رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شباب الخير».. متطوعون من خريجي طب وصيدلة يطرقون الأبواب للتوعية من كورونا

شباب الخير
شباب الخير

تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم، وينكوي منها الجميع، غير أنه على الجهة الأخرى هناك محاولات دائمة من تحجيم الأزمة، فالكل يحاول نشر خبراته في التعامل، صور وفيديوهات توضيحية توضح كيفية التعامل والوقاية، ولكن هناك شريحة كبيرة من المصريين لا يتعاملون مع السوشيال ميديا، ولا يملكون رفاهية أو إمكانية الدخول على صفحات التواصل الاجتماعي ومعرفة المزيد من الوقاية.

من هنا بدأت حملة تطوعية بطلها خريجى وطلبة كليات الطب والصيدلة والعلوم، بعدما قرروا أن يكون لهم دور ميداني لتوعية الناس من "فيروس كورونا" خاصة الذين لا يستطيعون معرفة المزيد عن الفيروس، ولا يعلرفون أي تفاصيل عنه، فكانت البداية في إحدى القرى التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، فطرقوا الأبواب وعلّموا الجميع تفاصيل التعامل مع الفيروس، وفي حال الشك كيف يتصرفون بشكل علمي سليم.


جاءت هذه الحملة في إطار الواجب الوطني الذي يقوم به عدد كبير من المصريين خلال الفترة الأخيرة، لمواجهة أزمة "كورونا" في مصر، والتصدي له بكل الطرق الممكنة، واختار هؤلاء الأشخاص أن يبدأوا حملتهم داخل القرية التابعين لها، لحث قاطنيها على الإجراءات اللازمة لحين الانتهاء من الأزمة.

«الدستور» تواصلت مع مجموعة من الطلبة والخريجين الذين شاركوا فى هذا العمل البطولى، وحكوا مشاهد عظيمة عبرت عن حرص أبناء مصر على مصلحة بلادهم، واشتراكهم جميعًا فى مواجهة أزمة "كورونا".

منسق الحملة: نستهدف الأماكن الأكثر فقرًا للمعلومات الطبية حول "الكورونا"

هاني طايع، أستاذ الحاسب الآلي في قرية كفر أبو ناصر التابعة لمركز دكرنس، وهو منسق الحملة التي تطوع بها شباب القرية من كليات الطب والصيدلة، بعد أن طلب منهم التجمع صباح كل يوم لنشر الوعي الصحي حول فيروس "كورونا" لأهالي القرية، فهم كانوا تلاميذه في الصغر، وبالفعل لم يترددوا في تقديم المساعدات اللازمة.

استطاع "هاني" تكوين فريق من طلاب القرية تجاوز عدده 20 فردًا حتى هذا الوقت، جميعهم لديهم معلومات طبية كافية حول كيفية اتباع إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا"، وطرق إرشاد أهالي القرية عن الفيروس بشكل صحيح بعيدًا عن الأقاويل التي تردد.

الفكرة راودت ذهن "هاني" حين كان يسير في القرية منذ أيام، وسمع قاطنيها يتداولون معلومات خاطئة حول الفيروس، بل كان أغلبهم لا يعرف شئ عنه من الأساس، لذا قرر على الفور التواصل مع تلاميذه القدامى الذين التحقوا بكليات الطب والصيدلة، لعرض الأمر عليهم والانتشار في منازل القرية سريعًا لنشر الطرق الصحيحة المتبعة مع "كورونا".

"معظم أهالي القرية من كبار السن، وميعرفوش حاجة عن السوشيال ميديا"، يقول "هاني" خلال حديثه مع "الدستور"، إن قاطني القرية لم يحصلوا على المعلومات الكافية عن فيروس "كورونا" بسبب عدم إطلاعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم يسمعون اسم الفيروس يتردد بين والحين والآخر فقط، لذا كان من الواجب إرشادهم بالأمر.

