رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غدًا.. إحياء اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات

 الاتحاد الدولي للاتصالات
الاتحاد الدولي للاتصالات

يحيي الاتحاد الدولي للاتصالات غدا (الخميس) اليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2020 تحت شعار " توسيع الآفاق، وتغيير المواقف "، حيث يهدف إلى تشجيع الفتيات والشابات وتمكينهن من أجل الالتحاق بدراسات ووظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يشهد نموا متصاعدا، ما سيمكن كل من الفتيات وشركات التكنولوجيا من جني فوائد زيادة مشاركة الإناث في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وسوف تستضيف دولة ساموا المستقلة الاحتفال السنوي العالمي للفتيات في يوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاتحاد لهذا العام، ومن المتوقع أن يستقبل الحدث حوالي 1000 فتاة محلية في سن الدراسة من ساموا وخارجها، وتعقد ورش عمل تقنية تفاعلية، ومحادثات من قبل خبراء الصناعة، ومناقشات رفيعة المستوى حول طرق تعزيز بناء القدرات الإقليمية لتنمية المهارات الرقمية.

كما سيضم الحدث العالمي في آبيا عاصمة دولة ساموا فائزين من المسابقات الوطنية عبر المنطقة.

وأشار "هولين تشاو" الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات إلى أن الفتيات في يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو دعوة للعمل لإلهام الجيل القادم من الفتيات والشابات لمعرفة المزيد عن الفرص والمهن المدهشة التي توفرها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ومن خلال تقديم الاحتفال العالمي في ساموا، يظهر الاتحاد التزامنا بالضغط من أجل التقدم من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في كل مكان، بما في ذلك في الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان النامية غير الساحلية.

ويرجع الاحتفال باليوم الدولي للفتيات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى مبادرة تدعمها الدول الأعضاء في الاتحاد في قرار المندوبين المفوضين رقم 70 ( في بوسان، 2014) لإيجاد بيئة عالمية تمكن وتشجع الفتيات والشابات على النظر في الدراسات والوظائف في المجال المتنامي للمعلومات والاتصالات التقنيات.

ويدعو القرار 70 جميع أعضاء الاتحاد الدولي للاتصالات إلى الاحتفال بالذكرى الدولية للفتيات في يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واحتفالها بيوم الخميس الرابع من أبريل من كل عام.

تعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات محركًا رئيسيًا للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ومع تحسين الوصول إلى هذه التقنيات التحويلية، يمكن للنساء والفتيات الاستفادة من زيادة فرص العمل والأعمال.

وفي السنوات القادمة، سيكون هناك عشرات الملايين من الوظائف للأشخاص ذوي المهارات الرقمية المتقدمة وستتضمن جميع الوظائف تقريبًا مكونًا رقميًا.

وبفضل الجهود العالمية للمساعدة في سد الفجوة الرقمية بين الجنسين من خلال تشجيع الشابات والفتيات على متابعة الدراسات والوظائف في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، تمتعت الفتيات في يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنجاح غير مسبوق كحركة عالمية.

فعلى مدى العقد الماضي، شاركت أكثر من 377 ألف فتاة وشابة في أكثر من 11400 احتفال في 171 دولة.

إن توافر فرص العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو من بين أفضل الأسباب، حيث يحتاج القطاع بشدة إلى طائفة واسعة من مواهب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: إذ إن هناك فجوة متزايدة بين المهارات الرقمية التي يحتاجها أصحاب العمل وعدد الباحثين عن عمل ممن لديهم الدراية التقنية المطلوبة.

وهذا يعني أن عددًا كبيرًا من الفرص متاحة للمرأة المؤهلة تأهيلًا عاليًا في المجالات التقنية. ومع ذلك، فإن عدد الطلاب الذين ينخرطون في دراسة الرياضيات والهندسة والحوسبة والعلوم في مرحلة التعليم العالي غير كاف. وبالتالي، فإن عدد الطالبات في المجالات التقنية منخفض للغاية.

وتسعى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى اجتذاب ودعم النساء لأن التوسع في تنويع القوة العاملة مفيد لأعمالها.. وفي الوقت الراهن يهيمن الذكور على القطاع، ولا سيما في المستويات العليا.

