رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولاد الأصول.. أطباء عن إغراءات أمريكا: «مصر أَوْلى بينا»

أطباء
أطباء

رفض عدد كبير من أطباء مصر التجاوب مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم تسهيلات بشأن تأشيرات العمل وزيارة أراضيها للأجانب العاملين فى القطاع الصحى، ضمن جهود مواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد.
وأكد أطباء، تحدثت إليهم «الدستور»، أنهم باقون فى مصر حتى القضاء على الفيروس، مشددين على أنهم لن يتخلوا عن المرضى مهما كانت الإغراءات، مشيرين، فى الوقت ذاته، إلى أنهم لا ينتظرون أى مقابل لخدماتهم بالأساس، بل هم «درع مصر ولن يتركوا أهلها مهما حدث».
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، على موقعها، أن أمريكا تشجع قدوم العاملين فى المجال الصحى للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة، وخصت أولئك الذين يعملون فى مجال مكافحة الوباء، داعية الأطباء والممرضين وغيرهم من ذوى الاختصاص، فى حال وجود رغبة لديهم فى العمل بالولايات المتحدة، للاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية أمريكية لتحديد موعد للحصول على التأشيرة.

منى صلاح: لن نترك بلدنا فى «حالة حرب».. وإجراءات الدولة الوقائية قوية

رأت منى صلاح، الطبيبة بمستشفى السويس العام، أن فتح الولايات المتحدة الأمريكية باب استقبال أطباء العالم للعمل لديها أمر يدعو للسخرية، قائلة: «دلوقتى بقينا حلوين ومؤهلين والفيزا سهلة».
وأضافت «منى»: «رأيت الخبر منتشرًا على مواقع التواصل الاجتماعى، وبالطبع أرفض هذه الفكرة، وأرى أن جميع أطباء مصر يرفضونها أيضًا، فالأزمة الحالية تستدعى الوقوف إلى جانب أهلنا المصريين، لذا لن أترك بلدى وأذهب إلى أى مكان، وسأساعدها فى تجاوز المحنة».
وأشار إلى أن «مصر تحتاج الآن إلى كل طبيب وطبيبة فنحن فى حالة حرب، والمعدن الأصيل يظهر فى تلك الأوقات، ولن نترك بلدنا إلى أن ينصرنا الله على هذا الفيروس اللعين، الذى تسبب فى وجود عدد كبير من الوفيات بمختلف أنحاء العالم».
وأشادت بالإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة المصرية لحماية المواطنين من وباء «كورونا»، وبالإجراءات التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى لحماية المتضررين.
ونصحت المواطنين بتناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة، بحانب الاهتمام بنظافة الخضروات والفواكه قبل تناولها، وتناول السوائل الدافئة والعصائر الطبيعية، والابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التى بها تجمعات كبيرة، والاهتمام بغسيل الأيدى جيدًا بالماء والصابون مدة لا تقل عن ٣٠ ثانية.

هبة صالح: لن نكون دروعًا بشرية للأمريكيين

رفضت هبة صالح، الطبيبة بمستشفى السويس العام، الفكرة أيضًا، مشددة على أنه فى ظل انتشار هذا الوباء فلا يمكن لأى طبيب أن يترك بلده ليساعد بلدًا آخر.
وقالت «هبة»: «لا أملك الكثير من المعلومات عن الإعلان الأمريكى، ولم أسع لأعرف الكثير، ما أعرفه هو أننى لن أترك مصر فى هذه الظروف، رغم تعرض الأطباء لظلم كبير».
وأضافت: «أرى بكل وضوح أن أمريكا تريد أن تجعلنا دروعًا بشرية وتحمى مواطنيها بأرواحنا، وهو أمر غير مقبول، أما هنا فى مصر فالجميع يخافون على حياتى».
وتابعت: «أمريكا تعرض الآن آلاف الدولارات على الأطباء وتطلب منهم إنقاذ الأمريكيين بدلًا من أبناء أوطانهم، لكننا لا نقبل ذلك، وحماية أهالينا أهم من كل كنوز الدنيا».
ورأت أن الوضع فى الشارع المصرى مطمئن، وأن الناس شعرت بالمسئولية، فكل شخص مسئول عن أرواح الجميع، وقالت: «لا بد من الالتزام بعدم الخروج من المنازل، واتباع جميع الإجراءات التى أعلنت عنها وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية».
وذكرت أن «أى تقصير سيتسبب فى حدوث نقص حاد فى أجهزة التنفس الصناعى وأسرة العناية المركزة، وهذا التحدى يواجه جميع الدول»، مختتمة: «أرجو من الله أن ينقذنا من هذه الأزمة دون وقوع خسائر كبيرة، وعلينا أن نلتزم بإجراءات الوقاية لحماية الأهل والأحباب، وتناول الأطعمة المفيدة لتقوية المناعة».

