رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سراج منير: كورونا سيغير طريقة الحكايات الديستوبية

سراج منير
سراج منير

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد كورونا.

وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد كورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يذهب الكاتب الطبيب٬ دكتور "سراج منير" إلى أن عالم ما بعد كورونا سيعاني كثيرا من الآثار الاقتصادية التي بدأت من الآن تظهر على كل الشعوب من الشرق للغرب. قد تغير الحكومات أولوياتها وتعطي قدرا أكبر من موازنتها للصحة والتعليم والبحث العلمي لأننا نرى الآن أقوى دول العالم تعاني من نقص الإمدادات الطبية ونقص الكوادر الطبية وهو ناتج بالأساس عن سياسات تقشفية تجاه القطاع الصحي في العديد من الدول.

وتابع صاحب روايتي "نياندرتال" و"ربيع الشتات" موضحا في تصريحات خاصة لـ"الدستور": من المحتمل أن تتغير موازين القوى في العالم فنشهد صعودا للصين وتراجعا للولايات المتحدة الأمريكية كذلك سيشهد الاتحاد الأوروبي مزيدا من الضعف والانقسام وقد بدأت بوادره أثناء هذه الأزمة ولا يزال الموضوع في تطور. من التغيرات المهمة في رأيي أيضا أن الناس بدأوا يتفهمون قيمة العلم الحقيقي والطب المبني على الدليل وتنكشف أمامهم يوما بعد يوما تفاهة الطب الزائف وكذب المدعين وفشل الجهل لكن هذا التأثير قد يكون مؤقتا مع الأسف.

من ناحية التأثير الأدبي سنرى هناك العديد من الأعمال الأدبية الجادة التي ستدور في فلك تلك التجربة الفريدة التي يعيشها العالم بمآسيها ومفارقاتها الغريبة وسيكون هناك أعمال يظهر الوباء في خلفية أحداثها وأثره على تطورات أحداث بعينها داخل العمل. أتوقع أن تكون هناك المئات من الأعمال الساذجة أيضا التي ستتناول الموضوع بشكل سطحي وأتوقع أن نرى الكثير منها في معرض الكتاب القادم.

هناك أمر آخر وهو تغير طريقة الحكايات الديستوبية التي تقوم على فكرة الوباء٬ فلن تكون تلك الصورة للوباء الذي يقضي على الملايين في أيام وإنما الوباء الذي يحاصر الناس ويجعلهم حبيسي منازلهم محاطين بالخوف من الوباء ومن الفقر الذي ينتج من محاولات احتوائه.