وفي حال انخراط النساء في العمل في القطاع المذكور فإنهن يشغلن في الغالب وظائف متدنية من حيث المستويات والمهارات. ومن حسن الحظ أن العديد من الشركات والمنظمات تتطلع إلى زيادة عدد النساء العاملات في القطاع، وأدركت أن زيادة عدد النساء في المراكز العليا يؤثر تأثيرًا إيجابيًا على الأداء المالي، في حين أن الشركات والمنظمات التي تتجاهل أمر مسائل التنوع تجازف بمواجهة حالات نقص جارية في اليد العاملة.

ويشير تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات لعام 2019، إلي أنه لا تزال ثمة فجوة كبيرة مستمرة بين النساء والرجال وبين الفتيات والفتيان في النفاذ إلى الإنترنت واستخدامها. فبلغت نسبة النساء المستخدمات للإنترنت على الصعيد العالمي 48 %، مقارنة بنسبة 58% للرجال. ويعني هذا نسبيًا، أن الفجوة بين الجنسين في استخدام الإنترنت عالميًا تبلغ 17%.

وفيما بين عامي 2013 و2019، كانت الفجوة بين الجنسين تقترب من الصفر في الأمريكتين، وتتقلص في كومنولث الدول المستقلة وأوروبا. ولكن في الدول العربية، وآسيا والمحيط الهادئ، وإفريقيا، كانت الفجوة بين الجنسين تتنامى نظرًا لكون مستخدمي الإنترنت الإضافيين منذ عام 2013 رجالًا أكثر منهم نساء.

ومن شأن منح النساء والفتيات نفاذًا إلى الإنترنت والمهارات لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن يعطيهم الفرصة لتأسيس شركات جديدة، وبيع منتجات إلى أسواق جديدة، والعثور على وظائف بأجور أفضل، والنفاذ إلى الخدمات التعليمية والصحية والمالية. وبإمكان توصيل 600 مليون سيدة وفتاة بالإنترنت أن يدفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 18 مليار دولار.

ويواجه الاتحاد الأوروبي نقصا لا مثيل له في مهنيي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتمثل النساء 52% من سكان أوروبا، ومع ذلك لا يشغلن سوى 15% من الوظائف المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. امرأة واحدة فقط من بين 6 متخصصين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي امرأة في الاتحاد الأوروبي، وخريجة واحدة فقط من بين كل 3 من خريجي ستيم (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) هي امرأة.

ومن المدهش أن النساء في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يكسبن ما يقرب من 20 % أقل من الرجال. إن زيادة ظهور المرأة وتمكينها في الاقتصاد الرقمي من شأنه أن يدفع النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي الأوسع.

وقد أشار " أنطونيو جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن المساواة بين الجنسين هي قضية من قضايا حقوق الإنسان، ولكنها أيضًا في مصلحتنا جميعًا: الرجال والفتيان والنساء والفتيات. وإن عدم المساواة بين الجنسين والتمييز ضد المرأة يضرنا جميعًا.

وأضاف غوتيريش أن هناك أدلة دامغة على أن الاستثمار في المرأة هو أنجع وسيلة لإنقاذ المجتمعات والشركات والبلدان. ومشاركة المرأة تجعل اتفاقات السلام أقوى، والمجتمعات أكثر صمودًا والاقتصادات أكثر قوة... وإن المساواة بين الجنسين هي العمل غير المكتمل في عصرنا.

ويشجع الاتحاد الدولي للاتصالات، باعتباره وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، العمل على تحقيق التوازن بين الجنسين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على جميع المستويات من خلال العديد من المبادرات ومنها مبادرة الشراكة العالمية للمساواة بين الجنسين في العصر الرقمي (EQUALS)، وهي شراكة عالمية لأصحاب مصلحة متعددين تلتزم بسد الفجوة الرقمية بين الجنسين.

