رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنمر وذكره في القرآن.. كيف تعاملت دارالإفتاء مع أزمة كورونا؟

دارالإفتاء
دارالإفتاء

حالة من الدلية فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم، بينها ما هو ثقافي تبلور حول كيفية تناولها في الأدب مع ظهور بعض القراءات القديمة لعدد من الكتاب، تم الترويج على أنها تنبوأ بالوباء الضاري، وطبيا حول ما إذا كان مخلق كسلاح بيولوجي قبل أن تفقد الجهة المصنعة سيطرتها عليه، أم نتاج عادات سيئة في تناول الطعام أو النظافة، لكن دينيا، كان له العامل الأكبر من المناقشة وتباين وجهات النظر، كونها فكرة تهم قطاع عريض، عقب الاتجاه لإلغاء التجمعات الدينية بإغلاق الكنائس والمساجدأيضا الاحتفالات المرتبطة بالشعائر.

دار الإفتاء المصرية، تصدت منذ البداية للقضايا الجدلية التي فرضت على الساحة بفعل تفشي فيروس كورونا المستجد، من تعليق الصلاة في المساجد مرورا بإلغاء العمرة وصيغة الأذان الحالي، حتى تجريم التنمر والتصدي لمحاولات تكريم وتعظيم المتوفين أو الحاملين للفيروس، ناهيك عن مواقف أخرى، ترصدها "الدستور" في التقرير التالي.

مواجهة التنمر ضد مصابي كورونا

بعدما أكدت العديد من المصادر الطبية والإعلامية عن خوف بعض من المصابين بفيروس كورونا الإعلان عن ذلك خوفا من التنمر، الأمر الذي يتسب في استمرار ونشر العدوي، نتيجة تعاملهم مع المقربين منهم بصورة طبيعية، أصدرت دار الإفتاء فتوى نشرت عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أكدت فيها أن التشاؤم والاستهزاء والتحقير والتنمر بالمصابين والمرضى سلوك ذميم منهيٌ عنه شرعًا.

منع دفن موتى كورونا تعد على حق الله

بعدما رفض أهالي قريتين دفن متوفيين إثر إصابتهم بفيروس كورونا، وتجمهروا أمام سيارات الإسعاف، الأمر الذى أدى إلى استدعاء رجال الأمن لدفن الضحايا،
وانتشرت حالة من الجدل حول مؤيد ورافض لعملية الدفن، من هنا جاء رد دار الإفتاء مؤكدة أن منع دفن متوفى كورونا تعد على حق الله والعباد وغير جائز شرعا.

كورونا مثل الطاعون ومن مات به فهو "شهيد"

أعلنت دار الإفتاء، في فتوى رسمية، أن الوفاة بسبب فيروس كورونا تدخل في باب الشهادة، لكونه يندرج تحت اسم الطاعون، وهو عند كثير من المحققين يعني المرض والوباء العام.

وذكرت في فتوى لها سابقة منذ شهر مضى تقريبا، أن الوفاة بسبب فيروس ڪورونا تدخل تحت أسباب الشهادة الواردة في الشرع الشريف، بناءً على أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض.

وأضافت أن هذا المرض داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطورة وشدة ضرر، وهو أيضًا معدود من الأوبئة التي يحكم بالشهادة على من مات بسببها، فمن مات به فهو شهيد، له أجر الشهادة في الآخرة، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي، من تغسيل وتكفين وصلاة عليه ودفن.

لا صحة لوجود فيروس كورونا فى القرآن

قالت دار الإفتاء عبر صفحتها الشخصية في الربع الأخير من شهر مارس الماضي، إن ما انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود بعض آيات في القرآن تدلل على فيروس كورونا أمر غير صحيح، مؤكدة أن هذا تدليس على القرآن وتحريف لمعنى آيات الله عز وجل.

وأضافت: "نحن نؤمن بأن الله عز وجل أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله والدعاء، فعلاج هذا الأمر هو اتباع التعليمات الصحية من وزارة الصحة والدعاء إلى الله عز وجل برفع الوباء، وليس بنشر الخرافات ومحاولة إثبات شيء ليس له أساس من الصحة".

دعوات تجمع المواطنين "خبيثة" وحرام شرعا

حذرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من دعوات تجمع المواطنين فى الشوارع، قائلة: "أي دعوة لتجمع المواطنين الآن في الشوارع وفي أي مكان وتحت أي شعار وبأي ذريعة هي دعوة خبيثة وحرام شرعًا ولا يراد بها وجه الله".

وتابعت: "الالتزام بما تقرره السلطات المختصة لحماية الناس من الأوبئة والأمراض واجب شرعي ووطني ومن يخرج عن هذه الإجراءات تحت أي ذريعة آثم شرعًا".

هل فيروس " كورونا " عقاب من الله؟

أجابت دار الإفتاء المصرية، على تساؤل: "هل انتشار فيروس كورونا عقاب وبلاء من الله؟، وقالت من خلال صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك: "الجزم بأنه الوباء عقاب من الله لا يصح لأن هذا أمر غيبي، والذي على الإنسان أن يفعله في مثل هذه الأزمات عموما أن يرجع إلى الله بالتوبة الصادقة والاستغفار ويكثر من الأعمال الصالحة، فهذا من أسباب رفع البلاء، والله تعالى يقول (ظوَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ).