رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعمال ابتعد فيها عادل إمام عن الكوميديا وأثبتت نجاحها

عادل إمام
عادل إمام

حاول الفنان القدير عادل إمام، أن يجعل لنفسه "أسطورة" حقيقية من خلال أعماله المختلفة، فكثيرًا ما أسعدنا بطلته الكوميدية، والتي جعلته في المركز الأول دون منازع من أي منافس يذكر لسنوات طويلة، إلا أنه حاول أن يخلد لاسمه شكلًا مختلفًا يثبت للجميع بأنه ليس فنان كوميدي فقط، بل أنه فنان شامل من خلال تقديمه لأعمال فنية أخرى ابتعد فيها عن الكوميديا تمامًا.

قدم الزعيم مئات الأعمال الفنية التي أعتبرها البعض مجازفة كبيرة منه، خاصة وأنه ابتعد خلال معظمها عن الجانب الكوميدي، وذلك في وقت حل فيه أولًا صراع الزعامة على الإيرادات والشعبية بخوضه أعمالًا كوميدية لاقت نجاحات كبيرة في فترة الثمانينات والتسعينيات، ليخرج وقتها الفنان القدير عن هذا الشكل النطمي الذي عرف به الجمهور بأعمال تنوعت ما بين الأكشن والقصص الدرامية التي ناقش بها قضايا المجتمع.

قرر الزعيم وهو في عز تألقه الكوميدي، تقديم فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس" وذلك عام 1979، حيث ابتعد خلاله عن عالم الكوميديا تمامًا، وقرر أن يدخل في تقديم عمل فني يتناول قضية سياسية، في وقت ذاع صيته بين الملايين بأنه ممثل كوميدي، ليستطيع وقتها الزعيم أن يفرض لنفسه مقعد يظهر مهارته التمثيلية بعيدًا عن فكرة تقديم أفلام لاضحاك الجمهور فقط، فى حين أن خلال هذا الوقت تم عرض أكثر من عمل تجاري كبير إلا أن الزعيم أظهر مواهبه وقتها، كما أنه قدم في نفس العام فيلم "خلي بالك من جيرانك"، والذي كان مزيج بين الكوميديا والدراما الأسرية التي تبرز مشاكل الزوجين في بداية طريقهما.

واستكمل الزعيم التنقل في أعماله ما بين الكوميديا والقضايا الاجتماعية بتقديمه لأعمال فنية أخرى كانت أبرزها "المشبوة" والذي أنتج عام 1981، والذي لعبت فيه الفنانة الراحلة سعاد حسني دور البطولة، وتناول العمل فكرة السرقة والمشاكل التي تحدث لشخص خارج عن القانون، دون أي توجهات كوميدية بداخل العمل، ونجح العمل كثيرًا، وأصبح من الأعمال المميزة للزعيم.

كما قدم الزعيم فيلم "حب في الزنزانة" عام 1984، وهو نفس العام الذي قدم فيه فيلم "الغول"، فالعمليين أبتعد خلالهما عن الكوميديا تمامًا، وناقش قضايا اجتماعية سياسية، بشكل حقيقي وواقعي، مبتعدًا عن النمط المعروف عن الزعيم في هذا الوقت، وهو فكرة الأعمال الساخرة المنتمية لعالم الكوميديا.

واصل الزعيم تقديمه للأعمال السياسية والاجتماعية التي ابتعد خلالها تمامًا عن الجانب الكوميدي، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا على الرغم من منافسة العديد من الأعمال الأخرى في هذا الوقت، إلا أنه خلال عامي 1984 و1985 قدم ثلاثة أعمال مختلفة ما بين الرعب والرمانسي والدرامي والرياضي أيضًا، فقدم أفلام "حتى لا يطير الدخان" و"الحريف" و"الأنس والجن"، وجميعهما أصبحا علامات في السينما المصرية، ليثبت الزعيم قدرته على التنوع في الأعمال التي يقدمها للجمهور.

ومع توهج الزعيم في النجاح خلال فترة التسعينيات، قرر أن يبدأ هذه الفترة بصناعه ثلاثة أعمال تمس الواقع الذي عاشته مصر خلال تلك الحقبة الزمنية من خلال تناول قضايا الأرهاب، والإسلام السياسي، وهو ما أدخله في العديد من التهديدات والقضايا من قبل هذه الجماعات المتطرفة، حيث قدم الزعيم فيلمي "الإرهابي" و"طيور الظلام" وهما لم يجد المشاهد فيهما أي كوميديا تذكر، بل أصر الفنان القدير أن يتلون فنيًا بظهوره لشخصية الشخص المتطرف تمامًا، والمحامي الذي يقف أمام هذه الافكار التي تتسبب في انحراف المجتمع، ونجحا العملين نجاحًا كبيرًا، وأصبحا من الأعمال المهمة في حياة الزعيم.

وخلال الألفية الثانية، بدأ الزعيم في تقديم أعمال كوميدية بشكل أكبر، إلا أنه قدم فيلم "عمارة يعقوبيان"، والذي ناقش قضايا سياسية بشكل درامي معتمد على الأحداث الحقيقية، ولاقى العمل نجاحًا كبيرًا، في ظل بعض المشاكل التي قابلها بسبب المشاهد الجنسية التي تواجدت خلاله، كما قدم فيلم "حسن ومرقص"، وهو من أبرز الأعمال الفنية التي ناقشت قضايا الإسلام والمسيحية، وأبتعد فيها الزعيم عن الجانب الكوميدي بشكل كبير.