كما أطلق كل من الاتحاد وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي، مبادرة جديدة هي "الفتيات الإفريقيات يستطعن التشفير" (AGCCI)، بهدف تزويد الفتيات والشابات في إفريقيا بمهارات المعارف الرقمية. وبذلك تستهدف المبادرة تمكين المزيد من الفتيات والشابات من عمل دراسات ومزاولة مهن في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وينسجم دعم تعليم النساء والفتيات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدف 5 الذي يهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات من خلال عدة مجالات منها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ولا يسهم توفير الوظائف في قطاع التكنولوجيا فحسب في انتشال النساء من براثن الفقر، وإنما أيضًا في قيام قطاع متوازن بين الجنسين يوفر وظائف في المستويات المتوسطة والعليا، ويمكِّن النساء الموهوبات من القفز إلى أعلى السلّم المهني. وهذا يعود بالنفع على الجميع.

وتهدف المبادرة إلى تهيئة بيئة عالمية لتمكين وتشجيع الفتيات للالتحاق بوظائف في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتنامي، والذي يمكن الفتيات وشركات التكنولوجيا من جني فوائد زيادة مشاركة النساء في هذا القطاع. فالتطور السريع لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يحتاج إلى مواهب كبيرة، بما يعني وجود فرص واسعة للنساء المؤهلات في الميادين التقنية.

ويقدر الاتحاد الدولي للاتصالات أنه خلال السنوات العشر المقبلة، سيكون هناك أكثر من مليوني وظيفة تكنولوجية شاغرة بسبب نقص المتخصصين الرقميين. وستصبح الفتيات والشابات اللواتي يدرسن علوم الترميز وتطوير التطبيقات وعلوم الكمبيوتر في وضع جيد لنجاحهن المهني في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ كما أصبحت المهارات الرقمية المتقدمة إحدى الميزات القوية للطلاب في أي مجال يختارون متابعته.

وبحلول عام 2020، تتوقع المفوضية الأوروبية أن فجوة المهارات المتصلة بالتكنولوجيا والاتصالات ستزيد عن نصف مليون وظيفة في أوروبا؛ في حين تتوقع وزارة العمل الأمريكية توفير حوالي مليون ونصف المليون وظيفة، أما في كندا فمن المتوقع إنشاء أكثر من مئتي ألف وظيفة متصلة بالحوسبة.

ومن أجل سد هذه الفجوة، تبذل الولايات المتحدة جهودا لتشجيع الفتيات على الالتحاق بهذه المجالات.

وقد أطلقت وزارة الخارجية مبادرة "تيك غيرلز" أو "فتيات التكنولوجيا" بالتعاون مع شركات ومنظمات، لتمكين الفتيات من جميع أنحاء العالم من أن يصبحن قادة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وفي العام الماضي شاركت 28 فتاة من دول عربية في هذا البرنامج الذي تضمن إقامة تدريبات والسماح لهن بمعايشة يوم عمل حقيقي مع كبرى شركات التكنولوجيا. كذلك شاركت فتيات عربيات أيضًا العام الماضي في مسابقة "تكنوفييشن"، وهي منظمة أهلية تهدف إلى تشجيع الفتيات على دخول حقول التقنية والهندسة والعلوم، وترعى أنشطتها مؤسسات أميركية كبرى مثل جوجل وأوراكل بالإضافة إلى الأمم المتحدة.

ويحتاج قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى مواهب جديدة، ذلك لأن عدد الطلاب الذين يدرسون الرياضيات والهندسة والحوسبة والعلوم غير كاف. ومما يفاقم هذه المشكلة أن عدد الطالبات في المجالات التقني منخفض للغاية.

ويهيمن العنصر الذكوري على هذا القطاع، ولا سيما في المستويات العليا، أما النساء، في حال انخراطهن في هذا القطاع، فإنهن يشغلن في الغالب وظائف متدنية من حيث المستويات والمهارات.

وتسعى الشركات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى اجتذاب ودعم النساء من أجل تنويع القوة العاملة لفائدة أعمالها. كما تتطلع الكثير من الشركات إلى زيادة أعداد النساء في هذا القطاع وخاصة في المراكز العليا لتأثيره إيجابيًا على الأداء المالي.

ويسعى الاتحاد الدولي للاتصالات إلى تشجيع التوازن الجنساني في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مختلف الأصعدة المهنية. كما يسهم توفير الوظائف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إنقاذ النساء من هوة الفقر، كما أن قيام قطاع متوازن جنسانيًا يوفر وظائف في المستويات المتوسطة والعليا، ويمكن النساء الموهوبات من القفز إلى أعلى السلّم المهني، لما يعود بالنفع على الجميع.