رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاريوكا».. قصة رقصة أمريكية اقترنت بـ«تحية»

تحية
تحية

جسد الراقصة هو أداتها للتعبير عن إبداعها، لكن الحال يختلف مع الراقصات اللواتي استخدمن أرواحهن، واقترنت شخصياتهن بالحركة لرسم لوحة فنية تسر المشاهد ؛ ولعل "كاريوكا" الأكثر قربًا لهذا الوصف، فمن ينسى ضحكتها، شقاوتها المتلازمة جنب إلى جنب مع حركة ذراعيها وانطلاق جسدها كالفراشة الهائمة على المسرح.

يتزامن اليوم ذكرى ميلاد «بدوية تحية محمد علي النيداني كريم»، من مواليد مدينة الإسماعيلية، التي أصبحت فيما بعد تحية كاريوكا، وقد بدأت في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب أخيها وقسوته، وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام، انضمت إلى فرقتها وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب.

انضمامها لفرقة بديعة مصابني
كان مسرح بديعة مصابني، بمثابة مدرسة لنجوم الفن المصري في عصره الذهبي، فكان الالتحاق بكازينو بديعة يعد شهادة إثبات على موهبة وميلاد نجم جديد، فهي لم تقبل بضم إلا من تستشعر بتميزهم في فرقتها، فكانت بوابة النجومية لكل من إسماعيل ياسين، فريد الأطرش، تحية كاريوكا وغيرهم الكثيرون.


الكاريوكا.. رقصة أمريكية اقترنت بتحية
لمع اسم مدرب الرقص اليهودي إيزاك ديكسون، في كازينو بديعة، وقدم العديد من الرقصات الجديدة حتى إن بديعة اعتمدت عليه في تدريب الراقصات مثل سامية جمال، هاجر حمدي، حورية محمد.
ولمع نشاطه أيضًا في تعليم الرقصات الجماعية، وظهرت إبداعاته في عدد من الأفلام مثل: "خد الجميل"،"غرام راقصة"، "ليالي الحب"، "4 بنات وظابط"،"سيجارة وكاس"، "نهارك سعيد".

بعد تعرفه على تحية، طلب منها أن يعلمها رقصة أمريكية جديدة اسمها "كاريوكا"، في البداية تعجبت من الاسم فلم تكن تعرفها من قبل، لكنها خضعت للتدريب عليها وأتقنتها، وبمجرد تقديمها على المسرح حازت على إعجاب لم تكن تتوقعه، وبدأ الحاضرون يطلبون هذه الرقصة من تحية، حتى التصق الاسم بها.

ورقصة "الكاريوكا" مستوحاة من التراث البرازيلي، وهي تعتمد على الإيقاع وحركة الجسد المحكومة، ومع ذلك فقد أضافت لها كاريوكا، وطبقتها بما يتناسب مع إمكانيات وحركة جسدها، فأصبحت "فاتحة الخير لها" للدخول إلى عالم الفن.

شخصية تحية طغت على الكاريوكا
يرى الناقد طارق الشناوي أن شخصية "تحية" القوية، أضافت بريقا على كل شيء لا على رقصة "الكاريوكا" فقط، بل أثرت في الفن والحياة والسياسة، والدليل دخولها تاريخ الفن بدور "شفاعات" في "شباب امرأة"، ويؤكد "الشناوي": طول عمرها عندها موقف في الحياة وموقف في السياسة، تعلن حبها بشكل مباشر، وما تعرفش تزوق ولا تجمل كلامها، تقول ما تعتقد أنه صواب فقط، كانت من مؤيدي ثورة 1952، لكنها لم تخف انتقاد مجلس قيادة الثورة لشعورها بأنها انحرفت عن مسارها، تطوعت وحملت السلاح في 1956، وفي 1967 انضمت إلى الهلال الأحمر.