رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار كتب فضح الإخوان «1»

محمد الباز: أبومازن قال لي: «محمد مرسى سعى لحل القضية الفلسطينية على حساب سيناء»

محمد الباز
محمد الباز


الكاتب الصحفى والإعلامى محمد الباز واحد من «رءوس الحربة» التى سجلت أهدافًا كثيرة فى مرمى الجماعة، سواء بكتاباته ومقالاته المختلفة، أو من خلال كتبه المتعددة التى كانت أشبه بالنار المنطلقة من فوهة قلمه تجاه صدور وعقول «أحفاد حسن البنا».
ويبدو أن باب السجال والصدام بينه وبين الجماعة الإرهابية لا يزال مفتوحًا، وبه روايات وتفاصيل لم تُحك وتنتهِ بعد، فمن جديد يعاود «الباز» فتح الصندوق الأسود لـ«أبناء المرشد»، فى كتابه الصادر حديثا «أيام مرسى.. كتاب الصدمات».. فلماذا عاود الاشتباك مع هذا الملف الملتهب بعد مرور ٧ سنوات من سقوط التنظيم؟
يُجيب أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: «هذا الكتاب فكرته ولدت من رحم اللحظة التى تم الإعلان فيها عن وفاة محمد مرسى، فاختفاء الشخص ونهاية دوره كفاعل فى المشهد يعطيان مساحة كافية للحكم على تجربته من كل الزوايا، خاصة أنه برحيله لم يعد بإمكانه مراجعة موقفه أو التراجع عن آرائه، لذا يصنف هذا العمل تحت بند الكتابة الوثائقية».
وبَين أن «أيام مرسى» كتاب لا يتناول سيرة رئيس «الإخوان» أثناء وجوده على رأس السلطة فى مصر، إنما يتناول مسيرته من الميلاد حتى الرحيل، ويحاول رصد التحولات الفكرية والسياسية التى مر بها وعايشها هذا الرجل.
وأضاف: «نحن أمام شخص مولود فى بيئة بعيدة عن التيارات الإسلامية، ومقومات نجاحه تعتمد على اجتهاده الدراسى، ولا تربطه ثمة علاقة من قريب أو بعيد مع العمل السياسى أو تيارات الإسلام الإسلامى، لكنه فجأة ينخرط فى صفوفها ويتعاطى مع أفكارها، ويتم تصعيده فى المناصب، وبالرغم من أنه طيلة الوقت لم يكن محركًا للأحداث على مستوى جماعته- إنما كان مدفوعًا من آخرين، ومجرد أداة يستخدمها البعض لتحقيق أهداف ومنافع أخرى- إذ فجأة يجد نفسه جالسًا على كرسى رئيس الجمهورية فى حادثة صادمة وصارخة فى آن واحد».
وقال إن هذا العمل يقدم بين صفحاته محاولة للفهم، ومعالجة توضح كيف يفكر هذا التنظيم، ولماذا فشل فى حكم مصر، ولماذا أخفق فى كل الأماكن التى وصل فيها للحكم، مضيفًا: «محاولات الفهم تلك ليست محاكمات أنصبها للتنظيم، فمسألة الكتابة فى هذا الموضوع ما زالت تخضع لوجهات النظر».
وكشف عن أنه اختار فى الكتاب بدء الحديث بالصدمة، عندما كتب فى سطوره الأولى «وداع يليق بخائن»، وذلك استنادًا إلى الحكم الصادر عن المحكمة فى حقه، دون تسريب لوجهة نظره الشخصية للقارئ مبكرًا، مضيفًا: «إذن على المستوى العام محمد مرسى شخص خائن بحكم المحكمة، وعلى مستوى الرصد تجده أيضًا بالفعل كذلك، فقد خان السياسيين الذين دعموه فى مؤتمر (فيرمونت) الشهير، وخان الشعب الذى وعده بأن يكون رئيسًا للمصريين فإذا به ينحاز لأهله وعشيرته، بجانب سعيه لحل القضية الفلسطينية على حساب سيناء، وتلك معلومة سمعتها بنفسى من الرئيس الفلسطينى (أبومازن) وأيضًا مستشاره السياسى، لا اجتراء عليه فيها ولا افتراء».
وقال «الباز»: «عندما بدأت فى نسج خيوط الكتاب لم أضع تحت أى معلومة أمتلكها خطوطًا حمراء، وأفرغت على صفحاته كل ما أعرفه وأعلمه، خاصة أنها ليست المرة الأولى التى أتناول بقلمى أعضاء الجماعة، فرحلتى فى الكتابة عنهم بدأت منذ ٢٠ عامًا، وأزعم أننى خلال تلك المدة تعرضت للهجوم والسباب من جانبهم، لدرجة أنهم وضعونى على رأس قوائم الاغتيالات ذات مرة، ومع ذلك لم ألُق لتلك الأمور بالًا، فعندما أخوض معركة لا أخشى مطلقًا غُبارها، فأنا على اقتناع بأن هذه الأمور تمثل نوعًا من أسلحة الترهيب التى يستخدمونها فى كل زمان ومكان لأسباب معينة».
وأضاف: «فى كل كتاباتى عنهم دائمًا ما يكون مدخلى للحديث نابعًا من منطق فكرى، وذلك بالاستناد إلى المعلومات التى تساعد على التحليل واستخلاص القارئ للفكرة فى النهاية، والفكرة الرئيسية التى أعنيها هنا لم تكن مقتصرة فقط على إطلاق صيحة تحذير من خطورة هذا التنظيم، لكن هدفها الأساسى والأشمل هو توثيق تجربة مهمة لكاتب كان شاهدًا على الأحداث وفاعلًا دون افتعال».
وتابع: «الجماعة اعتادت كتابة التاريخ من وجهة نظرها، ووقع فريسة لذلك العديد من الكتاب والمثقفين، فكلنا ضحايا لكتابات التنظيم فى الستينيات، فقد كانوا وحدهم المصدر الوحيد لما حدث، وبالتالى سعيت لتقديم رؤيتى فى محاولة لخلق آراء متباينة تسهل مستقبلًا مهمة من يريد توثيق وتحرى تلك الوقائع التى تمت فى مصر خلال تلك الفترة».
واستكمل: «الأمر اللافت للانتباه هو حديث البعض بأن هذا الوقت لم يعد مناسبًا للكتابة عن الإخوان، باعتبار أن فى ذلك إعادة إحياء لها، لكن تلك الآراء تمثل من وجهة نظرى رؤية مقصورة ومحدودة، لأن المعركة مع التنظيم معركة مصير لا بد أن تصل لخط النهاية، خاصة أن هذا الكيان لا يريد التسليم بفشله أو الاعتراف بسقوطه، وفى كل لحظة يحاول استنساخ وإعادة إنتاج ذاته من جديد».
واختتم: «من هنا أقول إننى لن أوقف الكتابة عن الإخوان طالما وجدت معلومات جديدة تسهم فى إبراز الوجه القبيح لأبناء المرشد، خاصة أننى أملك معتقدًا بأننا نخوض أطول معركة ضد هذا التنظيم لم تضع أوزارها بعد، وتلك قناعة أستمدها من معرفتى بها سياسيًا ودينيًا وفكريًا، فأنا لا أتعاطى معها باعتبارها جماعة دينية وحسب».