رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«في البلالا».. من مفردات الحارة المصرية

 الحارة المصرية
الحارة المصرية

كثيرا ما نسمع عبارة "في البلالا" داخل الحارة المصرية المصرية مما يدعو للتساؤل ماهى البلالا ؟ ولمن تقال؟

أما عن إجابة السؤال الأول ماهى البلالا ؟ فالمقصود بكلمة البلالا أى اللاشيء. فهى تعني العدم. فيقال فلان ده فى البلالا أى أن عقله غائب فلا لوم عليه.

أما عن إجابة السؤال الثانى لمن تقال هذه العبارة فهي تقال للشخص غير المدرك، الذى يسأله شخص آخر عن شئ يخصه فلا يجيب، فيقول الثالث المتابع لهما: ياعم بتسأل مين ده فى البلالا. وفى هذا دليل على شروده وغياب عقله وقد يكون ذلك الغياب بفعل مخدر أو بسبب مرض عقلى أو نفسى.

والحقيقة أن كلمة بلالا من المفردات القديمة داخل الحارة المصرية وليست عبارة مستحدثة كما يظن البعض، أما المستحدث منها والذى جاء بنفس المعنى فنقول منه على سبيل المثال: " هربانة منه" والمقصود بهذه العبارة أن رأسه ليست بحوزته، وكأنها فرت منه وتركته يتخبط بلا عقل بين الناس، فلا يصلون معه إلى نتيجة منطقية، لأنه بلا وعي من الأساس، لذا لا تجد أحدا يعيره إهتماما. بل يتجنبون الدخول معه فى مهاترات قد توقعهم فى شجار لا تحمد عقباه، فيتركونه وينهون الحديث معه أو عنه بعبارة "ياعم إنت هتتخانق مع فلان دى هربانه منه ".

" لاسع " تقال هذه الكلمة أيضا فى نفس الشخص الشارد، وهنا يشبهون رأس الشارد بأنها مثل الموتور الذى زادت عليه الكهرباء فاحترقت أسلاكه.

"أبلتين مخه ضارب" هى عبارة لا تختلف فى التشبيه عن كلمة لاسع وهى واحدة من عبارات سائقى الأجرة.

" مخه طاقق" وكلمة "طاقق " قد تعنى ساقط وكأنه ثمرة وقعت من شجرتها على الأرض فذبلت، وتعنى أيضا منفجر فيقال طق من الغيظ. وفى الحالتين رمز لغياب العقل، لذا يجب توخي الحذر مع هذا الشخص فى التعامل وخير وسيلة لذلك هى التجاهل.

عموما العبارات الخاصة بالشخص الفاقد لصوابه كثيرة جدا فى الحارة المصرية، ومازالت العبارات تتجدد بحروف مختلفة مادامت الحارة المصرية باقية ومادام أهل البلالا يحيون بيننا.