رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرصد الفتاوى التكفيرية يحذر من تصاعد الإرهاب في بوركينا فاسو

بوركينا فاسو
بوركينا فاسو

أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له كنيسة بروتستانتية بقرية بانسي، شمال بوركينا فاسو، والذي أودى بحياة 24 شخصًا وإصابة 18 آخرين، وذلك عندما قام ما يقارب من 20 مسلحًا بتنفيذ الهجوم واختطاف عدد آخر من الأشخاص.

وذكر أن الاعتداء تم بعد أن قام مجموعة من المسلحين باقتحام الكنيسة والهجوم على كل من فيها ثم قاموا بإحراقها، محذرا أن بوركينا فاسو تشهد في الفترة الأخيرة حالة من عدم الاستقرار الأمني نتيجة للخطر المتصاعد عليها بالقرب من حدودها مع مالي، وهو الأمر الذي دفع الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب تصاعد حدة العنف.

وأوضح المرصد أن الجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا، على وجه الخصوص، تشهد حالة من التمدد والانتشار الذي يجعلها قادرة على شن مزيد من الهجمات، خاصة على الأهداف المدنية منها، وهو بمثابة مؤشر على قدرة هذه الجماعات على تهديد أكثر من منطقة،.

وأفاد المرصد بأن هناك تصاعدًا للعمليات الإرهابية التي تشهدها القارة الإفريقية بشكل عام، وفي غرب ووسط القارة بشكل خاص، الذي يشهد صراعًا كبيرًا بين المجموعات المبايعة للقاعدة، وعلى رأسها ما يعرف بـ"نصرة الإسلام والمسلمين"، وتلك المبايعة لتنظيم "داعش" عبر ما يعرف بـ"ولاية غرب إفريقيا"، والمنتشر في نيجيريا ومنطقة الساحل وبحيرة تشاد، و"تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى" المنتشر في مالي وبوركينا فاسو، والذي سبق له أن شن عمليات إرهابية داخل البلاد على أهداف مدنية وعسكرية.

وتابع: نتيجة لهذه الصراعات بين المجموعات تتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في بوركينا فاسو مما تسبب في سقوط الكثير من الضحايا بأعداد كبيرة، وأشارت إحدى المنظمات العاملة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف إلى أن هناك زيادة تقارب الـ 200% في أعداد الضحايا في الفترة من 2018 وحتى نهاية العام الماضي، وأن معظمهم من المدنيين.

وذكر المرصد أن الدولة في بوركينا فاسو تتخذ خطوات في الآونة الأخيرة عبر الكثير من العمليات النوعية في شتى المجالات لتطهير البلاد من تلك العناصر، بالإضافة إلى تعاونها مع مجموعة دول الساحل والصحراء في محاربة هذه المجموعات، ونجحت في إلقاء القبض على عدد كبير من عناصرها وقادتها، إلا أن الإشكالية أن تلك المجموعات تتمركز في الغابات والمناطق النائية والصحراوية وتنفذ عمليات ذئاب منفردة وتعتمد على تكتيكات حروب العصابات.

وحذر المرصد من سعي الجماعات الإرهابية للبحث عن موطئ قدم في القارة الإفريقية، خاصة أن بوركينا فاسو تقع في مثلث نشط تنتشر فيه الجماعات الإرهابية بشكل كبير، في كل من (مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، وسبق أن حذرت تقارير المرصد من خطورة انتشار الجماعات الإرهابية في هذا المثلث، الأمر الذي سيؤثر على باقي دول القارة والساحل والصحراء على وجه الخصوص.

وقدم المرصد خالص العزاء لأسر الضحايا والمصابين، راجيًا لهم الشفاء العاجل، كما يدعو دول التحالف الخمس التي شكلت لمحاربة الإرهاب هناك إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم من إجراءات سريعة وعاجلة لحل مشكلة انتشار الإرهاب في تلك المنطقة من القارة الإفريقية.