رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهل «الطبلاوي»: مات ولم يشعر أحد

الطبلاوي
الطبلاوي

حب الناس ليس من السهل الحصول عليه، وخصوصا عندما يتعلق قلبك وعقلك بحب شخص وصوت أدمنته منذ الصغر وتربت عليه أجيال كثيرة، وعندما يغرد هذا الصوت بالقرآن الكريم الذى يشفى الصدور ويريح القلوب ويشعرك بالسعادة والطمأنين، أنه صوت نقيب القراء صاحب الصوت الملائكي الشيخ محمد الطبلاوي.

حزنت مصر كلها بل والعالم كله على فقدان نقيب القراء عن عمر يناهز ٨٦ عاما، والذى وافته المنية أمس الثانى عشر من شهر رمضان المعظم، له ومواقف وكثير تميز بالعطاء والشخصية القوية، وكان من أبرز وأشهر قراء القرأن الكريم فى مصر والوطن العربى.

يقول أحمد رشوان الطبلاوي، نجل شقيق الشيخ الجليل وخال أصغر أبناؤه وكان المرافق له دائما في كل الأوقات، إن الشيخ الطبلاوى تميز بالعطاء وحب مساعدة الغير يسرى بدمه حتى وإن كان هذا العطاء على حسابه شخصيا لم يخذل أحد ابدا مد يده إليه، كان دائما يعطى بالحب ويصدر رحب.

وأضاف أن الشيخ الطبلاوى قام بالذبيح قبل أول رمضان وكان دائما ما يقوم بتوزيع الذبائح على أهل قريته صفط جدام وأيضا فى بيته الذى كان يتردد عليه بالقاهره ووزع كل المواد الذى كان اعتاد على توزيعها لشهر رمضان الكريم لم وقبل وفاته اطمئن على توزيع حق الله ومراضاة الفقراء وكل المحتاجين.

ولد وحيدا ولكن كون إمبراطورية وآخر ما وصى به لم الشمل

ولد الشيخ الطبلاوى وحيد لم يكن له أخوة، ولكن عاش وتربى وتزوج فى حياته ثلاثة مرات نتج عنه ١١ ابن وابنه ٧ أولاد و٦بنات أصغرهم عمر الطبلاوى البالغ من العمر ١١ عاما، كان دائما مايوصى بلم الشمل، وأكد على ابناؤه وأهله جميعهم الذين كانوا يلتفون حوله منهم الغنى والفقير بأن يكونوا يد واحدة كما كان موجود وهذه من أهم وصاياه.

وأضاف رشوان إن كان اليوم العادى للشيخ هو استيقاظه للصلاة ومواظبته على قراءة القرأن الكريم، والذى حرص على تحفيظه للغالبيه من أهله وعائلته، وبعد ذلك كان يخرج للتنزة في الحقول بالقرية حتى يتنفس هؤاها، عاش حياة بسيطة وبحب لكل من حوله، لم ينتظر أحدا يسأل عنه حتى إذا غاب أحد أو تأخر فى الاتصال بادر هو بالسؤال على الصغير والكبير.

سريع الغضب ولكن
ولفت رشوان إلى أن الشيخ كان سريع الغضب جدا ولكن ينسى سريعا ماهي المشكلة التى حدثت ويعاود الحديث، كان شيء لم يكن وعندما يسأله الآخرين يقول هذه دنيا لن تنال منها شئ غير الكلمة الطيبة".

ليت الشباب يعود يوما
من أكثر الجمل التى كان يقولها الشيخ ويرددها على لسانه ويبداء بها استعداد لنوبه من المزاح والضحك عندما يتحدث إليه أحد يبدأ مرددا ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل بي المشيب، وكان الشيخ بشوش الوجه تنظر إليه تحس بالطمأنينة والسند ولن يتكرر ابدا.

مات ولم يشعر أحد
ولفت رشوان أن الشيخ أنهى صلاة العصر وذهب إلى مضجعه ونام حتى أقبلت زوجته أم عمر لايفاظه لتناول الإفطار قبل المغرب فوجدته فارق الحياه دون أن يشعر أحد، واجتمع كل الموافقين على أن صحته كانت جيدة جدا لم يشتكى أى أعراض قبل الوفاة، ولكن ضعفت وجبته قليلا قبل خمسة أشهر التى تبعت نوبة مرضه الأخيرة.

وأشار أحمد الصريدى من أهالي القرية وجار الشيخ الجليل، إلى أن قرية صفط جدام حواتطها البركة والطمأنينة بوجود الشيخ فيها وكان محبوب بين أهالى قريته وكنا جميعا نفتخر بوجوده بيننا، وتجمع أهالى القرية أمس لوداعه قبل رحيل جثته إلى القاهرة، وتستعد القرية اليوم للإقامة العزاء حزنا على الفقيد ومؤازرت أسرته الطيبة.