رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد الحلواني: أعمال مصرية وعربية وعالمية ستتناول فترة كورونا

أحمد الحلواني
أحمد الحلواني

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدًا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا"، استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيًا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.

وفي هذا السياق يقول الكاتب "أحمد الحلواني": الكورونا... هناك من يظن بوجود مؤامرة كونية شيطانية للقضاء على البشر، كما يرى "وليم جاي كار" في كتابه "الشيطان أمير العالم" أو هي محاولة أمريكية لتدمير الاقتصاد الصيني، أو هو عقاب إلهي نتيجة ما يقوم به العالم من اضطهاد المسلمين.

كانت الأوبئة قديمًا كالطاعون أو الكوليرا تخص وتصيب دولًا بعينها، ولكن التقدم الكبير في وسائل الانتقال وتحويل العالم لقرية صغيرة ساعد في سهولة انتشار فيروس كورونا في العالم أجمع.

وقد استلهم عدد من الأدباء قديمًا الكثير من القصص أو الأشعار لوصف مشاهد إنسانية دامية، كما فعل الكاتب الفرنسي "ألبير كامي" في روايته الشهيرة "الطاعون"، وإن كانت الرواية تعتبر رمزية لاجتياح الألمان أوروبا، إلا أنه برع في وصف الرعب الذي يصاحب انتشار الطاعون، وهناك رواية "الطاعون في نيويورك" للكاتبين الأمريكيين "جينيث كرافنوس" و"جون مار".

تابع مؤلف رواية "طقوس الغواية": أما أشهر وأبرز الأفلام المصرية التي تحدثت عن الأوبئة فكان "اليوم السادس" للمخرج الشهير يوسف شاهين، بطولة الفنانة العالمية "داليدا"، والمأخوذ عن رواية حملت الاسم نفسه للكاتبة والشاعرة "أندريه شديد"، كذا فيلم "صراع الأبطال" للمخرج "توفيق صالح"، وبطولة "سميرة أحمد" و"شكري سرحان"، الطبيب الشاب الذي يبحث عن أسباب وفيات أهل القرية الغامض، ليكتشف في النهاية أنه وباء "الكوليرا".

وهناك رواية "الموت في البندقية" للكاتب الألماني "توماس مان" والتي تحولت لفيلم سينمائي، ولا ننسي طبعًا "جارسيا ماركيز" وروايته الشهيرة "الحب في زمن الكوليرا" والتي تحولت لفيلم سينمائي.

وبعيدًا عن تلك الأمثلة أظن أن تلك الجائحة التي هزت أركان العالم سيكون لها تأثيرات كبرى في المستقبل القريب في شتى نواحي الحياة، فمن الناحية الاقتصادية ستمر دول العالم بكابوس خطير سيطيح بالكثير من الدول والشركات الكبرى.

ومن الناحية الاجتماعية ربما سيكون لها تأثير بعيد الأثر سيحمل الكثير من القصص الإنسانية عن فراق الأحبة الذين حصدهم هذا الوباء، ومشاعر الناس في هذا الحصار والعزل وحظر التجوال، والخوف من العدوى وانتقالها، وأظن أن هذا سينعكس بشكل أو بآخر على إبداعات الكتاب ما بين قصة ورواية ومسرحية وشعر، وسنشهد في الشهور المقبلة أعمال مصرية وعربية وعالمية ستتناول تلك الفترة؛ ولقد قرأت فعلًا بعض هذه الإبداعات في الفترة الماضية.

وأعتقد أن هذا التأثير سيمتد لي بطرق مختلفة لتصوير الواقع المرير، وما يشغل تفكيري الآن كم السخرية التي تحمل طابع الكوميديا السوداء المنتشرة في المجتمع المصري على وجه الخصوص، وهي حالة غريبة فعلًا، وهذا هو حال مصر وشعبها في مقاومة كل ما يواجهها من صدمات أو كوارث على مرِّ التاريخ.
والحقيقة وكأني كنت أستشرف المستقبل، فكتبت رواية تاريخية أتمنى أن تنشر في الأيام القادمة، تتناول وباء الطاعون وما حدث في مصر في مرحلة شديدة القسوة وهي فترة "الشدة المستنصرية" في عصر الفاطميين، وكيف عانى الشعب المصري خلال تلك المرحلة لحظات أقل ما يقال عنها أنها مروعة.