"حاولت الاستفادة من فترة الإجازة الدراسية، وتواصلت مع الطلاب للتجمع يوميًا، وتوزيع أنفسهم على منازل القرية، مستخدمين الأوراق الرسمية التابعة لوزارة الصحة من حيث الإرشادات حول الفيروس، كما نتحدث معهم عن أي استفسارات تخص المرض، وكيفية التعقيم والتطهير، وحماية الأطفال من التعرض لأي فيروسات"، بحسب "هاني".

يبحث "هاني" وفريقه عن الأماكن الأكثر افتقارًا للعوامل المادية والعلمية، كونهم الأكثر احتياجًا لهذه المعلومات الهامة، مشيرًا إلى أن فريق الحملة يملك المعلومات الطبية الكافية حول التعامل مع الفيروس، ولم يقتصر دورهم على ذلك فقط بل حاولوا تجميع كمية معينة من الكمامات الطبية، وتوزيعها على الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

اختتم "هاني" حديثه معبرًا عن آماله في القضاء على فيروس "كورونا" في أقرب وقت، فهو يحاول تأدية أبسط الأدوار الوطنية التي تحتاج إليها الدولة في الوقت الحالي للمرور من الأزمة، وعن رد فعل أهالي القرية تجاه الحملة "الحمد لله الفكرة أثبتت نجاحها من أول يوم، وناس كتير كلمتني عشان تشارك معانا".

إسراء: نطرق أبواب المنازل صباح كل يوم لنشر التوعية حول "كورونا"
قالت إسراء أشرف، طالبة في كلية الصيدلة بجامعة المنصورة، وعضو بالحملة، إنها كرست جهدها في الفترة الحالية لتقديم أكبر قدر من المساعدات لأهالي القرى الصغيرة الذين يفتقرون المعلومات الطبية الصحية حول التعامل الجيد مع فيروس "كورونا"، إيمانًا أن هذا هو الوقت المناسبة لقديم دور وطني ولو بسيط لهذه البلد التي طالما احتضنت أولادها.

اكتشفت الفتاة من خلال حكم عملها في صيدلية داخل القرية، أن الأهالي لديهم استهتار واضح حول كيفية التعامل مع الأمور الصحية، بل أن هناك العديد منهم لا يعرف شيء عن "كورونا"، بل يعتقدون أنه مجرد اسم دعائي يتردد على الشاشات التليفزيونية، لذا قررت على الفور المشاركة في الحملة وسرعة توجيه هؤلاء الأشخاص لاتباع الأساليب الوقائية اللازمة للفيروس.

أما عن هدف الحملة الأساسي "توعية أهالي القرى من خطر الفيروس، والحفاظ على صحتهم وصحة أطفالهم من خطر الإصابة بأعراض المرض في لحظة من عدم الإدراك بالأمر، لذا نتحدث معهم بشكل واضح عن الفرق بين الفيروس وإنفلونزا البرد الطبيعية، ونخبرهم بالأدوية الممنوعة في الوقت الحالي، والأدوية التي تقوي المناعة.

عوض: ننشر الأساليب الوقائية داخل القرية.. واستطعنا توعية العديد من الأهالي

عوض خطاب، أحد خريجي كلية العلوم دفعة 2015، شارك في الحملة فور أن أخبره معلمه بالهدف منها، رغبة منه في تقديم المساعدة، ورأى أن مساعدة أهالي قريته واجب عليه كان من المفترض تأديته فور ظهور الفيروس، وبالفعل يتوجه الشاب يوميًا للطرق على منازل القرية لنشر التوعية حول "كورونا".

"دايما في وقت الأزمات بيظهر معدن المصريين الحقيقي، ودا ظهرلنا في دعوات الناس لينا".. بتلك الكلمات عبر "عوض" عن المشاعر الطيبة التي استقبلها بعد تجوله داخل العديد من منازل القرية، ورد الفعل الإيجابي الذي لاقاه في تعامل الأهالي معه، بعد أن استفادوا من المعلومات الطبية التي قُدمت لهم بخصوص فيروس "كورونا".

