رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أبرزها كفاءة الوساطة».. تقرير: مصر تحظى بقدرات استراتيجية كبرى

جريدة الدستور

تمتلك مصر العديد من المفاتيح الدبلوماسية القوية على مر عصورها التي تمكنها من تحقيق أهدافها ومواجهة أي تحديات إقليمية.
على مدار تاريخها استطاعت مصر حيازة إعجاب الجميع سواء من الدول المعارضين لسياستها أو حلفاءها.

مصر تمتلك قوة ناعمة هائلة
أكدت صحيفة "موردن دبلوماسي" الأمريكية، أنه على الرغم من أن مصر دولة نامية إلا أنها تمتلك قوة ناعمة هائلة، قد تمكنها من استغلالها لصالح الاقتصاد والعلاقات السياسية إذا ما استخدمت بشكل جيد، وقد تكون التحديات اليومية المكثفة هي تحويل الدولة المصرية عن التفكير الاستراتيجي والاستفادة من نقاط قوتها الوطنية الوطنية.

وتابعت أنه منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في عام 2014، حدد سياسة مصر الخارجية بالأسود والأبيض، فالدول الإقليمية التي تحكمها الحكومات الإسلامية المتطرفة، أو الدول المتأثرة سياسيًا بالإسلاميين، يتم وضعها بشكل دائم في القائمة السوداء لمصر، في حين أن الدول المعارضة للإسلاميين هي أفضل حلفائها، ونتيجة لذلك، جمدت مصر علاقاتها مع تركيا وقطر وهي في وئام تام مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وأضافت أنه يجب على مصر تغيير محور السياسة الخارجية، من خلال توسيع القدرات الاقليمية والاستفادة من الحيوية السياسية والدبلوماسية الكبيرة لتجنب أي صراعات إقيمية.

مصر لديها القدرة على القيام بدور الوساطة
وأكدت الصحيفة أن مصر لديها سمات ثقافية واسعة تجذب كافة العرب، وهو ما يجعلها قادرة على التأثير عل سلوك وأفعال صانعي السياسي المجاورين.

وتابعت أن مصر في الماضي تمكنت من الحفاظ على علاقات جيدة مع معظم الحكام العرب بينما استضافت في الوقت نفسه شخصيات المعارضة المنفية وهو نهج استراتيجي دقيق للغاية اعتدات على تطبيقه بمهارة، في حين أنها قد تكون منحازة بشكل طبيعي تجاه قوة سياسية معينة فقد اعتادت جميع الأطراف المتصارعة على الإعجاب بدور الوساطة والاعتماد عليه.

وينعكس هذا النهج بشكل أفضل في وساطة طويلة الأمد بين الكيانين السياسيين الفلسطينيين (فتح وحماس) والحفاظ على علاقات جيدة مع جميع القوى السياسية اللبنانية، علاوة على ذلك، وعلى الرغم من نسيانها في كثير من الأحيان، فقد استضافت مصر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أمير قطر، بعد نفيه من قبل نجله في عام 1995، وبالمثل، عرضت مصر اللجوء إلى القادة السياسيين المنفيين الآخرين من ليبيا والسودان واليمن.

وأكدت الصحيفة أن السياسة الخارجية المصرية تحتاج إلى التركيز على تعزيز العلاقات مع جميع دول المنطقة، يجب أن يتم تطوير العلاقات الثنائية من خلال مواضيع سياسية واقتصادية ذات قيمة مضافة لكلا الطرفين، مثل هذا النهج سيعطي مصر النفوذ السياسي اللازم لتعزيز مكانتها الإقليمية مما قد يساعد على معالجة أزمة سد النهضة الإثيوبي الكبير بشكل أكثر إنتاجية، على سبيل المثال.

وتابعت أن مصر نجحت في بناء تحالف ضد انتشار القوى المتطرفة إقليميًا، وعليها الحفاظ على هذا الأمر، من خلال القدرات الإقليمية والحفاظ على مسافة واحدة من كافة الأطراف.