رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزهري يصدر كتابا عن التدابير الوقائية لمكافحة الأمراض المعدية والوبائية

الكتب
الكتب

أصدر الدكتور حسن عبدالفتاح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، كتابا جديدا بعنوان "التدابير الوقائية لمكافحة الأمراض المعدية والوبائية من منظور الفقه الإسلامي" خلال فترة العزل المنزلي الذي فرضه وباء كورونا المستجد.

وقال عبدالفتاح، إن الشريعة الإسلامية اهتمت بعلاج الأمراض المعدية قبل حدوثها، لأن الوقاية خير من العلاج، ويقصد بالوقاية هنا تحصين أفراد المجتمع الإسلامي بما يمنع انتشار الأمراض بينهم، سواء كانت معدية أو وبائية.

وأضاف المؤلف، أن المسئولية الدينية والأخلاقية والاجتماعية تقع في هذا الأمر على الفرد نفسه، حيث يجب عليه عدم التعرض لأسباب انتقال المرض، كما تقع على الدولة بما يجب عليها من وضع التدابير الوقائية كفرض الوقاية الصحية ونحوها، منوها إلى أن الأمراض المعدية لا يمكن حصرها وتختلف في مدى خطورتها على صحة الإنسان وحياته بل وتختلف حسب نوع المرض في درجة خطورته من إنسان إلى آخر حسب الصحة الجسمانية للمصاب ومدى قدرته على مقاومة المرض.

ولفت إلى أن خطورة المرض تكمن في كونه ينتقل بالعدوى من الشخص المصاب إلى الصحيح، وهذا بدوره يخلق نوعا من الرعب والخوف والقلق من احتمال انتقاله وانتشاره، حتى وإن كان لم ينتقل في حقيقة الأمر، والذي يجفف منابع الخوف أو يخففه هو إمكانية القضاء عليه بمعرفة أسبابه وطرق انتقاله، ومدى القدرة على علاجه.

وتابع: "ومما لا شك فيه أن الوقاية من الأمراض المعدية والوبائية، والتي يفضي الكثير منها إلى الموت، يعد من أسباب حفظ النفس البشرية الذي تقتضيه الضرورة الشرعية، ولأن الفوائد العامة التي تترتب على هذه التدبير الوقائية أفضل بكثير من المحاذير، والمخاطر التي تترتب على عدم الأخذ بها، علما بأن قواعد الشريعة، وأحكامها توجب نفي الضرر"، لقول النبي: "لا ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ".

وأشار إلى أن الطب الحديث في العصر الحاضر اكتشف أن أمراضا كثيرة معدية خطرة، وتكمن خطورتها في أنها يمكن انتقالها من شخص إلى آخر عن طريق العدوى مثل مرض الإيدز، والسيلان، والزهري وفيروس الكبد، وإنفلونزا الطيور، وإنفلونزا الخنازير، وفيرس الأيبولا، وفيروس كورونا الذي ظهر مؤخرا وغيرها، وأن هذه الأمراض إذا لم يتم وضع تدابير تمنع تعديها وانتشارها، فسيؤدي ذلك حتما إلى كوارث وبائية تلتصق بالأجيال، وتدمر حياة الأمم الصحية والاقتصادية والاجتماعية.

وقال إن من هذه التدابير التي وضعتها الشريعة الإسلامية: فرض الطهار اليومية على المسلم كالوضوء خمس مرات، وتحريم بعض الأطعمة الضارة كالميتة والخنزير والكلب والحشرات وكذلك تحريم الفواحش كالزنا واللواط والشذوذ التي تعد من الأسباب الرئسية في انتقال الأمراض وكذلك فرض الحجر الصحي على المريض مرضا معديا لما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "لاَ يُورَدُ مُمَرَّضٌ عَلَى مُصِحٍّ".

وما روى عن عبد الله بن عامر ابن ربيعة، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام فلما جاء سرغ موضع بطريق الشام، بلغه أن الوباء وقع بالشام فأخبره عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه".

ومن هذه التدابير أيضا النهي عن التنفس في الإناء والنفخ فيه، والنهي عن التبول في موارد الماء، والنهي عن البصاق على الأرض في الأماكن العامة، والتوجيه بوجوب تغطية الآنية، والتوجيه بوجوب طهارة الثوب والبدن والمكان، وكذلك غسل اليد عند الاستيقاظ من النوم وقبل الأكل وبعده، وتحريم جماع الزوجة في وقت الحيض، وأن الإنسان إذا كان يأكل مع جماعة فيجب أن يأكل مما يليه، ووجوب تطهير الإناء الذي ولغ فيه الكلب والمبالغة في غسله وغير ذلك من التدابير التي وضعتها الشريعة الإسلامية.

ومن طرق انتقال المرض التي ذكرها الطب الحديث وهي إجمالا: ينتقل المرض المعدي أو الوبائي بالطرق التالية: بواسطة الرذاذ أوعن طريق الفم أو عن طرق الاتصال الجنسي المحرم أو عن طريق ملامسك الجلد أو عن طريق نقل الدم أو بواسطة وخز الحشرات وغير ذلك مما ذكره الأطباء.

ومن النتائج التي توصل إليها الدكتور حسن عبد الفتاح في نهاية الكتاب: عظمة التشريع الإسلامي وسبقه على كل الاكتشافات العلمية الحديثة في بيان التدابير الوقائية التي تقي الإنسان الإصابة بالأمراض المعدية والتي يفضي العديد منها إلى الموت، وأن الشريعة الإسلامية تفضل دائما الوقاية على العلاج، وأنه يجب على الإنسان المريض مرض معد أن يتقي نقل المرض لغيره حتى يمكننا حصر المرض والتغلب عليه، وأن الإنسان كما يجب عليه التوكل على الله تعالى والثقة به كذلك يجب عليه الحذر والأخذ بأسباب الوقاية من المهالك.