رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثروت عكاشة يسمع خبر توليه وزارة الثقافة عبر الراديو في روما

ثروت عكاشة
ثروت عكاشة

تحل اليوم الذكرى الثامنة لرحيل الدكتور ثروت عكاشة، المؤسس الحقيقي لوزارة الثقافة في مصر٬ وشغل المنصب لفترتين: الفترة الأولى 1958 – 1962 أو حين جاء مرة أخرى كنائب رئيس الوزراء ووزير للثقافة في عامي 1966- 1970.

يكشف"عكاشة" في مذكراته كواليس توليه حقيبة وزارة الثقافة التي نشرها تحت عنوان "مذكراتي في السياسة والثقافة" يحكي عن مفاجأة تكليف عبد الناصر له بالوزارة: "لم يكد يحل مساء الثامن من أكتوبر 1958 حتى كنت في رفقة زوجتي نشغل مقعدين في الصفوف الأولى من دار الأوبرا بروما كي لا تفوتنا لفتة أو همسة تبدو من المغني الموهوب بوريس كريستوف الذي كان يقدم أوبرا دوريس جودفون".

وتابع: "ظلت الألحان تتردد في وجداننا بعد انتهاء العرض حتى امتدت يدي إلى مفتاح جهاز الراديو لاستمع كالعادة إلى نشرة أخبار الحادية عشرة من إذاعة القاهرة، فإذا بالخبر الأول الذي يحمل مفاجأة مذهلة فقد كانت القاهرة تذيع قرار تشكيل حكومة جديدة تضم بين أعضائها اسمي وزيرا للثقافة والإرشاد القومي".

وأردف: "انمحت صورة الحفل من فكري وخمدت ومضاته فجأة، وشملني قلق غامر، وشرد ذهني إلى ما ينتظرني من عمل في القاهرة، وبرغم إيماني بأهمية العمل الثقافي إلا أن منصب الوزير ذاته لا مفر من أن يدخلني في غمرة المشتغلين بالسياسة وهم في كل بلاد العالم وليس في مصر وحدها رجال ذوو استعداد طبيعي وطباع خاصة تمليها عليهم حرفة السياسة وأنا على طبع مغاير، فحين انتميت إلى الضباط الأحرار كنت أحمل بين جوانحي شعورا عاما لتحرير الوطن والشعب دون تفكير فى أن أزج بنفسي في غمرة السياسة".

وأوضح":لهذا وبعد نجاح الثورة تنازلت طواعية عن مكانى الذى عرضه علىَّ جمال عبد الناصر فى مجلس قيادة الثورة لزميل فاضل، مبتعدا بنفسى عن تيارات السياسة واضعا نصب عينى أن أقدم لوطنى ما تسمح به إمكاناتى، وكان ظمئى إلى المعرفة يجعل الكتاب أقرب رفيق لى، وكان ولعى بالموسيقى يشدنى إلى مواطن النغم".

واختتتم: "هكذا كانت هواياتى الفنية تستحوذ على أوقات فراغى كلها وتثير فى نفسى ضيقا وتبرما بجلسات الدردشة، وتصبغ خطواتى وتنقلاتى بطابع العجلة التى تترك فى نفوس البعض شعورا بأن فى نفسى تباعدا أو تعاليا، وإن لم تكن تلك حقيقة مشاعرى، بل هى مجرد الرغبة الملحة فى مطالعة كتاب جديد أو سماع لحن شجى".