رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لينين الرملي.. «أنت حر» في أن تذهب ولكن قلمك باقٍ

لينين الرملي
لينين الرملي

في أواخر صيف العام 2006 وقف فريق من طلاب كلية الحقوق جامعة القاهرة على خشبة المسرح، وكان عددهم وقتها يقترب من 80 فردا، ويتوسطهم رجل خمسيني، يتحدثون عن أحد العروض المسرحية، والذي حقق نجاحا كبيرا فيما بعد حين عرض.


الفريق كان متوسط أعمار أعضائه يتراوح ما بين 16 عاما حتى 25 كحد أقصى. كان من بينهم من لا يعرف أي شيء عن أي شيء، وبعضهم يعرف أشياء، والبعض يدعي أنه يعرف وهو لا يعرف. الخمسيني الذي يتوسطهم هو المخرج الرائع الراحل حسين محمود، وأما العرض فكان "انت حر"، وبالطبع المؤلف هو لينين الرملي!

من هو لينين الرملي؟ وقف أحد أعضاء الفريق على خشبة المسرح يسأل نفسه. بالطبع لم يسأل من حوله، لأنه من المفترض أن كل من هم هنا على علمٍ بالأمر. وإلا ما سبب وجودهم هنا. إلى جانب أن مخرج العمل كان عصبي المزاج جدا، ولم يكن هناك مجال لإهدار الوقت، حيث إنه يحب أن يكون كل شيء كما ينبغي.


دارت الأيام، البروفات كانت مفعمة بالحياة، انتهى الصيف والخريف وحل الشتاء، وعرضت المسرحية 3 ليالٍ ربما في نهايات ديسمبر من العام 2006 أو يناير 2007، وسط حضور جماهيري رائع، وتصفيق حاد، العرض كان رائع حقا، وحصد كل الجوائز تقريبا، سواء كانت تمثيل أو إخراج، أو ديكور.

"انت حر" كان المدخل الذي جعل هذا الولد يتساءل عن لينين الرملي. في البداية هو كان يظن أنه واحد من هؤلاء الكتاب الذي رحلوا قبل زمن طويل، لم يكن يعرف أنه مازال حيا وينتج. وتبين أن هناك توأمة بين الرملي وأستاذ المسرح المصري محمد صبحي، وأن عرض "انت حر" نفسه قد صدر في العام 1981 بطولة صبحي وشريهان.


يعود بالزمن أكثر ويبحث بشكل أعمق، فيرى بداية تلك التوأمة التي جمعت الرملي وصبحي، تحديدا في العام 1975، حيث ألف الأول مسرحية "انتهى الدرس يا غبي" وكان بطلها الثاني. وبالطبع قد رآها. إن لينين الرملي هذا موجود في كل مكان من حولنا، ولكن لا ندرك وجوده حقا. يخبر الولد نفسه. الرفيقان أساسا فرقة "ستوديو 80" في العام 1979 وتطور الأمر فكانت عروض "علي بيه مظهر، المهزوز، الهجمي، وجهات نظر".

انطلق المؤلف نفسه في رحاب واسع، فهو نفسه الذي كتب مسرحية "سك على بناتك" بطولة أحد أساطير المسرح المصري الفنان فؤاد المهندس.


عرف الفتى بالبحث أيضًا، أن المؤلف نفسه، هو من كتب أفلام "الإرهابي، علي بيه مظهر، وبخيت وعديلة، والبداية" وغيرها. وهي أفلام هو رآها جميعا! لكن لم يسأل نفسه أبدا من المؤلف. وهو نفسه الذي كتب مسلسلات "هند والدكتور نعمان، حكاية ميزو، فرصة العمر" وغيرهم.


وتبقى "إنت حر" طرف الخيط الذي سحب منه الفتى قصة حياة هذا المبدع. والحرية نفسها هي التي اختارتها روح الرملي حينما رحلت عن سجن جسده اليوم.

غيُّب الموت جسد لينين الرملي. ولد في 18 أغسطس 1945 ورحل اليوم، 7 فبراير 2020.