عبدالرحمن محمود: باقون هنا حتى إزاحة الغمة
قال عبدالرحمن محمود، طبيب الطوارئ والعناية المركزة بمستشفى الحجر الصحى فى إسنا بمحافظة الأقصر، إن أطباء مصر يبذلون كل الجهود الممكنة حاليًا لمساعدة المرضى، موجهًا الشكر للمتطوعين بمستشفى الأقصر الدولى الذين وصلوا بتاريخ ٢٠ مارس الجارى، وتمكنوا من مساعدة حوالى ٧٥ حالة وأسهموا فى شفاء الكثير منهم.
وأضاف «محمود»: «ولدت فى إنجلترا، وعلى الرغم من ذلك فلن أترك مصر لأذهب إلى أى مكان، إلا عندما يزيح الله هذه الغمة، فالأهل أولى بالمساعدة، وبعد ذلك من الممكن أن نساعد غيرنا ولكن بعد الاطمئنان على جميع المصريين».
وأشاد بجهود القوات المسلحة ضمن الإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة للحفاظ على صحة المواطنين، ومنها تطهير جميع المنشآت الحيوية.
وطالب المصريين بعدم الاستهتار، والتزام المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة حتى لا يصبحون فريسة للفيروس، ناصحًا بتناول أطعمة تقوى المناعة، والاهتمام بالنظافة الشخصية.

حسام فتحى: نحن خط الدفاع الأول عن أبناء الوطن

أكد حسام فتحى، من أطباء مستشفى العزل الصحى بإسنا، أنه لم يهتم بمعرفة تفاصيل العرض الأمريكى للأطباء الأجانب المتداول على المواقع الإلكترونية، وقال: «الموضوع مريب، لأن أمريكا تنازلت بسهولة عن شروط الانضمام لمنظومتها الصحية، وتتضمن هذه الشروط اجتياز اختبارات شديدة الصعوبة».
وأضاف: «أشعر بأن الأطباء الأمريكيين لا يريدون العمل خوفًا على حياتهم، لذلك قررت الولايات المتحدة الاستعانة بالأطباء الأجانب وقدمت تسهيلات فيما يخص الحصول على الفيزا والسفر للأراضى الأمريكية، ولكن هذا مرفوض بالنسبة لأبناء مصر».
وواصل: «هنا فى مستشفى العزل بالأقصر نساعد المصريين، ونعمل ليلًا ونهارًا حتى ننتصر على هذا الوباء، فنحن دروع لأبناء الوطن، وخط الدفاع الأول عنهم»، مشيرًا إلى أن إيطاليا أيضًا تبحث الاستعانة بأطباء أجانب، خاصة المصريين، لأن أغلب أبناء إيطاليا المصابين الذين كانوا يزورون مصر كسياح تعافوا من الفيروس.
ونصح المواطنين المدخنين بالابتعاد عن التدخين، سواء الشيشة أو السجائر، لأن هذا سيضعف فرصتهم فى النجاة، مطالبًا الجميع بتناول الأطعمة الصحية لتقوية المناعة، خاصة مرضى السكر لأنهم أصحاب مناعة ضعيفة.
وأشار إلى أنه يجب الإكثار من تناول البيض واللبن والأسماك لما تحتويه من فيتامين د، والاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار.

حسام أحمد:
هنفضل نحمى بلدنا لآخر يوم فى عمرنا
شدد الطبيب حسام أحمد، استشارى الطب الوقائى، على أن العرض الأمريكى مرفوض جملة وتفصيلًا، وقال: «فى الماضى كانت أمريكا ترفض طلبات الهجرة والعمل والدراسة، وكانت تتهمنا بأننا غير مؤهلين، والآن تتمنى أن نزورها فقط».
وأضاف «أحمد»: «نحن العمود الفقرى للوطن فى الوقت الحالى، وجيش مصر الأبيض، وهنفضل نحمى بلدنا لآخر يوم فى عمرنا، ولن نتوقف عن النضال حتى ننتصر على الوباء ويعود الأمن مرة أخرى».
ووجه الشكر إلى الممرضين والممرضات الذين يواجهون وباء «كورونا» فى مصر، متابعًا: «أنا طول الوقت وسطهم وفى كل لحظة بحاول ولو بكلمة أوصلهم كم الشكر والامتنان لوجودهم جنبنا وفى ضهرنا، الممرض دراعى اليمين والشمال وعينى ورجلى، أنا كطبيب لو بتعرض مرة للعدوى هو بيتعرض ١٠٠ مرة، أنا من غير الممرض والممرضة اللى بيساعدونى مش هقدر أعمل حاجة».
ونصح المواطنين باستخدام المطهرات والاهتمام بالتغذية السليمة، وعدم تناول أى طعام خارج المنزل، خاصة أن الوضع أصبح مقلقًا للغاية، مع تزايد أعداد المصابين، خاصةً فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تحولت لبؤرة لانتشار الفيروس مع إيطاليا وألمانيا وعدد من الدول الأوروبية.