رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغربي عمران: العالم بعد كورونا سيكون أكثر إنسانية وتماسكًا

الغربي عمران
الغربي عمران

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا، وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.

وفي هذا السياق يقول الروائي اليمني "الغربي عمران": كلي إيمان بقدرة الإنسان على تجاوز رعب هذا الفيروس٬ وما عاشته البشرية من قنوط سيكون قريبا من ذكريات الماضي.
وأتخيل المجتمع البشري مابعد كورونا٬ مجتمع أكثر انسانية وعقلانية٬ فكورونا ليس شر مطلق.. إذ له وجه إيجابي إلى جانب وجهه القبيح.. والايجابي يتلخص أن الأفكار الأكثر تنوير ستأخذ مساحة أوسع بعد كورونا.. وأن التأثير الديني والقومي والعنصري..وتلك الأفكار والثقافات التي نشرت الكراهية وجزأت العالم دينيا وقوميا من قبل نخب تستخدم تلك الأدوات لمزيد من السيطرة والتسلط والاستغلال ستتهاوى.

تابع مؤلف "مصحف أحمر": أتساءل هل كانت الإنسانية بحاجة إلى كورونا.. حتى يزدهر فكر التآخي والتكامل والسلام والحرية.العالم بعد كورونا سيكون أكثر تماسك وأكثر عقلانية وسلام.. فكورونا دفعنا لاستخدام العقل والتخلص من الخرافات.. وبالعقل سننتصر عليه وعلى التخلف واستشراء العداء.. وهو ما تعلمته البشرية من كارة كورونا. فشكرا كورونا.

منذ فجر الأدب والفكر والفن.. وكافة المبدعون يدعون الإنسانية للمحبة والسلام من خلال نتاج ضخم.. يدعونها للحرية وإلى إنسانية واحدة.. بألواننا وتباعد قاراتنا.. وأعراقنا ولغاتنا... ويرفضون التجهيل والخرافة الدينية.. وكل ما يفرق الإنسانية. اليوم كورونا يؤكد ما يدعوا إليه الأدب والفكر والفن منذ قرون.
كورنا وجه الجيوش لتنزل أحياء وشوارع وأسواق المدن لتطهيرها من منه بدل الإقتتال.. وجعل الأطباء ومعامل ومخابر العالم تتبادل وتتحد لمواجهته.. جعل الإنسانية تقف ولأول مرة موقفا واحدا.. هذا نصر للأدب والفن والفكر الداعي للمحبة الإنسانية.. والتكامل بعيدا عن دعوات الفرقة والعداء.. إذا أدب ما بعد كورنا سيكون اكثر حرية واكثر تأثيرا لبلوغ كوكب أكثر إنسانية.

أنا جزء من فكر وأدب إنساني جديد.. إن لم أكن قد رافقت كورونا. وما سيكون عليه العالم بعد كورونا.. سيكون مغاير لما كان قبله.. فكورونا فاصل بين حالتين.. وأعني بين عقليتين.. ما سبق كان للدين والدعوات العنصرية والقومية أثر في نشر ثقافة لا انسانية.. ما بعد كورونا إنسانية متفتحة على كل ما هو جميل.. على تكامل وسلام.. على حرية.. على حب يلف الكوكب.. على عقل يفكر بصوت عالي..