رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا والاقتصاد.. كيف تأثرت المنتجات الصينية في مصر؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يكن الفزع الذي سببه انتشار فيروس «كورونا» في مدينة ووهان الصينية، وتخطيه تلك الحدود بانتشاره في بعض دول العالم، مقتصرًا على الخوف من العدوى فقط على الصعيد الصحي للمواطنين، بيد أن أبعادا أخرى بدأت تظهر له.

الصين تعد أحد أكبر الدول المصدرة لكل شئ في العالم، وربما يؤثر ذلك على تصدير بعض المنتجات الصينية، فأصبح التوتر الآن هو أن يربك انتشار الفيروس في الصين الأوساط الاقتصادية.

واتساقًا مع ذلك، فإن شعبة الخضروات والفاكهة أعلنت عن أن المنتجات الصينية من الخضروات والفاكهة ما زالت تباع في الأسواق المصرية، إلا أنها ستشهد تغييرات في الإقبال والأسعار خلال الأيام القليلة الماضية.

فهل تأثرت المنتجات الصينية الموجودة في مصر على مختلف أنواعها بانتشار فيرس كورونا؟ «الدستور» حاورت عددا من التجار الذين يعملون في عدد من المنتجات الصينية في مصر، والذين أكدوا أن الإقبال عليها بالفعل بدأ يتراجع، إلى جانب أنها قد تؤثر على أسعار المنتجات الأخرى.

محمود.ع، تاجر خضروات وفاكهة صيني، من بينها الثوم في محافظة الغربية، يؤكد أنه منذ انتشار فيروس الكورونا في الصين، بدأ الإقبال على منتجاته يقل على عكس ما قبل انتشار الفيرس.

يوضح أن الأمر يعود إلى عدم ثقافة بأن المنتجات الصينية لا علاقة لها بالفيروس: «مش معنى أن التوم صيني، يكون حاملا للفيروس، أو أنه يكون معديا، لكن الناس بمجرد أن تسمع عن فيروس صيني تخاف من كل شئ له علاقة بالصين».

يضيف: «سعر كيلو التوم الصيني وصل قبل الفيروس 10 جنيهات، لكن بعد انتشاره اضطريت أقلل السعر ووصل إلى 5 جنيهات فقط، ومع ذلك الناس بتروح للتوم البلدي عن الصيني».

وتصدرت الصين، قائمة الدول الموردة لمصر معظم المنتجات، وفقًا لآخر إحصاء خرج به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حيث جاءت الصين في المركز الأول من بين الدول الخمس كأكبر دولة تستورد مصر منها.

وبلغت قيمة الواردات من الصين نحو 4 مليارات دولار خلال الفترة من يناير - أبريل 2019، وكانت أهم الأشياء التي يتم استيرادها من الصين: « الآلات والأجهزة الكهربائية، البلاستيك، مصنوعات من حديد، المنتجات الغذائية»، وفي عام 2018 كانت قيمة واردت الصين إلى مصر 90.1 مليار.

أما محمد الزكار، تاجر فواكه صينية بمدينة النوبارية بمحافظة البحيرة، يوضح أن الأمر لا زال يسير على نفس الوتيرة، مبينًا: «الإقبال زي ما هو، لكن الكل بدأ يخاف من مجرد كلمة يوسفي أو برتقال صيني، وفيه استفسارات ظهرت من الزباين مكانتش موجودة قبل الفيروس».

يوضح أن اليوسفي الصيني عادة ما يكون به بقع سوداء صغيرة قدر الحبة، وترجع إلى انخفاض درجة الحرارة في الصين وسقوط الثلج عليه: «البقعة دي سببت أزمات مع الناس الفترة الأخيرة، رغم أنها ملهاش علاقة بأي فيروس».

يشير إلى أن الأمر يصب في صالح كل المنتجات المحلية أو المصرية أو التي من الممكن أن يزيد سعرها، في مقابل المنتجات الصيني التي أضحى هناك تخوف من وجودها: «الشعب بيخاف بسرعة».

ومؤخرًا أعلنت لجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصينى (مجلس الوزراء)، تخفيض معدلات الرسوم الإضافية على بعض المنتجات ابتداءً من 14 فبراير الجاري، لتعزيز التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية، وسيتم التخفيق بنسبة 10% و5% على قائمة المنتجات الخاضعة لرسوم جمركية إضافية.

منى عيد، تاجرة تبيع الممبار الصيني في إحدي أسواق منطقة رمسيس، تؤكد أن سعر الكيلو بلغ 120 جنيهًا، إلا أن الفترة الماضية شهدت تراجعا في الإقبال على المنتجات الصينية، تخوفًا من فيروس الكورونا.

تقول: «الممبار الصيني، مجرد مسمى بس عشان جاي من الصين، وهو زيه زي المستورد بالظبط، مختلف عنه البلدي اللي سعره وصل 90 جنيها للكيلو، وفي الفترة الأخيرة بقيت أجيب البلدي بس عشان يتباع الناس خايفة من كل حاجة صيني».