رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«معاذ عطيتو».. نقاش بدرجة دكتور في جراحة العيون (صور)

معاذ عطيتو
معاذ عطيتو

من الجميل أن تحقق هدفك، ولكن الأجمل هى رحلة الكفاح والمثابرة لتحقيق ذلك الحُلم، هكذا هو الطبيب «معاذ عطيتو»، ابن البر الغربي في محافظة الأقصر، الذي ضرب أروع نموذج يمكن أن تقابله في الكفاح، والجد والاجتهاد في التغلب على مصاعب الحياة، والقضاء على أية معوقات تواجه الإنسان خلال رحلة حياته.

الدكتور أحمد رجب، الشهير بـ«معاذ عطيتو» طبيب جراحة العيون الشهير بالبر الغربي من الأقصر، استطاع أن يخلد اسمه بين أسماء المكافحين، والمثابرين، ويقول: «بسبب ظروف خاصة انفصل والداي، وقتها كان عمري نحو ١١ عامًا وانتقلت أنا وشقيقتي للعيش بصحبة والدتي إلى منزل آخر، وكانت حياتي بسيطة للغاية، تربيت في أسرة تعيش في مستوى أقل من المتوسط، ولهذا كنت أسعى للحصول على العمل ومساعدتهم، إلا أن شعوري بالمسئولية تجاه والدتي وشقيقتي منحني الكثير من الثقة بأنني قادر على العمل والكسب».

وأضاف لـ«الدستور»: «عملت في الكثير من الحرف، الا أنني قمت باستغلال موهبتي في الرسم وكتابة الخط العربي، وكنت اكتب اسماء واجهات المحلات التجارية، والمدارس، والبيوت، ومراكز الشباب، وكنت اجني من عملي هذا القليل من المال».

وتابع حديثه: «واصلت عملي في أعمال النقاشة، وكنت خلال هذه الفترة طالبًا بالصف الثالث الثانوي إلا أنه وبسبب انشغالي في العمل رسبت لعامين، وهذا ما ادخلني في حالة من الإحباط، فكان يتوجب عليّ بين عملي الذي احصل من خلاله على قوت يومي، وبين حُلمي وحلم والدتي بالالتحاق بكلية الطب».

واستكمل حديثه: «وفي عامي الثالث بالمرحلة الأخيرة من الثانوية العامة واجهت الكثير من الإحباط، فالجميع كان يطالبني بترك الدراسة إلا أن والدتي وعلى الرغم من أنها غير متعلمة إلا أنها كانت تشجعني على استكمال دراستي، وهنا كان لابد من إيجاد وقفة مع نفسي، وبالفعل بدأت التركيز على دراستي، وفي نهاية الأمر نجحت والتحقت بكلية الطب بجامعة الأزهر الشريف».

وأوضح أنه خلال فترة دراسته بالجامعة كان يعمل أيضًا بحرفة النقاشة، حتى يتمكن من توفير مصاريف دراسته، وعلى الرغم من مرات التوبيخ التي كان يتعرض لها من جانب زملائه عن كونه طبيبًا، يعمل بتلك الحرفة البسيطة، وكيف يخرج إلى الشارع بملابس ملطخة بالألوان، إلا أنه كان يتجاهل كل هذا لإيمانه بأن ما يفعله لهو الأمر الصواب، وبمرور السنين نجح في التخرج من كلية الطب، ليتخصص في مجال جراحة العيون.

وأكد أن يعتزم خلال الفترة المقبلة كتابة نسخة من القرآن الكريم بخط اليد، وكذلك إقامة معرض فني خاص به.