وجه "عوض" شكره خلال حديثه للمتفاعلين على صفحات التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الخاصة بفيروس "كورونا"، كونهم سهلوا مهمة الحملة في إرشاد أهالي القرية عن الأمر، مشيرًا إلى أن الحملة يجب أن تكون على مدى واسع، من خلال مشاركة متطوعين أخرين لتغطية احتياجات القرى والمراكز الأخرى.

علياء: غياب وعي الأهالي حول "كورونا" كان السبب في مشاركتي

علياء أشرف، طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة حورس، وإحدى عضوات الحملة المتطوعات، تقول لـ"الدستور"، إن هدف الحملة هو توعية الأشخاص الذين ليس لديهم وعي عن عن خطورة المرض، والذين لديهم وعي أيضًا حتى تزيد من وعيهم، عن كيفية تجنب هذه الخطورة، وحماية ذويهم بأقل الإمكانيات المتاحة، حتى نستطيع مرور هذه الأزمة بسلام.

"نأمل أن تشاهد القرى المجاورة ما نفعله في قريتنا، ويحاولون تكرار الأمر للوصول إلى أكبر قدر من الأشخاص الذين لا يملكون المعلومات الكافية عن الفيروس، فهناك أهالي عدة لا تعرف ما هو الفيروس من الأساس، من واجبنا أن نشردهم ونخبرهم عن طرق الوقاية اللازمة حتى لايفقدوا أرواحهم هباءً". تقولها "علياء".

تستعد الفتاة صباح كل يوم للتجمع مع أعضاء الفريق، وتقسيم أنفسهم إلى مجموعات ثنائية تجول منازل القرية، مستخدمين أدواتهم الوقائية من قفازات يدين، وكمامات طبية، وأدوات التعقيم والتطهير، والإرشادات المرفق بها صور لطرق اتباع الأساليب الوقائية اللازمة مثل غسل اليدين، وعدم لمس الأنف أو الفم، بجانب ضرورة ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.

ندى: الأهالي استجابت بشكل قوي.. ونحاول التوسع بأكبر قدر ممكن
ندى أشرف، طالبة في الفرقة الثالثة بكلية الأسنان، شاركت في الحملة التي تم انطلاقها داخل قريتها، بهدف توعية أكبر قدر من أهالي القرية حول فيروس "كورونا"، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية، والحفاظ على القرية الصغيرة من دخول الفيروس بها.

تحكي الفتاة عن أبرز المواقف التي قابلتها عند طرق الحملة لباب منازل القرية، خلال حديثها مع "الدستور"، مشيرة إلى أن هناك عدد كبير من الأشخاص كان ليس لديه علم بمصطلح "كورونا" من الأساس، والبعض الآخر كان يعلمه اسمًا فقط غير مدركًا بأي معلومات طبية حوله، لذا كان من الضروري تواجد حملة توعية على الفور داخل القرية.

واستكملت: "تلقينا استجابة كبيرة من الأهالي، وبالفعل استعبوا الأمر بكل بساطة وقدروا خطورة الفيروس، وضرورة اتباع الأساليب الوقائية للحفاظ على أرواحهم منه، ونرجو من شباب القرى المجارة بضرورة النزول في الشوارع وطرق أبواب المنازل لتقديم المساعدات اللازمة، حتى نستطيع توصيل أكبر قدر من المعلومات بشكل أسرع".

شيماء: نحاول حجم انتشار الفيروس.. وإرشاد الأهالي لاتباع الإجراءات الصحية

شيماء رمضان، خريجة من كلية طب الأسنان، شاركت كمتطوعة في الحملة التي أسسها شباب القرية، لتقديم الإرشادات الطبية اللازمة للتعامل مع فيروس "كورونا"، توضح هدفها من المشاركة خلال حديثها مع "الدستور"، قائلة: "بنوعي الناس بخطورة المرض عشان نقدر نحجم انتشاره، ويقدروا حجم المسئولية".

استقبلت "ِشيماء" ردود أفعال مختلفة من قبل أهالي القرية حين طرقت أبواب منازلهم، ما بين التصديق والاستنكار والتخوف من فيروس "كورونا"، لكنها لم تيأس من المحاولات المستمرة في إقناعهم بمدى أهمية اتباع الأساليب الوقائئة المعتمدة من قبل وزارة الصحة في مواجهة هذا المرض. 

