رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توابع إذلال أحمق تركيا


جائزة هذا العام فى التـ...طبيل، يستحقها المدعو جمال ريان عن تخريجة إصابة الرئيس الروسى فلاديمير بوتن بالإسهال، تبريرًا لمقطع فيديو مهين، عرضته وكالة أنباء روسية حكومية، أظهر شكلًا جديدًا من أشكال الإذلال المتعددة، المتعمدة، التى تعاملت بها روسيا مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق، خلال زيارتهم، الخميس الماضى، إلى موسكو.
كانت وكالة أنباء «روسيا ١» الحكومية قد نشرت، الأحد الماضى، مقطع فيديو، يرصد الدقائق التى سبقت لقاء القمة بين الرئيسين الروسى والتركى، الذى انعقد الخميس الماضى، فى العاصمة الروسية موسكو. وفيه يظهر بوتين وهو فى غرفة الاجتماع وحيدًا، بينما ظل أردوغان فى قاعة الانتظار هو ووفده الكبير. وبعد طول انتظار، قرر أردوغان الجلوس على شىء يشبه المقعد، بينما ظل الوفد المرافق له واقفًا، قبل أن يأذن لهم مسئولون روس بالدخول للاجتماع. وكان لافتًا أن تنشر الوكالة الفيديو تحت عنوان: «أردوغان ينتظر بوتين تحت صورة سوفوروف»، فى إشارة إلى لوحة ألكساندر فاسيليفيتش سوفوروف.
سوفوروف، قائد عسكرى روسى عظيم، سحق أجداد الأحمق فى الحرب التركية الروسية الأولى «١٧٦٨ – ١٧٧٤» ولعب دورًا حاسمًا فى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وحالت قواته دون الإنزال التركى فى شبه الجزيرة، ما منع الأتراك من إشعال حرب جديدة ضد روسيا. وفى الحرب التركية الروسية الثانية «١٧٨٧ – ١٧٩٢»، بدأت معركة «ريمنيك» بـ١٠٠ ألف جندى تركى صاروا ١٥ ألفًا فقط مع نهاية المعركة التى حقق فيها سوفوروف واحدًا من أعظم انتصاراته، ومنحته عنه الإمبراطورة كارترين الثانية «العظيمة» لقب كونت ووسام القديس جورجيوس. وكاترين العظيمة، هى التى ألحقت ١١ هزيمة قاسية بالأتراك، وكان تمثالها ينتظر أردوغان داخل القاعة، التى التقاه فيها بوتين، وتحت قدميها وقف الوفد المرافق له، وزراؤه، غلمانه أو أغواته، فى مشهد مهين آخر.
جمال ريان، لمن لا يعرف، هو أحد العبيد الذين تستعملهم العائلة القطرية الضالة فى قناة «الجزيرة»، وبالتبعية تسلم لجامه ضابط أو غلام تركى. ويُقال إنه من أصول فلسطينية، غير أن سلوكه يؤكد أنه لقيط، مجهول الأصل والهوية. ومن ذلك، مثلًا، وصفه للأحمق التركى بأنه «زعيم الأمة الإسلامية»، فى التخريجة أو التغريدة التى زعم فيها أن «القيصر كان فى التواليت عنده إسهال». غير أن تخريجة ذلك اللقيط ارتدت إلى صدره وصدر مستعمِليه. كما لم يفلح نعيق الغربان ومأمأة الخرفان فى تجميل وجه كبيرهم الذى يزداد قبحًا يومًا بعد آخر.
على عكس هؤلاء، قال مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركى، إن «ما حدث بشأن تناول الإعلام الروسى لما حدث قبيل لقاء أردوغان- بوتين قلة احترام». ولغرفة تحرير وكالة أنباء الأناضول قال جاويش أوغلو، أمس الثلاثاء، إن «الإعلام الروسى يمارس الدعاية السوداء ضد تركيا عند أى خلاف بسيط، ويتراجع عن ذلك حين تتحسن العلاقات».
لم يعلّق الكرملين على محتوى مقطع الفيديو، وعما إذا كان بوتين جعل أردوغان ينتظره عن قصد، بسبب الخلاف بينهما بشأن الوضع فى مدينة إدلب السورية، أم لأسباب أخرى. كما لم يصدر أى تعليق رسمى على إشارات كثيرة، تم تداولها وسبق أن تناولناها، أكدت أن النية الروسية كانت مبيتة، لإذلال الرئيس التركى وأغواته، أو الوفد المرافق له، شكلًا وموضوعًا، قبل وخلال وبعد اللقاء أو القمة. والأرجح هو أن احتقار بوتين لأحمق تركيا تضاعف حين طالبه الأخير بالتشارك فى إدارة حقول النفط فى دير الزور بشمال شرق سوريا. والمعلومة قالها أردوغان بنفسه للصحفيين، الذين رافقوه على طائرته خلال عودته من بروكسل. وطبقًا لما ذكرته وكالة رويترز، فقد زعم الرئيس التركى أن بوتين يدرس العرض، وأضاف أنه سيقدم عرضًا مماثلًا للرئيس الأمريكى.
الصفعة التى تلقاها أحمق تركيا فى روسيا كانت قوية للدرجة التى جعلته يتوسل «دعمًا» من حلف شمال الأطلسى، خلال زيارته إلى بروكسل، يوم الإثنين. وبمنتهى الرُّخص أو الوضاعة، قال إثر لقائه ينس ستولتنبرج، أمين عام الحلف: «على حلفائنا أن يظهروا تضامنهم مع بلادنا وأن يقدموا الدعم الذى نطلبه دون مزيد من التأخير ودون طرح شروط سياسية»، زاعمًا أن حلف شمال الأطلسى يشهد «مرحلة دقيقة، عليه أن يظهر فيها بوضوح تضامنه مع تركيا». ثم أعرب عن أمله فى أن ينفذ الحلف وعوده فى ٢٠١٢ و٢٠١٥ بدعم الدفاع الجوى التركى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الشعب التركى إما غاضب أو غافل أو تم تغفيله وتغييبه. إذ كشف استطلاع رأى أجرته مؤسسة «متروبول» التركية عن أن نحو نصف الأتراك لا يجدون مبررًا لتدخل الجيش التركى فى سوريا ودعمه فصائل مسلحة تقاتل ضد الجيش السورى. بينما لم يبد أكثر من ٢٠٪ اهتمامًا بالموضوع.