رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خزعل الماجدى: الحضارة المصرية كنز لا نظير له

صورة من الحدث
صورة من الحدث

عبر المفكر العراقي الكبير خزعل الماجدي عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الندوة التي عقدت لمناقشة كتابه الأحدث "الحضارة المصرية" والصادر عن دار الرافدين للنشر، مشيدًا بالدور المصري في الثقافة والفنون والآداب والتي شكلت وعيه من خلال الكتاب المصريين والترجمات التي أنجزوها.

وعن كتابه الحضارة المصرية قال إنه، واحد من سلسلة كتب تاريخ الحضارة التي ستأتي في المستقبل، موضحًا أن حضارة مصر القديمة كنز من كنوز البشرية التي لا نظير لها في التفرد فهي حضارة متفردة في كل شيء أقامته، هذه الحضارة أقامت نظاما يعد الأطول في عمر الحضارات القديمة.

وأضاف أن الحضارة المصرية هي الأشمل في التاريخ وعادة تضم الحضارة كل شيء وتتكون من 15 عنصرا 7 عناصر مادية و7 عناصر ثقافية متناظرة ويأتي العنصر الخامس عشر ليضبط كفتي الميزان بينهما وهو الأخلاق قصدوا هذا أو لم يقصدوا، مشيرا إلى أن ميزة مصر أنها اعتنت جدًا بمفهوم الأخلاق وشكلت الماعت جزء كبير من الحضارة المصرية القديمة وهو ما يدل علي نقاء الحضارة المصرية.

وأوضح أنه لا أحد يعرف عظمة الحضارة المصرية إلا من تقصي آثارها ونصوصها بدقة وأدرك كيف استطاعت هذه الحضارة أن تبني صروحها في كل الحقول، بتوازن نادر بين نزعة بناء دنيوية ونزعة تطلع روحي أخروي، الحضارة المصرية مثال نادر في الحضارات القديمة على التوازن بين المكونات والمظاهر المادية والفكرية الحضارية، بين عالمي المادة والروح، الدنيا والآخرة، الحياة والموت..إلخ، وهي في الوقت ذاته حضارة أخلاقية بكل ما تعنيه الكلمة إذ يندر العثور على مثلها في هذا المجال، فقد أشاعت الأخلاق فيها شحنة مكنتها من جمع المنجزين المادي والروحي في توازن دقيق.

تابع الماجدي: كلما تعمقنا في الحضارة المصرية تكونت لدينا القدرة على نبذ الأفكار التقليدية السلبية عنها فهي ليست حضارة قبور وجنائز، كما يدعي البعض٬ فقد تمكنا بفضل فكرها عن الآخرة وما بعد الموت من الحصول على آثارها سليمة وبغزارة قل نظيرها في الحضارات الأخرى، وساعدتنا خرائط وتفاصيل هذا الفكر الأخروي على فهم منطلقاتها العميقة في هذا المجال بعد البحث تحت كائناته الكثيرة عن المغزى العميق الأخروي.

واختتم أن القول بأن هذه الحضارة (المصرية) قد أسست للاستبداد من خلال تأليه الفرعون فهو قول غير دقيق لأن فراعنة مصر لم يكونوا بألوهيتهم المفترضة مستبدين بل مساهمين في توازن أخلاقي عظيم للمجتمع المتلاطم بالتغيرات الدائمة.