"الأدوات المستخدمة في الحملة في القفازات والكمامات وبعض الورق الذي يحمل الإرشادات والتعليمات عن الفيروس"، اختتمت الفتاة حديثها برغبتها في توسع الحملة بشكب كبير في القرى المجاورة، منوهة أن هذا لن يتم إلا بمساعدة شباب هذه القرى في أسرع وقت ممكن.

لم يقتصر أعضاء هذه الحملة التطوعية على طلاب كليات الطب والصيدلة فقط، بل شاركن مؤخرًا بعض طالبات الكليات الأخرى، بعد أن درسن الأمر جيدًا، وطرق التعامل الجيد مع مواجهة فيروس "كورونا"، ليؤدين دورهن في هذا الدور البطولى المواجب على كل شاب وفتاة مصرية في مواجهة هذه الأزمة.

مريم: نوزع كمامات طبية على الأهالي بجانب توعيتهم من "كورونا"

مريم سمير، طالبة في كلية تربية إنجليزي، تطوعت في الحملة التي أُطلقت في قريتها لنشر التوعية حول "كورونا"، وحث أهالي القرية على اتباع الإجراءات الاحترازية، موضحة خلال حديثها لـ"الدستور"، أن الأهالي استجابت للدعوة، وتعاونوا معنا في نشر التوعية بعد أن عرفوا حقيقة الأمر. 

وعن مدى توسع الحملة "هناك إمكانية للتوسع في القرى المجاورة، بعد تغطية احتياجات أهالي قريتنا الذين ترعرعنا أمام أعينهم"، تعبر الفتاة عن مدى حبها لقريتها التي لم تتأخر عنها لحظة واحدة من تقديم المساعدة لقاطنيها التي طالما أرادت أن تراهم بخير.

تشير "مريم" إلى الأدوات التي يستخدمونها أثناء طرق أبواب منازل القرية، وهي ورق مصور عن التوعية حول الفيروس، وكيفية غسل اليدين بطريقة صحيحة، وأساليب الوقاية من المرض، والمعلومات الكاملة عن أعراض "كورونا"، بجانب توزيعهم الكمامات على الأهالي، وإرشادهم لارتدائها في الأماكن العامة والمزدحمة.

إسراء: نتبع إرشادات وزارة الصحة في التعامل مع "كورونا"
"نحاول صياغة المعلومات بشكل مبسط يصل إلى الأهالي على الفور"، بدأت إسراء محمد، خريجة كلية الدراسات الإسلامية، حديثها لـ"الدستور"، موضحة دورها في الحملة التوعوية داخل قريتها من فيروس "كورونا"، وهو التواصل المباشر مع الأهالي، وتوزيع الإرشادات المطبوعة من قبل وزارة الصحة والسكان عليهم، وحثهم على ضرورة اتباعها بعد شرحها لهم بشكل سهل.

تحاول الفتاة الوصول إلى الأشخاص الأكثر فقرًا للمعلومات الطبية الصحيحة حول فيروس "كورونا"، خوفًا على مصيرهم من مواجهة الفيروس دون إدراك كامل بالأمر، لذا لم تتردد لحظة واحدة لتشارك في الحملة التي أطلقها شباب قريتها، وتتجه صباح كل يوم لطرق أبواب المنازل وتوزيع كل ما يخص "كورونا" من تعليمات وأساليب وقائية. 

تأمل "إسراء" حاليًا في تغطية قريتها بشكل كامل، والتوسع في القرى المجاورة لمحاربة الفيروس، ومنعه من الدخول إلى القرى المصرية، مطالبة أهالي القرى الأخرى الذي يملكون معلومات كافية حول الأمر بسرعة المشاركة، والانتشار في جميع قرى مصر، من أجل الحفاظ على أرواح المواطنين، وتقديم دور واجب على المصريين في الوقت الحالي.