر ترشيحه للرئاسة أنه سيؤيد تمامًا الأجندة الأخلاقية لليمين المسيحي، فحظي بدعم غير محدود من منظمة الأغلبية الأخلاقية بحشد 3 ملايين ناخب أمريكي لمساندته في الانتخابات.

كما قام ريجان بزيارة المنظمة اليهودية «بناي برث» في واشنطن، وذلك أثناء حملته الانتخابية، وخطب هناك قائلًا: "إن إسرائيل ليست أمة فقط، بل هي رمز، ففي دفاعنا عن حق إسرائيل في الوجود، إنما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على أساسها أمتنا".

- دونالد ترامب
سار دونالد ترامب الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية على نهج من سبقوه من الرؤساء الجمهوريين، ولعل آخر مواقفه كانت يوم أمس عندما حث ترامب حكام الولايات على السماح بإعادة فتح دور العبادة في الولايات المتحدة، في عطلة هذا الأسبوع والتي أغلقت بسبب فيروس كورونا المستجد، محذرا من أنه سيتجاوز الحكام الذين لا يقومون بذلك.

- الدين يعتبر من أهم المحركات للشعوب
يلعب الحزب الجمهوري ورؤساؤه جيدًا على هذه القاعدة، فمن المؤكد أن الدين هو المحرك الرئيسي للشعوب، وبه يمكنك خلق قاعدة عريضة من المؤيدين، ولا شك في وجود روح عامة من التدين في أمريكا قد تنشط تارة وتفتر أخرى، إلا أن لهذا الدين تأثير على الرؤساء الأمريكيين، كما على الشعب الأمريكي كذلك.