رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي تركي لـ«الدستور»: دخول أردوغان ليبيا يُكبدنا خسائر فادحة

أردوغان
أردوغان

أكد الكاتب والمحلّل السياسي التركي، محمد عبيدالله، أن موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا سيكبد الاقتصاد التركي خسائر فادحة الذي يعاني بالفعل في ظل سياسة أردوغان.

وأوضح محمد عبيدالله، لـ"الدستور"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كزعيم سياسي محترف مصلحي استغل كل حروبه الخارجية مثل العمليات الثلاث التي نفذها في سوريا في ممارسة القمع على المعارضة السياسية والمدنية، بحيث لم يبق في تركيا معارضة حقيقية.

وشدد السياسي التركي على أن حزب الشعب الجمهوري بعدما اختطف بلدية اسطنبول من حزب أردوغان استعاد إلى حد ما قوته السابقة وبات اليوم يمارس معارضة أقوى مما سبق، وهو ينتقد بصوت عال انحياز أردوغان إلى جماعة الإخوان المحظورة في مصر والعديد من الدول العربية، ولا شك أن انحياز أردوغان إلى هذه الجماعة التي توظفها كامتداد لنفسه بدلا من الأنظمة الحاكمة الشرعية أكبر خطأ يرتكبه منذ أحداث ما يسمى بالربيع العربي وهذا النهج هو الذي جر تركيا إلى حروب المنطقة.

وأضاف "لذا ليس من المستبعد أن يركز حزب الشعب الجمهوري في معارضته على خطورة انحياز أردوغان إلى جماعة بعينها والجماعات الإسلامية المتطرفة في الداخل والمنطقة إلى جانب الأزمة الاقتصادية".

واعتبر "عبيد الله" أنه لو كانت هناك عقوبات حقيقية ضد تركيا من قبل المجتمع الدولي لما تجرأ أردوغان على عملياته في سوريا أو ليبيا، مشيرا إلى أن أردوغان لم يخض في مغامرة ليبيا إلا بعد الحصول على ضوء أخضر من إحدى القوى العالمية.

وأوضح السياسي التركي لـ"الدستور"، أن زميل أردوغان والبرلماني الحالي من حزب الشعب الجمهوري عبد اللطيف شنر أكد أن أردوغان اتخذ الخطوة في ليبيا بعد مساومة جرت بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك دخل أردوغان إلى سوريا بعد الضوء الأخضر من روسيا.

وشدد "عبيد الله" على أن أردوغان يهدد العالم بتهديد الإرهاب واللاجئين، لذا لا يتخذ الغرب والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة بحق نظام أردوغان، لهذا لا يعتقد أن تتخذ أي دولة عقوبات رادعة ضد أردوغان إلا إذا كانت هناك خطة لجر أردوغان إلى ليبيا ومن ثم إعلانه مجرما دوليا ومحاكمته عبر توظيف قوى داخلية في تركيا ومن ثم في محاكم دولية.

وأكد أن هناك نتائج وخيمة ستعود على تركيا إن أرسلت قوات عسكرية إلى ليبيا خلال الأيام المقبلة، حيث ستتعمق الأزمة الاقتصادية في تركيا أكثر بفعل الأعباء الاقتصادية للتدخل المحتمل في الصراعات الليبية إلى جانب انطلاق موجة لجوء ونزوح من ليبيا وقد فتح أردوغان هذا الباب فعلا، حيث سمح لليبيين الصغار والكبار الدخول إلى تركيا والبقاء لثلاثة أشهر دون تأشيرة.

واعتبر "عبيد الله" أن هذا الأمر يعني أنه يخلي من ليبيا من لا يستطيع القتال من الشيوخ والصغار ليدير الحرب هناك بالتعاون مع قوات حكومة السراج. بالإضافة إلى تعمق الشرخ بين الفئات المختلفة في تركيا سواء المعارضين لحروب أردوغان والداعمين لها.