رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السيانيد».. كلمة السر في نفوق الأسماك

الأسماك
الأسماك

تتعرض الثروة السمكية فى مصر لممارسات غير مسئولة لبعض الصيادين الذين يستخدمون طرق محرمّة دوليًا فى الصيد، منها مادة "السيانيد" القاتلة التي تتسبب فى نفوق الأسماك أيضا.

كانت أجهزة الأمن ضبطت متهمين بمجرى نهر النيل فرع دمياط بمدينة بنها، يلجأون للصيد بطرق غير مشروعة، وتم أخذ عينات من الأسماك لفحصها وتحليلها والوقوف على أسباب نفوقها فأكدت أن "السيانيد" هي المتسببه.

أطباء: تقتل الإنسان دقائق

يؤكد الدكتور محمود محمد عمرو مؤسس المركز القومي للسموم ورئيس لجنة السّميات بأكاديمية البحث العلمي"للدستور"، أن هذه المادة السامة تقتل الإنسان فى غضون دقائق معدودة إذا لم يتم إنقاذه على الفور، حال تعرضه لتناول كميات كبيرة منها، فهي تتسبب في توقف القلب والمخ، تقضي على الأكسجين بالجسم، المسئول عن حرق الجلوكوز وإمداد الجسم بالطاقة اللازمة للحياة.

ويتابع: نفوق الأسماك بسبب تعرضها "للسيانيد" مؤشر إلى وفاة الإنسان أيضًا بسبب تناوله هذه الأسماك، موضحًا أن جسم السمك لا يتخلص من "السيانيد" حتى مع الطهي.

وأوضح الدكتور محمد فتحي ماجستير بالكيمياء الحيوية، أن أعراض التسممم بالسيانيد تتمثل في صداع، زيادة معدل ضربات القلب، ضيق في التنفس، قيء، كما يمكن أن تعقبه تشنجات، انخفاض ضغط الدم، فقدان الوعي، والسكتة القلبية.

صيادون: تستخدم في المياة المفتوحة

أكد صيادون أن تلك المادة المحرّمة غالبًا ما يتم استخدامها بالمياة المفتوحة مثل مناطق السويس،بورسعيد، البحر الأحمر، التي يضعف بها الرقابة، من قبل سفن الصيد العملاقة فقط، كما أوضح غالي حسن شحاتة صياد على أحد سفن الصيد الكبيرة بمدينة رشيد، متابعًا أن مدينة مثل رشيد بنهر النيل يصعب أن يلجأ بها الصيادون إلى استخدام هذه المواد نظرًا لوجود رقابة من قبل قوات حرس الحدود ومسئولي وزارة البيئة، بالإضافة إلى اعتماد معظم صيادي هذه المنطقة على مراكب صغيرة يصعب أن تستخدم مثل هذه المواد نظرًا لسهولة الكشف عنها.

محمود عاطف صياد بمدينة بنها يقول،: مادة "السيانيد" يتم الصيد بها بغوص الصياد متتبعًا الأسماك، وبمجرد أن تختفي بمكان ما في الشعاب، يخرج الزجاجة البلاستيكية، ثم يرش السّم في البقعة التي تختبئ فيها الأسماك، ما يؤدي إلى شلل حركتها، يجمعها ويحضرها إلى السطح.

ويوضح علي أحمد، صياد بالإسماعيلية أن السمك الذي يتم اصطياده بطريقة غير طبيعية من السهل التعرف عليه من خلال الخياشيم التي يميل لونها إلى السواد على عكس اللون الطبيعي للسمك الطازج وهو اللون الأحمر الوردي، مشيرا إلى ضرورة تشديد الرقابة على سفن الصيد الكبيرة كونها تستخدم هذه المواد المحرمة، لكن مراكب الصيد الصغيرة من السهل كشفها والتفتيش عليها، وبالتالي يخشى أصحابها استخدام مثل هذه المواد خوفًا من التعرض للعقوبة.

القانون يجرمها

ينص قانون رقــم 124 لسنة 1983 بشأن صيد الأسماك والأحياء المائية: "أنه لا يجوز الصيد بالمواد الضارة أو السامة أو المخدرة أو المميتة للأحياء المائية أو المفرقعات، كما لا يجوز الصيد بالحواجز أو الحوض أو اللبش والزلاليق أو أي نوع من السدود والتحاويط...وتسري أحكام هذه المادة على الصيد في المياه التي تغطي الأراضي المملوكة للأفراد وتتصل بالمياه المصرية".