رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل التحالف الخماسى بقيادة مصر لردع أردوغان (خاص)

أردوغان
أردوغان

جهود دبلوماسية حثيثة تبذلها مصر لحشد المواقف الدولية تجاه التدخلات التركية فى ليبيا، وفى إطار تلك الجهود تستضيف الخارجية المصرية، بعد غدٍ الأربعاء، اجتماعًا تنسيقيًا يضم وزراء خارجية مصر وفرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، لبحث التطورات المُتسارعة بالمشهد الليبي، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود؛ بالإضافة إلى التباحث حول مُجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط.

وفي تصريحات، لـ"الدستور"، كشف السفير محمد عبدالحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق في قبرص، عن أن النتائج الإيجابية التي تمخضت عن آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص كنموذج للتعاون الإقليمي- دفعت كلًا من فرنسا وإيطاليا إلى التطلع للمشاركة في هذه الآلية.

وأشار عبدالحكم، إلى أهمية الاجتماع الخماسي المزمع عقده بالقاهرة الأربعاء، وتتركز في ضوء عدد من المؤشرات، أولها أنه يأتي في أعقاب قيام تركيا بإرسال قوات عسكرية تركية، فضلًا عن توقيعها على اتفاقيتى التعاون العسكري والأمني مع حكومة فايز السراج، وهما الاتفاقيتان اللتان تعتبران معدومتى الأثر وفاقدتين للشرعية، نظرًا لرفض برلمان طبرق- الممثل الشرعي الوحيد- الاتفاقيتين، وتأكيد البرلمان، برئاسة عقيلة صالح، أن الاتفاقيتين هما والعدم واحد، كما يأتى الاجتماع فى ضوء اعتزام تركيا التنقيب عن النفط والغاز فى البحر المتوسط.

ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الاجتماع الخماسي يأتى على خلفية استمرار البلطجة التركية في شرق البحر المتوسط، وتهديد تركيا بإعاقة عمل الشركات المنقبة في مناطق قبرص الخالصة، واعتداء تركيا على الحقوق السيادية لليونان، نظرًا لعدم وجود منطقة بحرية بين تركيا وليبيا، وانتهاك الحقوق السيادية لليونان في المنطقة الاقتصادية لجزيرة كريت والجزر اليونانية الأخرى في البحر المتوسط، بما يعد أيضًا انتهاكًا لقانون البحار.

وأوضح عبدالحكم، أن الاجتماع الخماسي بعد غدٍ، يبحث التطورات والتوتر الذي ينجم عن التدخل العسكري المباشر من جانب تركيا فى ليبيا، فضلًا عن التباحث حول مجمل الأوضاع الإقليمية.

وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن هناك توافقًا كبيرًا بين الدول الخمس من حيث رفض وإدانة اتفاقيتي تحديد المناطق البحرية والتعاون العسكري، ووصفهما بأنهما فاقدتان للشرعية، فضلًا عن انتهاكهما القانون الدولي، لافتًا إلى أن هناك اهتمامًا من جانب كل من إيطاليا وفرنسا بشركاتهما التي حصلت على تراخيص التنقيب فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

وذكر عبدالحكم، أن الاجتماع يعكس العلاقات الوثيقة بين مصر واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا، ويأتى في أعقاب الاتصالات التي قام بها الرئيس السيسي، فى هذا الشأن مع كل من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء إيطاليا، فضلًا عن الاتصالات التي قام بها سامح شكري، مع نظرائه فى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ولفت إلى ما أكد عليه الرئيس السيسي من ثوابت الموقف المصري الذي يقوم على رفض مصر كل التدخلات الخارجية في الشأن الليبي ودعم استقرار ليبيا، ومساندة الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب، والتي تمثل تهديدًا للأمن الإقليمي في البحر المتوسط.

كما أشار الدبلوماسي المصري إلى أن الاجتماع يأتي في إطار الجهود والاتصالات للدول الخمس، لوضع حد للبلطجة التركية في منطقة شرق البحر المتوسط، وهنا يجب الإشارة إلى زيارة رئيس وزراء اليونان الولايات المتحدة والاجتماع مع ترامب، لبحث انتهاك تركيا القانون الدولي من خلال التوقيع على الاتفاقيتين.