رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حيثيات حكم إلزام «الداخلية» بالإرشاد عن مكان مصطفى النجار

البرلماني السابق
البرلماني السابق مصطفى النجار.

أودعت محكمة القضاء الإداري، حيثيات حكمها في الدعوى المقامة من زوجة البرلماني السابق مصطفى النجار.
وتبين من الحكم أن المحكمة أعادت تكييف الطلبات التي أوردتها زوجة "النجار" في دعواها، والتي كانت تطالب بإلزام وزارة الداخلية بالكشف عن "مكان احتجازه"، حيث جاء منطوق الحكم بإلغاء قرار وزارة الداخلية السلبي بالامتناع عن الإرشاد عن مكان تواجد زوج المدعية، مع ما يترتب على ذلك من آثار»، بما يعني إلزام وزارة الداخلية بإرشاد زوجة النجار عن مكان تواجده، دون أن يكون بالضرورة محتجزًا، واعتبار أن ذلك الإرشاد من الواجبات الدستورية على الداخلية.

وأسست المحكمة حكمها على نص المادة 206 من الدستور، والتي تنص على أن الشرطة هيئة مدنية نظامية في خدمة الشعب، وولاؤها له، وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن، وتسهر على حفظ النظام العام، والآداب العامة، وتلتزم بما يفرضه عليها الدستور والقانون من واجبات، واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وتكفل الدولة أداء أعضاء هيئة الشرطة لواجباتهم، وينظم القانون الضمانات الكفيلة بذلك».

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن «الشرطة بقياداتها ورجالها هي الحارس الأمين على أمن الوطن والمواطن، بما يكفل الأمن والطمأنينة ويحقق الاستقرار والرخاء، ومرد ذلك إلى أن وزارة الداخلية بحسبانها قوّامة على مرفق هيئة الشرطة، يقع على كاهلها الالتزام بتنفيذ الدور المحدد لها دستوريًا وقانونيًا وتأديته على الوجه الأكمل خدمةً للشعب، وذلك من خلال المحافظة على أرواحه وحماية أغراضه وممتلكاته، من أي اعتداء والسهر على حفظ النظام والأمن والآداب العامة، وكل ذلك في إطار خضوع وزارة الداخلية وسائر سلطات الدولة المختلفة للقانون، واحترام قواعده وأحكامه والعمل على تنفيذ ما يفرضه، عليها من واجبات ومسئوليات، وإلا أضحت تصرفاتها وما يصدر عنها من قرارات مشوبًا بعدم المشروعية».

وأوضحت المحكمة أن وزارة الداخلية في معرض ردها على ما جاء بالدعوى بشأن اختفاء «النجار» منذ أغسطس 2018، وتلقي زوجته مكالمة هاتفية من مجهول في 10 أكتوبر 2018، أخبرها فيها بأنه تم القبض عليه، اكتفت الوزارة بعبارة مفادها أنه "بالاستعلام عن زوج المدعية بقاعدة بيانات نزلاء السجون لم يستدل عليه، وأنه باستطلاع رأي الإدارة العامة للجوازات تبين أنه لم يغادر البلاد".

وشددت المحكمة على أن "ذلك الرد لا يصلح لمواجهة ما تضمنته صحيفة الدعوى، كما لا يبرئ ذمة وزارة الداخلية من الالتزام الملقى على عاتقها، بالبحث والتحري والكشف عن مكان تواجد المواطنين، الغائبين أو المفقودين المقدم بشأن تغيبهم أو فقدهم بلاغات من ذوي قرباهم".

وتابعت المحكمة: «إذ لم يتضمن رد وزارة الداخلية ما يثبت الاستعلام من كافة الجهات، والأجهزة التابعة لها عن مكان تواجد زوج المدعية، ولا مراء في أن امتناع الوزارة عن الإرشاد عن مكان تواجده ومعرفة مصيره، وكشف حالة الغموض المحيطة به يتصادم مع مسئوليتها الدستورية وواجباتها القانونية».

وكان مصدر أمني بالداخلية قد أعلن أمس في بيان أن "النجار هارب من حكم قضائي في قضية إهانة القضاء".